سأظل أغرد للغتي، لغة الضاد، مادامت أنفاسي تتردد بين جوانحي، لأن حبها متغلغل في شراييني.. كياني اختلط بدمي وبجيناتي، هو حب ارتبط بقدسيتها، بديمومتها، برسوخها بحضارتها، وتاريخها، لحروفها لمعان يعانق عنان السماء، ولمعانيها بريق يكاد يأخذ بالألباب ويدهش عباقرة البيان، احتفائي بها أبدي سرمدي ما بقي القرآن يتلى وما بقي الأذان يتردد صداه هنا وهناك بحروف عربية للناس كافة، لن يكفيني يوم وحيد تحدده لي أمم لا تتحد إلا للإضرار بالمسلمين ليكون كغيره من الأيام (الحب– الأم– الوطن– الشجرة- الحيوان...) وحتى هذه بحاجة إلى وقفة تأمل ومراجعة. عذراً لغة الضاد، ستظلين شامخة، صامدة وإن تراخى أبناؤك، عزيزة وإن ذلوا، قوية وإن ضعفوا، متماسكة وإن تخاذلوا، متجددة وإن تقادموا، ويكفيك فخرا أن الله شرفك لتكوني لغة خاتم الرسل «إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون» يوسف. «نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين» الشعراء. ستظلين لغة تخاطب العقل، لأنك لغة العلم والأدب والحضارة والتواصل والحب، لا ولن تعجزك المستجدات. فلنصلح اعوجاج ألسنتنا وكتاباتنا، وإعلاناتنا وإعلامنا، لنصلح مناهجنا، لنكثف من حضور دروس في قواعد اللغة العربية؛ لنحول مدارسنا ومساجدنا مساء إلى حلقات لتعليم العربية لغير الناطقين بها، بهذ قد نسهم بعض الشيء في خدمة لغة القرآن إلى أن يأتي قرار سياسي يعيد للعربية هيبتها في جامعاتنا، معاهدنا، وشركاتنا ومستشفياتنا، وكل مؤسساتنا. ولنا في مركز الملك عبدالله أسوة حسنة فقد قدم وما زال يقدم الكثير للغة الضاد، في الداخل والخارج.