الماضي لا يعود، وكل يوم يمضي من حياتنا لن يعود، وكل شيء يتغير والزمن لا يتوقف، فلنستغل الحاضر ونبني المستقبل على هام الشهب، نضيء كنجمٍ متألق وننشر التميز نوراً يملأ الأرض جمالاً وبهجة ونثق بقدراتنا فلماذا نتشاءم ؟!! . ننجز إنجازات متميزة باهرة نتقنها ونبدع فيها وبإخلاص وأمانة كل حسب تخصصه وموقعه الاجتماعي، ونثق في الله ثم نثق بأنفسنا فهذه هي السعادة. عندما نختار!! نحن وحدنا من يجب أن يتحمل مسئولية هذا الاختيار سواء أكان سلباً أو إيجاباً، ومن الجبن أن نجعل من غيرنا شماعة لأخطائنا وإنما وبكل شجاعة نتحمل المسئولية كاملة فالقرار كان قرارنا من البداية للنهاية . لنعش حياتنا بواقعية ومنطق، فإذا كان خوفنا من الفشل يسيطر على حياتنا فلا شك أننا سنفشل فلنتفاءل إذاً بالخير لنجده، يقول الحق تبارك وتعالى في حديث قدسي «أنا عند ظن عبدي بيّ، فليظن بي ما شاء». من يعش الخوف والقلق لن يهنأ باله وستفارقه الطمأنينة إلى عالم اللاّ وجود، لكن عندما نغير أسلوبنا في الحياة وطريقة تفكيرنا ونظرتنا السلبية ونوسع أفقنا الضيق نستطيع بلا شك أن نتخلص من الخوف وننجح. أعمالنا ما هي إلاّ انعكاسات لأفكارنا فلنفكر بحكمة وعقلانية إذا أردنا النجاح، فنحن الأصل لكل فعل، وكل هزيمة يجب الرد عليها بالانتصار، وعوامل الانتصار كثيرة تبدأ من داخلنا، ومن عمق ذاتنا تبحر سفنها في بحار أعماقنا فإلى متى نعيش مبحرين في مياه الغياهبِ وفي متاهات تفكيرنا؟. الهروب من المشكلة طريق ممهد للفشل فلا يجب أن نهرب كلما تعرضنا لصدمات الواقع التي لم نتوقعها، بل علينا تحدي تحديات الزمان ومشاكله وأبعادها وجوانبها برؤية صائبة وثقة بأنفسنا وبالله قبل أنفسنا ونقرر. الحياة كما يعرفها العقلاء عمل دؤوب لرضا الرب ثم رضا النفس والضمير، فلا نجعلها مياها راكدة أو نحولها إلى لا شيء.. ونرضى. الفشل هزيمة مؤقتة، وتأكد إن لم تفشل فستظل مكانك سر والعالم كله كما قيل يفسح الطريق للمرء الذي يعرف أين هو ذاهب وعلى أي أرض يضع قدمه، فإنسان الواقع يقف على أرض صلبة واثق الخطوة واضح الهدف، أما الغارق في سبات أحلامه ينتظر معجزات وخوارق ترسم له الطريق وتحقق له الأهداف فذاك من ستنتهي حياته وهو يندب حظه العاثر في حياة من نسج أفكاره المريضة. الزمن لا ينتهي ولكنها الحياة قد تنتهي ونحن نعيشها أمواتاً أحياء تتعثر أقدامنا بأشلاء أهداف عشوائية وبقايا خطط وهمية ضعيفة لم نستطع أن نصنع منها أهدافاً هامة تفلسف حياتنا، لنأخذ بالأسباب ونتوجه إلى أهدافنا بإصرار وعمل ومثابرة بشرط!! مع اليقين بالله والتوكل عليه والصبر وإن طال المنال فالأمور مرهونة بأوقاتها. الأمل لا يموت، فلنظل نعيش الأمل وإن خبا قليلاً لكنه لا يموت أبداً، والفرص وإن ذهبت فلا بأس ستعود وتحقق الرجاء. التفاؤل بالخير والثقة بالله وبقضائه أكبر قوة جاذبة للنجاح على وجه الأرض، وعكسها التشاؤم الدافع لليأس وترك العمل الصالح. نودع عاماً ونستقبل عاماً والزمن لا يتوقف بحسناته وسيئاته بخيره وشره، ولّى عام وانطوت صفحاته بسطورها الدامية المليئة بالأحزان والمآسي الملبدة بغيوم وغمام الحرب الممطرة بالموت على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ في الوطن العربي الذي تدمرت فيه الإنسانية بوحشية اللا إنسانية وشريعة الغاب، ثورات لم تبق ولا تذر. ودعنا عاماً بويلاته ومجازره ونستقبل عاماً بتمنيات وآمال كبيرة بأن يكون عام خير وحب وسلام ووحدة كل الدول الإسلامية والعربية ووقوفها صفاً في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمنها وسلامة أراضيها، وأن تعيد لنا تاريخنا المجيد وعزنا وقوتنا وليس ذلك على الله بعزيز. * تربوية - مديرة