بتاريخ 4 سبتمبر 2012م تم نشر مقال في جريدة اليوم بعنوان (مدراء المطارات وحدود الصلاحيات) وبعدها بفترة من الزمن التقيت في احدى المناسبات الاجتماعية بمدير عام مطار الملك فهد الدولي سعادة المهندس يوسف الظاهري ومدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالمطار الأستاذ أحمد العباسي ورغم أنه لم يدر بيني وبينهم اي حديث عن مطار الملك فهد، إلا أنه تصادف بعد اللقاء بعدة أيام أن كنت حاضرا لقاء خارج المملكة ضم نخبة من الخبراء الأجانب من المهتمين بشؤون الطيران حول العالم. وكانت احدى فقرات النقاش عن مطار الملك فهد الدولي وماذا من الممكن أن يكون عليه. وبدأت بالإنصات لمعرفة ما يقوله الآخرون عن مطارنا الدولي. في البداية كان الحديث عن التطور الذي حصل في المطار في السنوات القليلة الماضية فيما يخص أعداد الركاب. فحسب التقارير فقد قفز عدد الركاب بنسب عالية لامست التسعة ملايين مسافر. وهذا عدد لا يستهان به عندما يعرف القارئ أن العدد كان أقل بكثير في السنوات الماضية. وهناك توقعات بالزيادة في الاعداد بعد أن استطاعت الإدارة في المطار استقطاب عدد أكبر من الخطوط الجوية الناقلة للمسافرين أو شركات الشحن والتي من الممكن ان تزيد المطار أهمية من المنظور التجاري ليصل عدد الخطوط الناقلة والخطوط المتخصصة في الشحن إلى حوالي 36 شركة. وبهذه الزيادة ذكر أحد المحللين الاقتصاديين في شؤون الطيران أن المطار في الوقت الحالي استطاع أن يدخل في الدائرة الربحية. وأيضا فقد رأى الكثير روعة التصميم للصالة الجديدة الخاصة بركاب الدرجة الأولى ورجال الأعمال. وهذا ما جعل الكثير من المسافرين من رجال الاعمال يفكر أكثر في استخدام المطار، إضافة لذلك فهناك تطوير في الأمور التي تخدم راحة المسافر مثل تنوع المطاعم في المطار والزيادة في أعدادها وكذلك دورات المياه التي تم إعادة تأهيلها. وأهم من ذلك وضوح التفاعل بين إدارات المطار المختلفة من مخططي الإستراتيجية المستقبلية لتطوير المطار وتغيير نمط إدارة قسم الصيانة والذي بدأ فعليا باستقطاب الكثير من المتخصصين من المهندسين لتحقيق أفضل النتائج في سرعة تنفيذ اي عمل مطلوب على مدار الساعة. إن مطار الملك فهد من الممكن ان يكون أكثر جاذبية للكثير من المسافرين ومن الممكن ان تكون الشركات المتواجدة في المنطقة الشرقية عاملا مساعدا لتشجيع موظفيها سواء أكان من المواطنين أو من الأجانب على جعل مطار الملك فهد نقطة انطلاقهم لأن هذا سيكون أحد أهم عوامل تشجيع خطوط الطيران الأخرى على جعل مطار الملك فهد نقطة الانطلاق لسفرياتهم. وفي الوقت الحالي توجد كوادر إدارية جيدة وطموحة من الموظفين في هذا المطار للارتقاء بخدماته ولكن من الضروري أن تكون جميع الإدارات الأخرى والتي لها علاقة بهذا المطار سواء جوازات أو جمارك من التعاون مع بعضها لتحقيق أكبر قدر من الإنجازات التي تعكس ما يمكن ان يكون عليه المطار. وفي نهاية المطاف لا بد من إعطاء مدراء المطارات صلاحيات أكبر. * كاتب ومحلل سياسي