دخل الاتحاد السعودي لكرة القدم في دوامة لا يستطيع الخروج منها في الفترة المقبلة، فالجميع شاهد الغياب التام للوفاق بين الاندية وإدارة الاتحاد، بل وصل عدم الاتفاق إلى رؤساء اللجان والاعضاء ما أدى إلى مشاهدة الكثير من الامور التي تدار من المكتب التنفيذي لرئيس الاتحاد فقط دون النظر لبقية الاعضاء، ومثل هذه الامور هي ماأوجد فجوة كبيرة وعدم اتفاق تام، حيث لم يظهر لنا اتحاد القدم أي وفاق يجعلنا نتأمل خيراً في المستقبل. واستشرى ضياع الاتحاد السعود بعدم الوفاق مع الجمعية العمومية وما البيان الاخير الذي صدر من قبل الجمعية إلا تأكيد لما يجري فقد ورد "تأسف الجمعية العمومية من استمرار مجلس الادارة في مخالفة النظام الأساسي للاتحاد العربي السعودي وفق ما نصت عليه المادة ( 78) وإغفال الاجراء القانوني" وأبدت الجمعية استغرابها التام من "تأخير اتخاذ مجلس الادارة قرار ترشيح ممثل المملكة العربية السعودية لعضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي إلى ما قبل الموعد المحدد من قبل الاتحاد الآسيوي 28 فبراير 2015 م بثلاثة أيام من إقفال باب الترشيح" ولفتت الانتباه إلى "غياب المعايير الدقيقة والشفافية والوضوح وتلافي المجاملات في آلية الترشيح التي استند عليها المجلس في ترشيحه وعدم إعلانها لفتح باب الترشيح" وتواصل الاستغراب من "قرار إلغاء مجلس الإدارة عقد اجتماع الجمعية العمومية الذي أقره مجلس الادارة باجتماعه الأخير في شهر ديسمبر الماضي وحدد موعد اجتماع الجمعية العمومية يوم الخميس 5 فبراير 2015 م ". واتخذ رؤساء الاندية منحًى جديداً في عملية التصريحات تجاه اتحاد القدم، فالجميع يشاهد تصريحات قوية ضد الحكام والتهجم عليهم في أرضية الملاعب والتصريحات عبر وسائل الاعلام بشقيه المرئي والمقروء ولكن رغم ذلك لم يحدث الاتحاد السعودي أي ردة فعل قوية أمام هذه الاساءات المتعددة مما برهن للجميع ضعف الاتحاد السعودي لكرة القدم. ومما زاد من فشل اتحاد القدم عدم نجاح لجنة الانضباط التي اتخذت في جميع قراراتها نظام "الارتجالية" دون النظر إلى لوائحها المعتمدة فالجميع يرى أحداثاً متشابهة تماماً يختلف فيها إصدار القرارات الانضباطية، ونشاهد أحداثاً لم يمض عليها سوى 24 ساعة ونسمع عن العقويات، وأحداثاً أخرى تمضي أسابيع واللجنة لا تحرك ساكناً، وهذا ما زاد من حدة التعصب الرياضي وارتفاع وتيرة التصريحات الرياضية. غياب الانجازات الرياضية على مستوى المنتخب الاول أصبح يؤرق جميع رياضيي البلد، فمنتخبنا لم يستطع تحقيق بطولة خليجي 22 رغم استضافتها على أرضه وبين جماهيره، وتواصل تخبط اتحاد القدم حتى في عملية إحضار المدربين، فبعد إقالة مدرب المنتخب لوبيز كارو مضى أكثر من 4 أشهر ولم يستطع اتحاد القدم التعاقد مع مدرب، فبعد إعارة كوزمين لمدة شهر، تمت الاستعانة بالطاقم الوطني لمدة ثلاثة أشهر رغم قرب تصفيات كأس العالم 2018. مشاكلنا مستمرة قال عضو الجمعية العمومية المستقيل فؤاد أنور انه نظراً للتخبطات الكبيرة في اتحاد القدم جعلني أقدم استقالتي من الجميعة، فلا يمكني القبول بالعمل وسط هذه الاختلافات الكبيرة، فمن المفترض أن يكون هناك اتفاق تام بين الجهتين من أجل الكرة السعودية فقط وليس من أجل أي شيء آخر ولكن للأسف استمر الخلاف فزادت المشاكل في الكرة لدينا، فجميعنا متخوف من أن يكون مصير اتحادنا مثل مصير اتحاد القدم