الشيخ محمد الزبن -رحمه الله- من مواليد مدينة بريدة عام 1365ه، وحفظ القرآن في سن مبكرة ودرس في المعهد العلمي ببريدة وتخرج في كلية الشريعة ثم المعهد العالي للقضاء، وحصل على درجة الماجستير في رسالته (أحكام أهل الذمة)، والتحق بالخدمة الحكومية في 28/6/1388، وعمل مدرسًا بوزارة المعارف آنذاك. تولى القضاء عام 1399ه بوظيفة مستشار بديوان المظالم بالمنطقة الشرقية، ثم عيّن رئيس محكمة ثم عيّن نائب مساعد بدرجة قاضي تمييز في 1/7/1426ه، وكان -رحمه الله- رمزًا من رموز العدل في ديوان المظالم قويًا في الحق لا يخشى في الله لومة لائم، قال عنه الدكتور زيد المحيميد: (مسهلًا لهم الطرائق للحصول عليه عبر ما يستشار به من خلال بعض زملائه من القضاة أو طلاب العلم الذين يأتون إليه للحصول على بعض الأجوبة الشافية لهم)، وقال الشيخ القاضي رياض المهيدب: (الشيخ الزبن ذو حجة بينة وذو رأي سديد قلما تجده في غيره وكان -رحمه الله- ذا علم ودراية وأخلاق رفيعة متأدبة ومتخلقًا بدينه وخطيبًا مفوهًا). وافته المنية يوم الثلاثاء الموافق 24-1-1430ه إثر أزمة قلبية مفاجئة، فشيعته المنطقة الشرقية بعد الصلاة عليه بجامع الفرقان بالدمام بحضرة الأمير جلوي بن عبدالعزيز ورئيس الديوان آنذاك الشيخ العالم محمد الشنقيطي ونائبه الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم العيسى، وبدا التأثر واضحًا على زملاء الفقيد أعضاء ديوان المظالم والذين توافدوا من جميع أفرع الديوان بالمملكة، وعدوا وفاة الشيخ الزبن خسارة كبيرة للقضاء الإداري في المملكة. قال عنه صديقه المخلص الأستاذ عبدالله الضالع في مقالة له: (وقد تولى الصلاة والخطبة في جامع الخليل بمدينة الدمام عدة سنوات كان فيها يلقي الخطب الهادفة لمعالجة الكثير من قضايا أمته ووطنه موردًا لها الحلول المناسبة مشددًا على الالتزام بالوسطية وملازمة الجماعة داعيًا إلى عدم الفرقة وإلى السمع والطاعة لولاة الأمر -حفظهم الله- فكسب احترام الناس وتقديرهم كما كانت له مشاركات متعددة ومختلفة في وسائل الإعلام وفي مناسبات مختلفة باذلًا نفسه للفتيا والرد على أسئلة السائلين في أي وقت وفي أي زمن.