Mohammed Kamel Al-khoja وفد "رجل وجيه".. على "الإمام أبي حنيفة".. يسأله.. عن تفسيره للآية الكريمة: "الرحمان على العرش استوى" فأجابه رضي الله عنه: "الاستواء معلوم.. والكيفية مجهولة.. والايمان به واجب.. والسؤال عنه بدعة.. تذكرت هذا الحديث.. وأنا اقرأ ما كتبه الدكتور.. أنور ماجد عشقي.. تحت عنوان:"الجنة منزهة عن الجنس.. والحور العين" ليسوا للمتعة الحسية صحتها لغة "لسن" لا كما وردت في عنوان ما كتب من مرئياته المنشورة في العدد الماضي من ملحق.. الرسالة.. لجريدة المدينةالمنورة الصادر في يوم الجمعة 28/ جمادي الثانية.. 1431ه الموافق 11/ يونيو / 2010م. وما كان للدكتور أنور الذي احب وأقدر أن يثير البحث.. في مواضيع مطمورة بالغيبية لم يجرؤ الخوض في التحدث بها محدث راسخ في علمه.. مهما أدرك رزقاً أكسبه الله تعالى من العلوم.. والسعة في البصيرة والفهم.. لانها من الأمور الغيبية التي لا يعلم كنه وضوحها الا الله سبحانه وتعالى ولم يرد اية نص في كيفيتها يصح الاستنباط منه وانما على العبدلله تعالى واجب الايمان بها.. إذ لم يأت التفصيل عنها في القرآن الحكيم.. ولا حتى في الكتب السماوية.. كذلك لم ترد على ألسنة رسل الله وانبيائه بما فيهم صفوتهم وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين.. ولقد اذهل طلبة العلم.. أسلوب إيراد تبيينها الذي ترك الدكتور أنور لنفسه عنان البحث فيها بسراب خيال.. نعم إنها امور غيبية طرحها كاتبها بما يناقض دقيق الاستنباط من بعض الآيات الكريمة لو تأمل متدبراً في ظاهرها باسلوب المؤمن فطرياً بها.. لا باسلوب مادي عصري.. مفعم الشكوك.. إذ ليس لمخلوق أن يغوص في كشف ما اسدل الستار عليها من علام الغيوب عز وجل مهما بلغت طاقات طالب العلم العقلانية والعلمية والفكرية من تمايز مبهر.. وابداع فائق.. وخيال مجنح.. فهو عاجز عن معرفة ماهيتها الكيفية.. وكنه تفاصيلها بوضوح.. لقد تحدث أخي الدكتور اللواء/ متقاعد أنور ماجد عشقي.. عن خلق سيدنا آدم وسيدتنا حواء عليهما الصلاة والسلام وعن حياتهما في الجنة وعصيانهما للخالق سبحانه بأكلهما من الشجرة التي حرم عليهما الأكل منها.. فكان أن بدت لهما سوءاتهما فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ليواريهما عنهما. وان بقاءهما في الجنة بات غير محمود بعد أن بدت لهما سوءاتهما فظهرت نوازع طاقتهما الجنسيتين.. اللتين وصفهما الكاتب بالخبث بشكل قاطع جازم.. إلا انه غاب عن الدكتور انور الربط بين ارادة خلق آدم عليه السلام من الله سبحانه ليكون خليفة في الارض وبين وجوده مع حواء في الجنة وما دار من حوار بينه عز وجل مع الملائكة قبل خلقه من لدن الخالق جل وعلا.. وما أفضل سبحانه على الملائكة من اعلامهم بمشيئته تلك وامره لهم سبحانه بالسجود لآدم بعد خلقه ورضوخهم لامر ذاته المقدسة سبحانه الا ابليس ابى واستكبر.. فحلت عليه لعنة الله عز وجل وطرده من رحمته سبحانه..! إن الكل يعرف ان الخالق سبحانه خلق الارض وهيأ لآدم الخلافة فيها له ولنسله مجسداً سبحانه ابداعاته الحياتية فيها لاستمرارية اعمارها بعبادته عز وجل في كنفها ليعيش خليفة فيها.. وفي حياة فطرية.. تتطور بأخذ وسائل المعيشة المهيأة له.. تدرجاً واكتشافاً خلال الأزمنة في مسيرة عصورها.. إن متعة الجنس التي ينفيها الدكتور وينفي توفر الاجهزة التناسلية في انسان الجنة انما هي طاقة هامة غرزها الخالق سبحانه في خلقه للتناسل.. وتلك الطاقة ليست خبيثة.. ما دامت لتناسل الخليفة في الارض بل تكسب المستمتع بها اجراً ومثوبة من لدنه عز وجل ما دام ماؤها الدافق.. الخارج من بين الصلب والترائب.. للطرفين أرزاً في حلال الى مستودعه.. بعد ممارسة النكاح الحلال.. كما ورد في الأثر النبوي الشريف!! أما التمتع بهذه الطاقة الجنسية في الجنة الموعودة لعباده فليست منزهة عنها.. وانما كيفيتها فهي غيبية لا يعلمها إلا خالقها سبحانه وهي في اعتقادي واعتقاد المؤمنين بقدرات الله تعالى ستكون متعتها ولاشك في الجنة اسمى وألذ واسعد وأحلى من متعتها في الدنيا.. إذ أن الجنة فيها ما لا عين رأت.. ولا أذن سمعت.. وما خطر ببال أحد.. كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. وفي رواية وما خطر ببال بشر".. وفي القرآن الحكيم ما يؤكد الزواج في الجنة الذي ينفيه الدكتور عشقي في بحثه.. وانني احيله الى الرجوع للقرآن الكريم فيما ورد من آيات كريمة تؤكد الزواج وتوافر الطاقة الجنسية التي لا تناسل فيها بعد