الحمد لله أن تحققت في بلادنا الغالية نهضة كبيرة خلال الخمسين سنة الماضية في العديد من المجالات سواء العمرانية أو الصناعية أو الاقتصادية وغيرها حيث شملت كافة مناطق المملكة سواء المدن أو القرى أو الهجر، وهذا شيء إيجابي ويستحق التقدير لحكومتنا الرشيدة. إلا أن التعليم العالي لا يزال يشكل هاجسا للعوائل لتوفير دراسة لأبنائها «الذكور والاناث» في الجامعات بعد التخرج من الثانوية العامة بتخصصاتها المختلفة، حيث يزداد عدد الطلاب المتخرجين من الثانوية بصورة سنوية وهذا أمر طيب بانتشار التعليم في المدارس سواء في المدن أو القرى وذلك للبنين والبنات على السواء.. ولكن في المقابل لا تزال المقاعد المتوافرة للطلاب في الجامعات محدودة ولا تتناسب مع أعداد طلاب الثانوية الذين يتخرجون سنويا، وفي طبيعة الحال ان مثل هذا العجز المستمر بتوفير التعليم العالي للطلاب السعوديين يعتبر أمرا سلبيا ولا يتوافق مع مستوى النهضة التي تعيشها بلادنا العزيزة في قطاعات أخرى، كما أن تنمية الشباب وتعليمهم بالمستوى العلمي الجيد هو الرصيد المستقبلي لتطور بلادنا وهو الاستثمار الحقيقي لموارد الدولة ليكون لدينا رصيد من القوة العاملة الوطنية المتعلمة التي تأخذ على عاتقها نهضة الوطن، خصوصا أن الاحصاءات الرسمية للمملكة العربية السعودية تشير الى أن أعداد الشباب تشكل النسبة الأكبر من المواطنين وهذا أمر إيجابي جداً يجب الاهتمام به واستثماره بالصورة الصحيحة لتكون كوادرنا الوطنية متعلمة وفاعلة. إن التعليم العالي في وطننا العزيز لا يزال أقل من الطموح ولا يحقق التوازن المطلوب بين مراحل التعليم المختلفة لإتاحة الفرصه لأغلب خريجي الثانوية لدخول الجامعات داخل بلادنا بدلا من هدر الأموال للابتعاث للخارج للمرحلة الجامعية، لذلك المطلوب افتتاح جامعات جديدة في كافة المدن ونشر فروع للجامعات الحالية بتخصصات علمية مختلفة خصوصا في مجال الطب والهندسة التي تعاني الدولة من عجز كبير فيها.. وإلى الأمام يا بلادي.