الكويتي الذي أوقت وجمدت عضويته. وأضاف أنور تأملنا خيراً في الانتخابات الاخيرة التي أجريت ولكن لم نحقق ما نصبو إليه فلم نتطور على اي جهة كانت، فالان منتخبنا الوطني يعيش تخبطا كبيرا فمن بعد استقالة المدرب الاسباني لوبيز كارو لم نستطيع التوقيع مع مدرب ذي عقد دائم، بل وقعنا مع المدرب الروماني كوزمين لمدة شهر إعارة في عقد لا يليق بكرتنا ولا باسم المملكة أبداً، ومن ثم شاهدنا مستويات مخجلة في كأس امم اسيا 2015 ولم نستطع التأهل لدور ال 16 وبقينا في دور المجموعات للنسخة الثانية على التوالي للأسف، ومن ثم جميعنا توقعنا أن هذا التخبط انتهى ولكن استمر مع عدم التوقيع مع جهاز فني، وتم التعاقد مع مدرب وطني مؤقت إلى حين التعاقد مع جهاز فني أجنبي. فترة انتقالية وتحدث الناقد الرياضي خلف ملفي عن عدم الوفاق بين اتحاد القدم والجهات الرياضية الاخرى كالجمعية العمومية والاندية قائلا "نعيش الان فترة انتقالية بعد فترة الانتخاب الكلي للاتحاد، وهذه هي مشكلتنا نريد كل شيء يتحقق مع هذا الاتحاد، يجب الصبر وعدم الاستعجال، فنحن نشاهد حضورا قويا في لجنتين فقط في اتحاد القدم، لجنة المسابقات ولجنة الاحتراف، وبقية اللجان لا نعلم اختفاءها ربما بعض القرارات ليست من اختصاصهم، وأُحرجوا في اتخاذها، ولهذا نشاهد انقساما حولهم. وأضاف ملفي ربما التخبط الوحيد الذي اتفق فيه مع بقية النقاد هو وجود لوبيز واستمراره حتى بطولة كاس الخليج وعدم اقالته إلا متأخراً والفشل في إحضار جهاز فني تدريبي جيد يستطيع احداث فارق فني في التشكيلة. واختتم حديثه ملفي بان عدم الوفاق بين الاتحاد السعودي والجمعية العمومية يعود إلى عدم فهم اللوائح من قبل بعض الجهتين ولهذا نشاهد تصريحات متعددة من الطرفين انفعالية، ولهذا نأمل من وجود وفاق بينهم من أجل الكرة السعودية فقط، وأن يقدم لنا اتحاد القدم عملا إداريا مميزا فنحن نشاهد تميزه في جلب الرعاية للبطولات الاخرى مثل كأس الملك وكأس ولي العهد وأيضاً استطاعته تسويق بطولة خليجي 22 التي أقيمت في الرياض في نوفمبر الماضي. طريقة الانتخاب فاشلة وقال الناقد الرياضي مدني رحيمي ان طريقة الانتخاب لم تكن بالطريقة المطلوبة فلا يمكن انتخاب رئيس ومن ثم الاعضاء ينتخبون أيضاً وكان يجب انتخاب الرئيس مع وجود طاقمه الكامل من أجل وجود وفاق تام بينهم ولكن حالياً لا نشاهد ما كنا نتمناه أبداً، اختلاف كبير بين الجمعية العمومية والاتحاد السعودي وغياب للتنسيق التام بينهما وهذا ما كان يجب اختفاؤه تماماً. وأضاف رحيمي ان هناك أعضاء لجان ورؤساء أيضاً يعملون حسب الاتصالات الخارجية التي ترد إليهم ويتماشون بحسب توجيهاتهم وهذا ما كان من المفترض عدم وجوده. وأبدى رحيمي تخوفه التام من مصير اتحاد القدم بان يكون كمصير اتحاد القدم الكويتي ويتم تجميد العضوية في حال الاستمرار على هذا الوضع المليء بالمشاكل وما يجب معرفته أن رئيس الاتحاد أحمد عيد لا يتمتع بصلاحياته الكاملة في اتخاذ جميع القرارات وهذا الذي جعلنا نتأخر في عملية التقدم في اتحاد القدم. فالخطط والاستراتيجيات غائبة تماماً في جميع القرارات، فنشاهد المنتخب غائبا تماماً عن تقديم المستويات المميزة فعدم تحقيق خليجي 22 رغم الاستضافة إخفاق جديد والخروج من تصفيات كأس اسيا 2015 من دور المجموعات زاد الاخفاقات، ففي عام 2011 غادرنا امم اسيا في الدوحة من الدور نفسه. أحمد عيد