منذ زمن بعيد والعلاقات السعودية - الإماراتية في تطور ملحوظ على كافة الأصعدة، وهي علاقات ذات جذور تأصّلت في الرؤية المشتركة لقادة البلدين في تعزيز صلات ضاربة في عمق التاريخ. ولاشك أن الزيارات المتبادلة على مستوياتها المختلفة عمّقت تلك الصلات ودفعتها إلى مزيد من التطور. وثمة رؤى مشتركة بين القيادتين السعودية والإماراتية حيال مختلف القضايا الإقليمية والعربية والدولية. وقد أدت تلك الرؤى إلى مزيد من التعاون، سواء على المستوى الثنائي بين البلدين الشقيقين، أو على مستوى خليجي أشمل داخل منظومة التعاون الخليجي، حيث من الملاحظ أن الجهود السعودية والإماراتية داخل تلك المنظومة أدّت ومازالت تؤدي إلى تفعيل خطوات تلك المنظومة وبلورة أهدافها إلى ما ينشده زعماء دول المجلس من تطلّعات سوف تعود على شعوبهم بخيرات واسعة ووفيرة. وَمِمَّا يؤكد عمق العلاقة ومتانتها بين البلدين وجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مقدمة المستقبلين لسمو الشيخ محمد بن زايد في المطار، وهذه رسالة صريحة عن عمق العلاقة التاريخية الأخوية بين البلدين، وترد على المرجفين المتربصين الذين حاولوا الطعن في العلاقة بين بلدنا وأشقائنا في الإمارات، وهي علاقة تأخذ الاتجاه الإيجابي الذي يخدم مصالح الشعبين، ويتم تدعيمها بالمشاريع والاستثمارات المشتركة بين الشعبين، ويعززها تواجد آلاف السعوديين في الامارات الذين يعيشون في بلدهم الثاني معززين مكرمين ويساهمون في مشاريع الإعمار مفيدين ومستفيدين. ولاشك أن العلاقات السعودية– الإماراتية- انطلاقا من قيام أسسها القوية- تحولت الى أنموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، وهذا ما يبدو جليا من خلال المناقشات والمداولات التي مافتئت تدور بين المسؤولين في البلدين على كافة المستويات، رغبة من إرادة القيادتين للوصول بعلاقاتهما إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من التلاحم والقوة، تحقيقا لتطلّعات الشعبين الشقيقين اللذين تربطهما أواصر المحبة والإخاء منذ زمن بعيد. وكل اللقاءات التي تمت وتتم بين المسؤولين في البلدين الشقيقين، تهدف دائما إلى تعزيز أواصر التعاون التي عُرفت منذ زمن بعيد. وكل التوجّهات التي تُطرح في مختلف تلك اللقاءات إنما تصبّ في روافد مصلحة الشعبين الشقيقين. وثمة روابط تاريخية تجمع أبناء المملكة والإمارات، وهي روابط مازالت- بحمد الله وفضله وبفضل إرادة القيادتين السعودية والإماراتية- تزداد عمقا وترسيخا. فلاعجب- والحالة هذه- إن تحولت تلك العلاقات إلى أنموذج حيّ بُنيت عليه الكثير من تطلّعات الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية لقيام صروح من مبادئ وأسس التعاون والتلاحم بين شعوبها. ومَن يتابع التطور المستمر في شكل العلاقات السعودية– الإماراتية منذ زمن بعيد وحتى اليوم، فإنه سوف يكتشف دون مشقة أو عناء، أن تلك العلاقات مبنية على روح الأخوة الصادقة التي تنامت حتى وصلت اليوم إلى ما وصلت إليه من تطور ملحوظ سوف يعود على الشعبين الشقيقين بمزيد من الرخاء والرفاهية والاستقرار.