أكد الدكتور عبدالعزيز الفايز سفير خادم الحرمين الشريفين في الكويت على متانة العلاقات السعودية - الكويتية والمتميزة على كل الأصعدة والمجالات بدءاً من العلاقة القوية والأخوية التي تجمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو الشيخ صباح الأحمد الصباح مروراً بالعلاقة المتميزة بين الشعبين وقال انها علاقة تاريخية قديمة تمتد إلى ما يزيد عن ثلاث مئة عام زادتها الأيام والمواقف تجذراً ورسوخاً انعكس على طبيعة التواصل بين الأشقاء من الطرفين. وكشف الدكتور الفايز عبر هذا الحوار عن وجود ما لا يقل عن مئة وأربعين ألف مواطن سعودي يقيمون على أرض الكويت يحظون بمحبة وتقدير وحسن تعامل ويعملون في كافة مناحي الحياة، وشدد الفايز على أن السفارة وجدت لخدمة مصالح السعوديين مبيناً أنه يراجع السفارة يومياً ما بين 60 إلى 200 مراجع تقدم لهم خدمات عديدة منها إصدار جوازات سفر وتذاكر مرور وشهادات الميلاد والمصادقة عليها وغيرها إلى جانب قضايا السعوديين في الكويت وغيرها يكشفها هذا الحوار: *بداية سعادة السفير وكمدخل لحوارنا نود معرفة عدد السعوديين الموجودين في دولة الكويت؟وكيف وصلتم لمعرفة أعدادهم؟ -السفير:يصل عددهم إلى حوالي مئة وأربعين الف مواطن سعودي والوصول إلى هذا العدد عبر اتصالات بجهاز الإحصاءات المدنية في الكويت حيث إن من يقيم هنا يفترض أنه يحمل بطاقة مدنية كبطاقة تعريف أو هوية. طبعاً هنا أعداد كبيرة من السعوديين الذين يقيمون منذ فترة طويلة لكنهم آثروا الاحتفاظ بجنسيتهم السعودية. وهذا العدد الذي اشرت إليه من السعوديين يعملون في كافة مناحي الحياة العامة والقطاع الخاص بمعنى أنك تجد السعودي في الأجهزة الحكومية وفي أجهزة الأمن والقوات المسلحة وكذلك البنوك والقطاعات المصرفية والمحال التجارية والبعض منهم لديه محلات تجارية ما يعني أنهم يمارسون كافة النشاطات ويحظون بتعامل مماثل للمواطن الكويتي وهذا لاشك نتيجة للعلاقات المتميزة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت الشقيقية فالسعودي المقيم في الكويت لا يشعر بأي تمييز من أي نوع بينه وبين المواطن الكويتي إلا في الحقوق الخاصة بالكويتيين سواء منها السياسية والامتيازات التي تمنحها الحكومة الكويتية لمواطنيها من مزايا مختلفة في مجالات الإسكان وإعانات الزواج وغيرها والخدمات الاجتماعية لكن بصورة عامة لا تفرقة بين السعودي والكويتي. *سعادة السفير:الرقم الذي ذكرتموه فيما يخص أعداد السعوديين المقيمين في الكويت كبير رسمياً ألا يشكّل هذا الرقم عبئاً عليكم كسفارة معنية بهم وبخدمتهم؟ -أبداً لا يشكل أي عبء على السفارة في حد ذاته فالسفارة وجدت أساساً لأهداف رئيسية متعددة منها تنمية العلاقات-الوثيقة والقوية أصلاً بين المملكة والكويت وكأي سفارة لأي دولة في دولة أخرى، تعمل سفارة خادم الحرمين الشريفين في دولة الكويت على هذا الجانب وتوليه أهمية كبرى لأنها مسؤولية تمثيل دولة بحجم ومكانة المملكة وكذلك التواصل مع الجهات الحكومية الكويتية مع البعثات الأجنبية الموجودة في الكويت، أما المهمة الثانية لسفارة خادم الحرمين الشريفين هي رعاية مصالح المواطنين السعوديين والسفارة لا تألو جهداً في رعاية مصالحهم ولك أن تتخيل أنه يراجع السفارة يومياً أعداد من المواطنين السعوديين يتراوح ما بين ستين إلى مئة وخمسين أو مئتي مراجع لقضاء وانجاز خدمات معينة مثل اصدار جواز سفر أو تذاكر مرور للمواطن السعودي الذي يفقد جواز سفره أو من تنتهي صلاحية جواز سفره وكذا شهادات الميلاد والمصادقة عليها وكل ما يتعلق بالخدمات القنصلية التي يحتاجها المواطن السعودي ومن ضمن الخدمات الأخرى التي نقدمها هي إصدار التأشيرات الخاصة بالدخول للمملكة سواء بغرض الدخول للزيارة أو الحج أو أداء شعيرة العمرة أو بغرض المرور عبر المملكة للسفر إلى بلدانهم لرحلات الترانزيت. *وكم تصدر السفارة سنوياً من هذه التأشيرات؟ -نصدر سنوياً ما يقارب نصف مليون تأشيرة وهو عدد كبير نسبياً ولكن الحمدلله يتم منحها بكل سلاسة يستفيد منها الأجانب، وكما تعلم دولة الكويت بها من الأجانب المقيمين ما يقارب المليونين وبعض هؤلاء يتطلب سفره الى المملكة للأغراض المختلفة سواء الحج أو المرور إلى بلدانهم عبر المملكة من جميع الجنسيات سواء العربية أو غيرها او من يرغب منهم بزيارة بعض دول الخليج فيتم منحهم تأشيرات وفقاً للتعليمات المنظمة لهذا الشأن. *وما هي أبرز المشاكل أو العقبات التي تواجهكم في التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة وتنوع الخدمات المقدمة لهم؟ -لا شك أننا كأي مجموعة بشرية في أي مكان في العالم تحدث بعض الإشكالات وبعض القضايا الجنائية او القضايا التي قد توقعهم تحت طائلة القانون لكن تبقى السفارة ملزمة بالدفاع عنهم وحماية مصالحهم ونحن ولله الحمد لدينا مكتب محاماة يعد من أكبر مكاتب المحاماة في دولة الكويت يتولى رعاية قضايا السعوديين ومتابعتها في كافة درجات المحاكم وفي نفس الوقت عند ورود معلومة للسفارة تتضمن التعرض لأي سعودي بالتوقيف أو إصابته لا سمح الله في أي حادث ترسل مندوبا منها لمتابعة هذه الحوادث والمشاكل وهي متابعة مستمرة على مدار الساعة ولكن الحمد لله رغم أن عدد المواطنين كبير إلا أن عدد القضايا الجنائية التي تحدث تعتبر قليلة نسبياً. *حدثنا سعادة السفير عن ملف السجناء؟ أعدادهم ،ونوع قضاياهم، وما آلت إليه تلك القضايا؟ -يوجد لدينا أعداد من السجناء لكنها ولله الحمد تناقصت إذ أذكر أنها كانت وقت وصولي لدولة الكويت كانوا مئة وثلاثين سجيناً أما الآن فقد تناقص هذا العدد ووصل ما بين ستين أو سبعين سجيناً يزيد وينقص العدد حسب نوع القضايا ومدد سجنهم والمدد التي قضوا بعضاً منها، وقد قمت قبل فترة بزيارة للسجناء الذين سبق أن قابلتهم وزرتهم أكثر من مرة ووجدت أنهم لا يشتكون من أي نوع من سوء معاملة أو نحوه وهو أمر طيب ولله الحمد نشكر السلطات الكويتية على هذا التعامل الرائع ولكن كما تعلم هم همهم الأول والأخير كأي شخص مقيدة حريته انتهاء محكوميته والعودة إلى وطنه. طبعاً الكثير منهم يطالبون بنقلهم إلى المملكة لتنفيذ محكومياتهم هناك وقد قمنا بمتابعة هذا الموضوع ويوجد اتصالات تجرى بين المملكة وبين الكويت في هذا المجال ونتوقع إن شاء الله أن تنتهي بما يسمح لمن يرغب من السجناء السعوديين أن يقضي باقي محكوميته في المملكة بالقرب من ذويه وأهله. *ومتى يتوقع سعادتكم انجاز هذا الملف؟ -طبعاً تحتاج لها بعض الوقت لكني أحب أن أطمئن الجميع أنها جهود تسير بشكل جيد وهي كأي اتفاقية في الكويت تحتاج إلى موافقة مجلس الأمة ونحن سنتواصل مع اشقائنا الكويتيين في هذا المجال ونتمنى أن تتحقق قريباً ولكننا لا نستطيع تحديد موعد زمني معين. *سعادة السفير: إلى اين وصلت قضية هدم محال ومنازل مملوكة لمواطنين مقيمين في الجزء الكويتي في المنطقة المحايدة المقسومة بين السعودية والكويت؟ -حقيقة المنطقة المقسومة تم تقسيمها إلى جانبين جانب سعودي (أراض سعودية) وجانب آخر كويتي، هناك بعض المواطنين الذين كان لهم مساكن ومحلات في الجانب الكويتي وهناك اتصالات الآن لبناء مساكن بديلة لهم في منطقة اسمها منطقة"الخيران الجديدة" بدل منطقة"الزور" ولا شك أن السفارة في تواصل مستمر مع وزارة الخارجية في المملكة ومع الجهات الحكومية الكويتية المعنية لانهاء الموضوع وبناء مساكنهم وانتقالهم إليها ومما يساعدنا في هذا الشأن ما تحظى به المملكة وسفارتها من محبة من الإخوة الأشقاء الكويتيين والنظرة الإيجابية لأشقائنا في الكويت للمملكة الأمر الذي انعكس على تعاملهم مع السفارة وهذا ما لمسته عن قرب منذ قدومي إلى هنا في الكويت كسفير منذ ثماني سنوات لا أذكر أني واجهت موقفا سلبيا مع أي جهة من الجهات الكويتية أو أحد من أشقائنا الكويتيين، بالعكس نجد الحفاوة والاحترام والتقدير والمحبة وهو أمر غير مستغرب فالعلاقات بين المملكة والكويت تاريخية قديمة تمتد إلى ما يزيد عن ثلاث مئة عام ولا ننسى ان كثيرا من المواطنين الكويتيين ينحدرون من أصول ترجع لوسط الجزيرة العربية وأعداد كبيرة منهم يتواصلون مع اقارب لهم في المملكة كل هذا يؤكد أن هناك رابطة خاصة بين المملكة والكويت وهي لا شك رابطة قوية وزاد من متانتها قيام الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بالخروج من الكويت منذ مئة عام وفتحه للرياض وتأسيس المملكة العربية السعودية ثم جاءت احداث تاريخية فيما بعد اكدت متانة هذه العلاقة حين جاء التهديد العراقي خلال فترة حكم عبدالكريم قاسم عام 61 تأتي القوات السعودية كأول قوات عربية لمساندة الكويت ثم جاء بعدها الاختبار والمحك الحقيقي عندما قام نظام صدام حسين بغزو الكويت عام 1990في اغسطس آب والإخوان في الكويت يشيدون ويثمنون دور المملكة في مواجهة ذلك الغزو وفي المساهمة في تحرير الكويت وهذا لا شك تاريخ رسخته الأحداث وزادت من متانته وقوته. السفير الفايز متحدثاً للزميل الحسني *سعادة السفير:حدثنا عن علاقتكم مع وسائل الإعلام وكيف تصفون تعاطيها مع الأحداث التي تكون السفارة طرفاً فيها؟ -علاقتنا ممتازة مع كافة وسائل الإعلام خصوصاً المحررين الدبلوماسيين في الصحف الكويتية الذين نحرص على أن نلتقي معهم في عبر لقاءات دورية كما أن هناك تواصلا مع فعاليات المجتمع الكويتي بكافة أطيافه ولعلك شاهدت خلال زيارتك لديوانية السفارة الشخصيات التي تحضر ونتبادل النقاشات والتواصل الجميل وكما تعرف الديوانيات في المجتمع الكويتي تقليد اجتماعي جميل وراسخ منذ زمن ولا شك أن تزاورنا مع أصحاب الدواوين يتيح لهم التواصل مع السفارة والسفير ولا شك أن هذا التواصل والعلاقة بيننا وبين الأشقاء في الكويت تستمد قوتها من معين لا ينضب من المحبة والتقدير المتبادل رسخته العلاقة التاريخية المتجذرة وأحب أن أشيد بتواصلهم الذي يعد مؤشراً لحبهم للمملكة ومواطنيها وللمعلومية السفارة السعودية هي الوحيدة التي لديها ديوانية في الكويت وهي ديوانية تم إنشاؤها قبل وصولي من السفير السابق ونحن مستمرون فيها حيث تستقبل زوارها كل ثلاثاء ولا شك أننا هنا نشعر بالمحبة والسرور عندما يرى تجاوب الشقاء الكويتيين وزيارتهم للديوانية التي تعبر عن محبتهم للمملكة لأنها في الحقيقة أمور تتجاوز الأشخاص سواء السفير أو أعضاء السفارة وتصل إلى الكيان الكبير ممثلاً في المملكة العربية السعودية وأود الإشارة أن الديوانية مستمرة على مدار العام لا تنقطع إلا في أوقات الإجازات الرسمية. *وما هي أبرز المناشط التي تقيمها السفارة؟ -نحن كسفارة نسعى للمشاركة في المعارض والأنشطة التي تقيمها الجهات الكويتية الرسمية والتي تشارك فيها السفارات بأجنحة تأتي جهات سعودية رسمية للمشاركة نقوم عندها بالتواصل لكن تبقى المناسبة الكبرى والنشاط الأبرز والأهم مناسبة اليوم الوطني للمملكة وهذا حفل يعتبر من ابرز الاحتفالات التي نسعد بإقامتها في الكويت نظراً لكثرة عدد الحضور ويعكس حجم المحبة التي تحظى بلادنا الحبيبة حيث إنها مترسخة في الوجدان الكويتي وتنعكس على العدد الكبير من الحضور من كافة المستويات بالذات على مستوى أسرة آل الصباح الكرام ووجهاء المجتمع والسفراء وغيرهم من كافة مكونات المجتمع الكويتي الذين يحرصون على مشاركتنا هذا الحدث الهام وبالرغم من أنها مناسبة سنوية لكنا في السفارة نستعد لها منذ وقت مبكر بما يعكس أهمية المناسبة وجمالها. *سعادة السفير:البعض يرى أن السفارة مقصرة في التجاوب الإعلامي والآخر يرميها بالتقصير بما ذا تردون على هذه الاتهامات؟ -دعني أنطلق في إجابتي على سؤالك من منطلق التوجيه الرائع"رحم الله من أهدى إلي عيوبي" نحن في السفارة نسعد بالنقد البناء كما نسعد بأي ملاحظة لنا هدفها تقويم الأداء في السفارة أو أياً من منسوبيها وفي نفس الوقت نحن نعتقد أن مثل ما علينا من مسؤولية على وسائل الإعلام مسؤولية أخرى ألا وهي التأكد من صحة المعلومة التي تنشر والتي قد تثير الرأي العام وقد يخلق بلبلة كأن يتصل أحد الأشخاص بأي من المواقع الإلكترونية أو بعض الصحف ويقدم رأيه في موضوع أو يقدم شكواه عن موضوع ثم يؤخذ ما يقدمه على أنه حقيقة مسلمة وينشر ويعطى مساحة واهتماما دون التثبت ودون الرجوع للسفارة. ونحن طبعاً عندما يردنا أي اتصال واستفسار من أي جهة إعلامية سواء مقروءة أو مسموعة أومرئية أو إلكترونية نقدم ردنا لها لكن المشكلة أنه في بعض الأحيان ترمى السفارة بالتقصير واتهامات ولا ينشر ردها أو توضيح الحقيقة وقد واجهنا مثل هذا الموقف أكثر من مرة ومع ذلك نجري اتصالات ونسعى لتوضيح الحقيقة لكن المشكلة أن الانطباع الأول هو المهيمن على الصورة الذهنية لدى المتلقي والآن مع انتشار وسائل الاتصال تتضح قدرة المتابع على متابعة الخبر ثم التعليق عليه والتصحيح له تقل مع الوقت لأن طبيعة النشاط الإعلامي الإلكتروني عملية مستمرة نتمنى أنما يخص هذه السفارة أو سفارة أخرى يتم التثبت منه قبل النشر والاستفسار منها عن ملابسات الموضوع لأن كل قضية لها جانبان أو أكثر والمواطن دائماً نقول على حق ، ونتأكد أنه كذلك على حق فعلاً.إجمالاً نحن نقدر دور وسائل الإعلام ونرحب بأي نقد بناء يخدم أداءنا وأنا على يقين أن هذا الشعور يشاطرني فيه زملائي واخواني السفراء لكننا في النهاية نؤكد أن لا أحد يرغب أن يتهم بتقصير أو إهمال دون التأكد فعلاً من ذلك. *سعادة السفير فيما يخص فئة "البدون" في الكويت نذكر أنه سبق وأن تلقيتم انتقادات بشأن حصولهم على تأشيرات للدخول إلى المملكة وأثير في الصحافة الكيويتة بما ذا تعلقون؟ -بداية دعني أوضح أن الكويت بها عدد لا يقل عن مئة وعشرين الفا ممن يسمون وينتمون لفئة"البدون" وهم ممن يطلق عليهم حملة الجواز بموجب المادة"17" هذه الفئة لا تحمل الجنسية الكويتية والسفارة تتعامل معها على أنها غير كويتية ويحتاجون تأشيرات دخول وهناك ضوابط وشروط لمنحهم تأشيرات دخول سواء للعمرة أو الحج عن طريق حملات مرخصة لها أو الزيارة والتي تخضع لشروط تنطبق على أي جنسية حيث إن المواطن الكويتي لا يحتاج أي تأشيرة لذلك يأتينا بعض الأشخاص ويقول أنا كويتي وأحمل جوازاً بالمادة 17 نخبره أنه ليس كويتياً وإنما يحمل جوازاً كويتياً بموجب المادة 17 فالكويتي هو من يحمل جوازاً من دولة الكويت مكتوب أنه كويتي وللأسف تعرضنا لانتقادات كثيرة لكن في النهاية نؤكد أننا جهة تنفيذية تطبق التعليمات المبلغة لها وتعامل حملة جوازات المادة 17 كغير كويتي وتطبق عليه الشروط المبلغة لها.