لم يصدق الرسام السعودي الشاب أحمد زهير حينما ورد الى مسامعه نبأ وفاة قائد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- هذا الخبر، ودخل في حالة من الذهول للحظات، وظلت تتردد على ذهنه العديد من المشاهد للملك عبدالله، وخاصة تلك المشاهد الانسانية التي جسدت عظمة وتواضع الوالد الفقيد. لكن الشاب أحمد زهير وجد في الفرشاة وسيلة مهمة للتعبير عن حجم المصيبة التي ألمّت بشعب المملكة، واتخذ من أحد جدران شوارع كورنيش جدة موقعا له، وبدأت فرشاته ترسم صورة كبيرة للملك الراحل وعلق على اللوحة الكبيرة بعبارات مؤثرة حيث قال: «وين رايح! التفت سلم علينا.. ما روينا من حنانك ومنك ما اكتفينا». ويقول أحمد زهير القرني: «بعد سماعي الخبر المفجع الذي هز كياني، هرعت إلى والدي ووجدته يبكي، وعلمت أن الخبر صحيح بعد ظهوره في القنوات، كنت قبلها أرسم في المنطقة التاريخية وذهبت بعد صلاة الجمعة وأخذت أدواتي، ذهبت لمنزلي، وفي اليوم التالي طرأت لي فكرة أن أرسم هذه الرسمة في مكان عام لأعبر، وليعلم القاصي والداني أننا فقدنا أباً حانيا. بعد صلاة المغرب، بحثت في الكورنيش عن مكان مناسب، ووجدته عند الساعه الحادية عشرة، بدأت الرسم وبعد مرور 20 دقيقة وأنا على السُّلم نظرت خلفي فوجدت ما يقارب سبعين شخصا، وتوقفت حركة السير وبدأ الازدحام الشديد فشعرت أنه لابد أن أنتهي بسرعة كي لا تكون هناك حالات طارئة في إحدى السيارات. وأضاف زهير: «بدأ الشباب بالتقاط الصور التذكارية معي عند اللوحة، ولم أتوقع أن تنتشر اللوحة هذا الانتشار العجيب.» الشاب يرسم بأنامله لوحة فقيد الوطن