ستكون مهمة المنتخب السعودي للمنافسة على لقب كأس القارة الصفراء صعبة جداً في ظل التخبط الإداري والفني الذي يعاني منه، وذلك بعد إقالة السيد لوبيز من منصبه بعد خسارة المنتخب السعودي لقب كأس الخليج والتي أقيمت في الرياض، وبالرغم من التعاقد مع المدرب المتميز والخبير في شئون كرة القدم الخليجية الروماني كوزمين أولاريو، إلا أن الفترة الزمنية التي سيشرف عليها المدرب كوزمين ليست بالكافية في ظل توليه منصب المدير الفني قبيل انطلاق البطولة بأسبوعين تقريباً، غير أن المنتخب السعودي سيدخل هذه البطولة عبر بوابة البطل التاريخي لها، حيث سبق له أن حصل على اللقب ثلاث مرات، وخسر اللقب أيضاً ثلاث مرات، ولم يسبق له الخروج من الدور الأول سوى مرتين فقط. ومنذ كارثة كأس آسيا 2011 والتي اقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، إلا أن المنتخب السعودي استعاد شيئا ضئيلاً من بريقه، فتصدر مجموعته بتصفيات كأس آسيا، والتي ضمت التنين الصيني وأسود الرافدين المنتخب العراقي المتأهلين برفقة المنتخب السعودي، حيث لم يخسر أي لقاء من أصل ستة مباريات، لكن فرصة التأهل لثلاثة منتخبات من أصل أربعة جعلت المنتخبات تخوض المباريات بأقل جهد ممكن، فالتصفيات الأولية لا تعكس قوة أو ضعف أي من المنتخبات المشاركة في كأس آسيا، فالمنتخب الصيني مثلاً، قابل المنتخب السعودي بالتصفيات الأولية لكأس آسيا، وفاز عليه المنتخب السعودي ذهاباً، وتعادل معه في الإياب، إلا أن من المؤكد أن المباراة التي سيتقابلان فيها في الأرض المحايدة في اولى مباريات المجموعة بينهما ستكون مختلفة شكلاً ومضموناً عن المباريات السابقة. وما بين مؤيد للتعاقد مع الروماني كوزمين ومعارض، فالإجماع الجماهيري كان واضحاً وجلياً في أن الانجاز سيكون في حصول المنتخب السعودي على أحد المراكز الأربعة في البطولة، في ظل تواجد منتخبات قوية مثل المستضيفة استراليا ومنتخبات كل من اليابان المرعب والشمشون الكوري والمنتخب الإيراني والمنتخب الأوزبكي، وأن الحصول على اللقب سيكون بمثابة الاعجاز، ولهذا فإن المنتخب السعودي سيدخل هذه البطولة تحديداً بضغوطات أقل وبسقف طموح منخفض وغير مبالغ، نظير الواقع الكروي السعودي الذي تعيشه خلال الفترة الماضية، إلا أن فكرة تحقيق اللقب تراود كل الجماهير الرياضية والمسئولين وعلى رأسهم أحمد عيد الذي قال بصريح العبارة، إن المنتخب لن يذهب للنزهة، وإن الهدف الحقيقي من المشاركة هو العودة بالكأس إلى العاصمة الرياض، غير أن الكثير يعلمون أنه من الصعب تحقيق هذا الحلم تحديداً في هذا الوقت بالذات. أخيراً، فالبطولة شارفت على الانطلاق، ووجب توحيد اللون والصوت والكلمة، من أجل ان يعود الأخضر كسابق عهده سيد القارة الأول بلا منازع.