لم يجد الفنان الشاب أحمد زهير القرني وسيلة للتعبير عن حزنه على فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، سوى اللجوء إلى أحد الجدران على كورنيش جدة ليبث آلامه وأحزانه من خلال لوحة فنية (جدارية) يناجي فيها الفقيد الراحل بالعودة للسلام عليه والارتواء من حنانه، رغم يقينه بأن الموتى لا يعودون، وكتب عليها عبارة مؤثرة وسط دموع وحزن المتجمهرين من مرتادي الكورنيش الذين رفعوا أكفهم داعين له بالرحمة والمغفرة. عن بداية الفكرة، يقول القرني: «علمت عن وفاة والدنا الغالي الملك عبدالله عن طريق والدي حيث وجدته يبكي، وفي اليوم التالي طرأت لي فكرة أن أرسم هذه اللوحة في مكان عام؛ لأعبر عن حزني الشديد أمام الناس، فاتجهت للكورنيش، وبحثت عن مكان مناسب، وعند الساعة الحادية عشرة بدأت الرسم، وبدأ الناس بالتجمع حولي، مبدين إعجابهم بالفكرة، وأخذوا يلتقطون الصور وتوقفت حركة السير، ومع مرور الزمن تزايد الازدحام، فحرصت على الانتهاء منها بسرعة، وفعلا وضعت لمساتي الأخيرة، وطلبت من الشباب المتجمهرين أن يحركوا سياراتهم لتسهيل حركة المرور التي تعطلت لما يقارب 3 كيلو مترات». ويضيف القرني «في الحقيقة لم أتوقع أن يحظى عملي بكل هذا الاهتمام الذي إن دل على شيء فإنما يدل على الحب الكبير المتبادل بين أبناء الوطن وقيادتهم في كل زمان ومكان». وكان مرتادو الكورنيش قد فوجئوا بالفنان أحمد زهير وقد ارتقى إحدى درجات سلم حديدي وشرع في رسم خطوط اللوحة التي تتضمن صورة للفقيد، وهو يتوكأ على عصاه مغادرا عالمنا بعد أن حقق خلال 9 سنوات جملة من مشاريع الخير والتقدم لهذا الوطن الكبير. وقام البعض بتوثيق الرسمة بتصويرها على هواتفهم الذكية ومن ثم نشرها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وجدت انتشارا كبيرا وتفاعلا أكبر عبر حسابات مشهورة.