مسكين هذا الأسباني المدعو لوبيز هناك من يريد وضعه شماعة للكوارث التي ترتكب بحق الكرة السعودية في المرحلة الماضية وحتى الآن، يتلقى الضربات من الإعلام، والصفعات من الجماهير، والركل من بعض أعضاء اتحاد الكرة الضعيف، والهجوم والتقزيم من المحللين الذين طاروا مع "العجة"، ولم يحسنوا قراءة الواقع، منذ توليه للمهمة والوسط الرياضي في مختلف فئاته ينهشونه وينزعون منه الثقة ويضعونه بصورة المدرب العاجز عديم الصلاحيات ناقص الفهم، حتى المتحدث الرسمي ومدير المنتخب واللاعبين وبعض رؤساء الأندية استقووا عليه، وأخرجوه أمام الجميع بصورة الكذاب والفاشل وسبب التدهور، لم يقيلوه وهم يضعون فيه كل هذه العيوب ونعني الاتحاد السعودي، ولم يحموه ويجددون فيه الثقة ويتصدون لكل من يريد النيل منه وهم يصرون على استمراره. الهجوم الذي يتعرض له والمطالبات بإقالته والآراء التي تحاصره ليست مبنية على فهم كامل للأجواء المحيطة به منذ تولي المهمة بعد إقالة طيب الذكر الهولندي ريكارد ولكنها عاطفية اكثر من أي شيء آخر، وضعوه خصما لهم بسبب تصريحاته عن بعض اللاعبين الذين انتقدهم وأكد انه هو صاحب الصلاحية بضمهم او ابعادهم، وليت اتحاد الكرة والمتحدث الرسمي ومدير المنتخب التزموا الصمت من باب حفظ الاستقرار وتعزيز هيبة وشخصية المدرب امام اللاعبين والوسط الرياضي و(كفوه شرهم) في ظل الاصرار على استمراره، ولكنهم تحولوا الى خصوم له، فذهل هذا الاسباني وبات يشعر بالخوف حتى أصبح كالغريق يريد ان النجاة فيعوم أكثر ويتوغل وسط الأمواج المتلاطمة، وكأننا به يقول (سأستمر معهم كيفما يريدون وأن رغبوا اقالتي فليفعلوا ذلك ويعطوني الشرط الجزائي). ما يحدث من فوضى وسوء مستوى للمنتخب وتواضع في النتائج ليس مسؤولية لوبيز الذي وجد نفسه بلا حيلة مشتت الفكر وضعيف التفكير، لايدري كيف يرضي عضواً ينتقده ومتحدثاً رسمياً يهاجمه وإدارياً يصف تصريحاته بالكاذبة ولاعباً يستقوي عليه وإعلاماً يريد اسقاطه لأنه انتقد تصرفات وغياب لاعبي انديته المفضلة عن المعسكر. اتحاد الكرة أراد وضع لوبيز كبش فداء تحسبا لأي اخفاق منتظر في بطولة الخليج عطفا على الاوضاع السيئة للاتحاد من جهة، وتجاوزه إلى الايحاء للشارع الرياضي على لسان بعض الاعضاء أن رعاية الشباب تدخلت في عمل اللجنة المنظمة لكأس الخليج وكذلك عمل الاتحاد والمدرب لذلك كان الفشل، هذا هو السنياريو المتوقع بكل أسف، فقط عليكم الانتظار الى مابعد "خليجي 22". وجدوا في لوبيز المغلوب على أمره وتدخل الرئيس العام لرعاية الشباب بصفته رئيس اللجنة العليا المنظمة ل"خليجي 22" في غربلة اللجان تفاديا للفشل وملامة الضيوف عذرا للهروب من الفوضى والمشاكل وعدم الوفاق الذي يعاني منه الاتحاد السعودي، اما من يهاجم الاسباني من غير الحاقدين على تصريحاته في فترة ماضية ضد بعض اللاعبين ف(طاروا مع العجة) كما اسفلنا، لم يقرأوا الأجواء التي يعيشها مع المنتخب، هل وفروا كل شيء، ومنحوه الصلاحيات الكاملة ودافعوا عنه وجددوا فيه الثقة وأشعروه انه هو صاحب القرار الأول والأخير في الأمور الفنية؟ يقول المتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي عدنان المعيبد في تصريحاته صحفية (موضوع إقالة لوبيز كارو لم يناقش من الاساس، ولم يتم التفكير فيه، وتركيز المنتخب منصب على المشاركة في بطولة كأس الخليج ومن المهم التركيز على الاستقرار، وعلينا جميعا ان نقف خلف المنتخب)، ثم يقول في صحيفة (قووول اون لاين) لا يمكن أن يكون الجانب المادي عائقا أمام إلغاء عقد لوبيز أو غيره ومصلحة الوطن فوق كل اعتبار وتبرير، والشرط الجزائي ليس سببا في استمراره، فهو حسب العقد المبرم راتب عشرة أشهر نحو مليون ومائتي ألف دولار (أربعة ملايين ريال) في حالة الرغبة في إقالته، وهذا المبلغ متوفر في صندوق الاتحاد). ويؤكد المعيبد حول قضية الحارس عبدالله العنزي ولوبيز (أعتقد بأن لوبيز قد خانه التعبير ولم يستطع إيصال المعلومة بالشكل الصحيح لذلك وصلت إلى الوسط الرياضي بطريقة مختلفة لم تكن إيجابية). ثم يكهرب الأجواء مدير المنتخب السعودي زكي الصالح بتصريح يقول فيه (ماحدث من المدرب من سوء تعبير لم يترك أمامنا أي خيار سوى أن يخرج منا من يصححها).. بالله عليكم أي أجواء صحية يعيشها المنتخب ومدربه بعد هذه التصريحات وهل تلمسون منها عملا ايجابيا وعلاقة قوية وثقة متبادلة بين الطرفين؟.. أن اردنا الضحك على بعض فنقول نعم، اما اذا أردنا قول الحقيقة فلا وألف لا. بالله عليكم هل هذه تصريحات احترافية، وتعبر عن استقرار المنتخب والتناغم بين المدرب واعضاء اتحاد الكرة والجهاز الاداري واللاعبين فيما بينهم؟ بكل أسف جعلوا معسكرات "الأخضر" على فوهة بركان الاختلافات والخلافات والغضب الجماهيري والتعصب الاعلامي وسوء الفهم في كل شيء، وعلى الرغم من ذلك فهو يريدون من الاسباني أن يعمل وينتج ويقدم لهم النتائج الايجابية على طبق من ذهب، أفضل مدرب في العالم لو عاش الأجواء التي عاشها لوبيز مع المنتخب السعودي واتحاد الكرة لأصيب بانفصام في الشخصية ولوثة عقلية وكآبة واكتئاب، مايحدث أمر غير طبيعي، فلا الجماهير مدركة ومعترفة بالامر الواقع ولا الاعلام لديه روح التكاتف خلف الأخضر (الكل يهمه ناديه ولاعبيه) ولا الاتحاد السعودي قادر على وضع الأمور في نصابها الصحيح انما يبحث عن أي عذر حتى يخرج من الورطة التي يعيشها ليس مع المدير الفني انما مع المطالبين بعمل ايجابي ونتائج مرضية في كأس الخليج و"أمم آسيا 2015" كان يفترض على الجماهير والاعلام السعودي وكل رياضي منصف قبل أن ينتقدوا لوبيز أن يمنحوه جائزة (الصبر) فهو تحمل ما لم يتحمله أي مدرب آخر، ولو أي مدرب آخر مكانه لقدم استقالته وتبرع بالشرط الجزائي للاتحاد حتى يأتي بخليفته ويتخلص هو من الصداع الذي يعيشه.