النكاح إلا أن كنهها غير بين أو معرف.. وتلك الآيات الكريمة إنما هي للترغيب بالجنة بين العباد ومنها ما ذكر في سورة الواقعة ففي قوله تعالى: (إنا انشأناهن انشاءً فجعلناهن ابكاراً عرباً أترابا) وقوله سبحانه: (وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاءً بما كانوا يعملون) صدق الله العظيم.. وقوله تعالى في سورة الرحمان: (فهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) صدق الله العظيم.. وقوله تعالى في سورة الرحمان: (حور مقصورات في الخيام فبأي آلاء ربكما تكذبان.. لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) صدق الله العظيم. قبل ان ينهي الدكتور أنور مرئياته أبدى محاولاته في تحليلات لغوية ومزوجها بمعاني عرفية تتداول أحياناً عن الزواج والقران وما شابهما محاولاً الايهام بأن الزواج بحور عين الوارد في سورة الدخان في قوله تعالى (كذلك وزوجناهم بحور عين).. بأن الزواج هنا انما هو القرآن والمرافقة وليس هو النكاح مؤكدا آراءه في محاولة ايهامية لغوية تنظيرية بتقرير ليس اجتهادياً يحتمل الصواب أو الخطأ.. في غيبيات لا يعلمها إلا الله سبحانه.. وما أدرى؟ أخي الدكتور أنور عشقي ومن أين استدل؟ على تقريره وتنظيره عندما يقول: لهذا فان الاعضاء التناسلية سوف تختفي عند الانسان في الدار الآخرة لان الله عز وجل وصفها بالسوءة.. انني اسائله هل تدبر معنى الآية.. إنا انشأناهن انشاءً فجعلناهن ابكارا.. ابكارا.. أليست صفة لعضو المرآ التناسلي.. ثم قوله تعالى.. لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان.. إلا يشير هذا الفعل الى ممارسة عملية النكاح في الجنة والترغيب فيه.. أما الكيفية فعلمها لدن علام الغيوب سبحانه.. وكما قلت بأن التمتع بطاقة الجنس في الجنة بممارسة عضوي التناسل للنكاح انما هو أحلى وألذ في الجنة لأن فيها نبوءة محققة لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت وما خطر ببال بشر.. ومما يؤخذ على مرئيات الدكتور أنور انه خلط بين الطاقات والغرائز.. حتى انه لم يميز بين الطاقات والغرائز واصفاً إياها كلها بالغرائز. وهناك موضوع آخر فات فطنته كنت أود من الدكتور أنور وهو اللغوي القانوني والمستشار الشهير أن لا يطلق لفظة الارهابيين على المفسدين في الارض والفئة الضالة.. فالارهاب للعدو وصف لأمر لابد منه حثنا الله سبحانه وتعالى عليه بقوله عز وجل.. "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".. فما من لوائح نظامية في تشريع جنائي.. وما من كيان راسخ آمن إلا وتتوفر فيها عقوبات مرهبة صارمة.. تولد الهيبة للكيان بين سائر الكيانات.. فلا تبخس حقوقه ولا يعتدى عليه لمهابة إرهابية.. ولولا رهبة القانون لما سادت العدالة في المجتمعات.. ولما سادت حياة مستقره آمنة ألم يقل الله عز وجل.. "ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب".. صدق الله العظيم.. إلا ليتنا نأخذ التعبيرات البينة لنا بوضوح فلا ننعت الوالغين بالدماء.. والهدامين الآثمين.. بالارهابيين.. بل بالمفسدين في الارض أو الفئة الضالة.. وهما المسميان الأدقان.. ويمكن الاصطلاح عليهما. كما خان التوفيق الدكتور أنور عشقي في اطلاقه اصطلاحاً وصفياً لا يحقق ما رمى الى هدفه وهو "العندية عند الله في الجنة بدلا من الخليلية.. فالخلق عيال الله يكلؤهم برعايته في دنياهم واخراهم. وكثيراً ما تدعو الأمهات والآباء يدعون لانجالهم ولمن يحبون عند ايابهم وذهابهم بالدعاء المعروف.. أو دعنك عند من لا تضيع عنده الودائع.. أما الخليلية فهي غالباً ما تكون في الجنة.. فالاخلاء في الجنة عند ربهم يومئذ يرزقون.. كما هو متعارف عليه. وفي نهاية المطاف أقول لاخي الدكتور أنور وهو من أحب وأقدر.. إن ما كتبته اليوم من ملاحاة معلقاً على مرئياتك من مرئيات ما وددت الولوج فيها.. لولا التزامي ديمومة بقولة الحق.. فالساكت عن الحق شيطان أخرس.. وما صدر عن الدكتور أنور كبوة فكرية معاذ الله ليست مقصودة.. وقد قيل "لكل جواد جبوة.. ولكل عالم نبوة.. وحتى لا تسري بين الناس.. كتبت ما كتبت.. إنها مرئيات في ملاحاة طرحتها على أمل تراجعك في مرئياتك التي أبحرت مجدفاً بها والعودة عنها في تأني متروياً فتعيد كل تنظيراتك التي أثارتني وأثارت الكثيرين على فحواها.. لأنها غيبيات مسدولة عليها غلالات من الستائر.. لم تكشفها.. بأدلة داحضة.. لأنها مكنونة الكنه في علم علام الغيوب..!! والحمد لله رب العالمين من قبل ومن بعد،،،