ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعمر بن عبدالعزيز رحمة الله عليهما على التوالي (رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي) و (رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه) لأبلغ الأقاويل الإنسانية لمحاسبة النفس. ومن خلالها يجب أن يعرف الإنسان نفسه ويقيمها ليقومها ويضعها في المكان الصحيح. فهناك شخصيات حفرت مكانها في قلوبنا، ونحتت ذكراها في عقولنا فلماذا لا نكون مثل تلك الشخصيات إن عشنا يذكرنا الآخرون بالخير وإن متنا يترحمون علينا. لا بد أن يسأل الإنسان نفسه من أنا ؟ ماذا أكون ؟ فإن قال أنا شخص عادي لست مبدعاً ولا مخترعاً ولكني رجل!! يتراءى أمامي ذلك الشخص الشامخ، تعلو وجنتيه ابتسامة دائمة، ويتحلى بالخلق الرفيع والرأي السديد، لا تخرج منه إلا الكلمة الطيبة، ذو مروءة وشهامة وكرم وتعاون وتضامن، قوة في القول، يوفي بوعده، ويصدق في قوله، راسخ كالجبال الراسخة على الأرض تحت مظلة عقيدته وإيمانه بالله سبحانه وتعالى، يسعى جادّاً لخدمة دينه ووطنه وشعبه الذي ينتمي إليه. تلك هي أجمل صفات الرجل فهل تملكها؟ لا بد أن نعلم أن هناك فرقا بين الرجل والذكر، فكل رجل ذكر، ولكن ليس كل ذكر رجلا، ما أكثر الذكور لكن الرجال منهم قليل، فالرجولة ليست في عرض القوة والعضلات، ولا تطويل الشوارب، ولا بالقوة والشجاعة، ولا برفع الصوت والصياح، وليست بالقيادة والزعامة والحزم، ولا بالحمية والعصبية، ولا بقوله أنا من قبيلة آل فلان (كلكم لآدم وآدم من تراب) فهذه قضية بحد ذاتها، وليس كل من يحمل سلاحاً رجلاً، ومن يسارع إلى الجهاد دون أن يأمره حاكمه رجلاً ، وليس الضعيف النفس من تسيطر عليه أفكار ومعتقدات غوغائية ضالة رجلاً، وليس من تجرفه التيارات ويسارع لتلبية النداءات تحت أي دافع أو هدف رجلاً ...... الخ. إن قوة الإيمان والتربية الصالحة تدعمهما روح المربي سواء الأم أو الأب أو المعلم ثم المناهج الدراسية والتوجيه السليم عبر الصحافة والإذاعة والمدرسة والمسجد تصنع الرجولة الحقيقية. وعندما تشتد الأزمات فنحن بحاجة إلى هؤلاء الرجال الحقيقيين سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي. اخواني كونوا رجالاً. أستاذ التنمية الاقتصادية بجامعة الدمام