الحلقة التسجيلية الثانية من برنامج أمير الشعراء التي بثت الأربعاء الماضي شهدت تفاعلاً حقيقياً بين الشعراء ولجنة التحكيم وتبادلا لآراء حادة فيما بينهم أكدت على مصداقية البرنامج في اختيار الأفضل وعلى قدرة اللجنة النقدية الفنية على التقاط أدق التفاصيل. ومع الحلقات المسجّلة من البرنامج، ستواصل قناة بينونة الفضائية الإماراتية، إضافة للتلفزيون السعودي القناة الأولى، وقناة المحور الفضائية المصرية، تفاصيل لقاءات لجنة التحكيم مع الشعراء الذين تمت إجازتهم بشكل أوّلي ليخضعوا لامتحان المجاراة، وذلك يومي 11 و18 مارس، فيما يبدأ البث المباشر للبرنامج يوم 25 مارس 2015. وأظهرت الحلقة أيضاً ضرورة النقد في تصويب تجارب الشعراء ومسيرة الإبداع الشعري من خلال ما أبداه أعضاء لجنة تحكيم المسابقة من آراء نقدية عبّرت عن ذائقة نقدية سليمة وعميق نظر إلى نتاج الشعراء المشاركين. إبداع الكلمة وجمال الحروف في الحلقة التسجيلية الثانية من برنامج أمير الشعراء في موسمه السادس ضم شعراء من «العراق، السعودية، السودان، سوريا، فلسطين، اليمن، مصر، موريتانيا، الجزائر، إيران، لبنان، والأردن»، وكانت اللجنة قد توقعت مشاركات تلامس واقعنا العربي الملتهب وهمومه وانشغالاته في هذا اليوم بشكل أكثر، لكن توقعات اللجنة هذه لم تكن على قدر المأمول كثيراً، فالبعض تناول في قصائده الحب والغزل وتطرق البعض الآخر لهموم الوطن وغيرها الكثير من الأوصاف الشعرية. ولم تخل الحلقة التسجيلية الثانية من بعض النكات التي لطفت الجو قليلاً، حيث قام صحافي بالمشاركة في البرنامج وكانت كل الأمور تشير وتدل على أنه شاعر حقيقي ويرغب بل ويحلم بالوصول إلى الحلقات المباشرة ولقاء اللجنة، لكن هذه الأمور ما لبثت أن تبددت حين جلس أمام اللجنة وقرأ قصيدته حيث قام الدكتور علي بن تميم بإيقافه قليلاً وسؤاله هناك كسر في الوزن متسائلاً كيف يمكنك كشاعر أن لا تسمع هذا الكسر الواضح أو تكتشفه وأنت تقرأ القصيدة، فحاول عبدالعليم المدافعة ولكن سرعان ما سأله الدكتور علي بن تميم مجدداً هل أنت شاعر حقاً وهل هذه القصيدة لك أنت كتبتها بالفعل، وبعد استهجان اللجنة من هذا الخطأ والمجادلة التي حصلت وحالة الارتباك التي تلبست المشارك، اعترف بمشاركته في البرنامج رغبة في لقاء أعضاء اللجنة والقصيدة لصديق له شاعر، هذا الأمر الذي قابلته اللجنة بضحك وقالت له إنها حركة لطيفة منه. هذا الموقف بيّن قدرة اللجنة على اكتشاف الشاعر الحقيقي من عدمه، وعلى استشفاف روح القصيدة الجميلة من القصائد العادية وإن امتلكت لغة ووزناً.