تتعرض المنطقة الشرقية، لموجة من الحرارة العالية، نتيجة هبوب الرياح الجنوبية مثيرة للغبار والاتربة، وتستمر الرطوبة السطحية مرتفعة بشكل نسبي، وتوضح صور الاقمار الصناعية، تواجد السحب في سماء المنطقة الآن، وسط احتمال تساقط امطار خفيفة الى متوسطة اليوم، في اجزاء متفرقة من الساحل الشرقي والاطراف الشمالية الشرقية خاصة، وبعض اطراف منطقة الخليج العربي، وتسجل درجات الحرارة معدلات قياسية غير معهودة في هذا الوقت من العام، الذي يصادف بقية فصل الشتاء الذي ينتهي في الاسبوع الاول من شهر مارس وفق الحسابات الفلكية، وتعد المتغيرات الجوية الراهنة طبيعية بالفترة المتداخلة عند بوابة فصل الربيع، اضافة الى اسباب تتعلق بتأثير عواصف متوسطية في نهاية الموسم الشتوي، ومن شأنها عادةً اندفاع الرياح الساخنة إلى المملكة، كما تعمل على زيادة نشاط الرياح وتكاثر السحب وخاصة في الاجزاء الشمالية. وفي سياق متصل، أشار الاستاذ بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، إلى توقع اضطرابات جوية نهاية الأسبوع في بعض الأجزاء، وذلك بعد طول استقرار جوي، حيث يؤثر منخفض جوي عميق شرق البحر المتوسط، على حالة الطقس في المملكة بشكل نسبي، وقد تشكلت الغيوم منذ امس السبت، فوق المناطق الشمالية، ومتوقع أن تمتد حتى شمال الوسطى، مع احتمال زخات من الامطار بإذن الله ناحية الشمال الشرقي من المملكة، وقال الدكتور المسند، ان الرياح الجنوبية ستفرض سيطرتها اليوم وترفع درجة الحرارة، عدا المناطق الشمالية، فتؤثر عليها رياح شمالية غربية باردة، فيما تزداد سرعة الرياح يوماً بعد يوم، حتى تبلغ ذروتها الثلاثاء المقبل مثيرة للغبار والاتربة بوجه عام، والثلوج قد تعاود مرة أخرى لتؤثر على مرتفعات بلاد الشام ابتداء من الأربعاء القادم، وحينه تتأثر المناطق الشمالية من المملكة بالموجة الباردة وانخفاض بدرجات الحرارة وخاصة الصغرى التي تلامس الصفر مجددا، موضحا ان "برد العجوز" يكون في 7 أيام تأتي عادة من 26 فبراير حتى 4 مارس، تسبقها موجات باردة نسبياً الاسبوع المقبل إن شاء الله. من جهتهم، قال خبراء الطقس ان المتغيرات الطقسية هذه الايام، تعد مؤشرا على قرب نهاية الشتاء، فيما تستمر الاحتمالات بفترة من الاعتدال النسبي المعروفة ببرد العجوز، موسم عُرف بالمنطقة الشرقية والخليج العربي بالمباغتة في عودة البرودة، وتُربط هذه التوقعات بحدوث ارتفاع كبير في درجة الحرارة يسبق موعدها، حيث يسود الاعتقاد ان الشتاء انتهى تحت تأثير حالة الدفء والاجواء الحارة، ثم تكون المفاجأة بانخفاض درجات الحرارة وهبوب رياح شمالية باردة، ويشير متابعو الانواء ان موعدها لم يحن بعد في انتظار نهاية الاسبوع الحالي، لأن هذه الايام تمثل موسم "العقارب"، وتعددت التسميات في "برد العجوز" فأهل البحر يسمونه "بياع الخبل عباته"، وفق رواية متداولة منذ القديم، تحكي قصة رجل اشترى عباءة للتدثر بها في الشتاء، ومرورا بالدفء باعها معتقدا انصراف البرد، وصادف ذلك اجواءً غير متوقعة، فسميت تلك الرياح الباردة باسمه، وكذلك في مفاجآت بقية الشتاء التي هدفت نقل المعلومة، محاولة ترسيخها للعبرة واخذ الحيطة في عدم الركون للدفء، حيث قيل ان امرأة عجوزا قامت بقص صوف أغنامها، ظنا منها بانتهاء الشتاء، حتى باغتتها الرياح الشمالية الباردة فماتت أغنامها، واقترنت هذه الفترة في الذاكرة المناخية بهذه التجربة في التوصيف ب"برد العجوز".