تواصل «يوتيوب» القتال للتمسك بنجوم الشاشة الصغيرة الذين يجعلون من موقعها وجهة دائمة للمشاهدين، وليس مكانا حيث يمكن للناس مشاهدة أشرطة الفيديو بشكل متقطع لقطط على روم باس. فيسبوك وياهو تريدان أيضا الاستفادة من فناني الأداء أولئك - الذين يمكن للمحتوى العالي الجودة الذي يملكونه أن يجلب دولارات الإعلانات بأعلى سعر - كما تفعل الشركات الناشئة مثل فيسيل، التي تقول صحيفة وول ستريت جورنال إنها تقوم باستخدام صندوق تمويل كبير للطوارئ قدره 75 مليون دولار لاجتذاب وحدة المواهب التابعة لجوجل بقوة. المعركة تذكرني بمعارك استوديوهات هوليوود القديمة لنجوم يمكن أن يعتمد عليهم في جلب المشاهدين إلى دور السينما، وإنها معركة لا تزال منحرفة لصالح يوتيوب. الموقع هو ثاني أكثر المواقع استخداما في الولاياتالمتحدة (جوجل هو رقم واحد) ومشاهدوه يشاهدون ستة مليارات ساعة من الفيديوهات في الشهر، وهو ما يجعله مكانا مقنعا جدا لأي فنان بحاجة لجمهور. ما وصل له هذا الموقع من شعبية يعتبر من بين الأسباب التي جعلت شركة جيفريز تقدر أن إيرادات يوتيوب يمكن أن تبلغ ما مجموعه 5.9 مليار دولار هذا العام. ويفيد موقع المعلومات الإخباري أن الإيرادات بلغت حوالي 3.5 مليار دولار في عام 2013. (لم تبلغ جوجل أبدا الإيرادات التي وصلت إليها يوتيوب). لا تشكل خدمة الفيديو حاليا سوى حوالي ستة في المائة من إيرادات جوجل بشكل عام، ولكن هذه الخدمة تعتبر مهمة لشركتها الأم لأن جوجل تحتاج إلى التوسع خارج بحث أعمالها الأساسية إذا أرادت أن تستمر في النمو بقوة. خفض جوستين بوست، المحلل لدى بانك أوف أمريكا ميريل لينش، في الفترة الأخيرة تصنيفا له بخصوص جوجل، وذلك جزئيا بسبب تباطؤ النمو في العائدات الإعلانية من البحث. وفي الوقت الذي تزداد فيه حرارة النزاع من أجل الحصول على مواهب الفيديو، أجريتُ عدة محادثات مع محللين وموظفين سابقين حول ما إذا كانت جوجل فقدت فرصة لكسب حرب الفيديو عندما تنازلت يوتيوب عن دورها كمنصة لاستضافة الفيديو. التفكير يذهب إلى شيء مثل هذا: تعمل يوتيوب كشركة مستقلة حتى بعد استحواذ جوجل عليها في عام 2006. وساعد ذلك الخدمة على النمو من ناحية العضوية في كثير من الطرق، وأبقى شعبيتها مع المستخدمين. كانت في الأساس منصة حيث يمكن للناس تحميل وتوزيع أشرطة الفيديو، وكانت واحدة من الأماكن الوحيدة حيث يمكن للناس أن تخدم هذا النوع من المحتوى بكلفة معقولة. ولكن جوجل أيضا لم تفتح يوتيوب بحيث يمكن لمنتجي الفيديو والآخرين البناء على أعلى المنصة. عندما بدأت شركات أخرى مثل نيتفليكس ببث كميات هائلة من الفيديو في عام 2007، كانت خدمات ويب أمازون من الشركات الوحيدة التي تبني مثل هذه الأعمال. ومنذ ذلك الحين، أنشأت شركات الفيديو الناشئة مثل Twitch وJoyous خدمات الإنترنت من أمازون، كما فعلت شركة دروب بوكس، وهي أضخم شركة تخزين ناشئة والتي تستضيف الصور والفيديو، جنبا إلى جنب مع الوثائق. المستخدمون وحركة المرور والبيانات المرتبطة بكوكبة من العملاء جميعهم يتدفقون إلى أمازون، وشركة جيف بيزوس «يمكن أن تجد في يوم من الأيام طرقا للاستثمار أو خلق شراكات استراتيجية مع نفس مبدعي المحتوى هؤلاء. (في الواقع، أمازون اشترت Twitch في أغسطس الماضي كجزء من محاولة للتنافس مع يوتيوب من أجل الاستحواذ على المشاهدين على شبكة الإنترنت). العلاقة بين أمازون والشركات التي تعيش في عالم أمازون الافتراضي على الإنترنت ليست مثالية. قرار أمازون بشأن إنتاج برامج تلفزيونية تابعة لها جعلها في خندق ضد نيتفليكس، على سبيل المثال. ولكن بمجرد أن يتم بناء شركة على رأس خوادم أمازون ومنتجات التخزين، يصبح من الصعب المغادرة ويستغرق وقتا طويلا لإعادة بناء أماكن أخرى. الآن، يبدو أن هناك فرصا محتملة للتغلب على السلبيات من أجل عملاء شبكة أمازون، لذلك يبقون في وضع ثابت. إذا قامت شبكة أمازون بإعطاء أمازون ميزة الفيديو على الواجهة الخلفية، فإنه يمكن لعلاقة فيسبوك مع مستخدميها أن تعطي لشبكة التواصل الاجتماعي الضخمة ميزة كبيرة على الواجهة الأمامية لموقع يوتيوب. وخلافا لشركات من قبيل فيسيل وياهو من ذلك العالم، لدى فيسبوك جمهور ضخم يبلغ 1.2 مليار شخص يتواجدون فيه بصورة اعتيادية. إنه ثالث أكبر موقع يشترك فيه الناس في الولاياتالمتحدة، وعلى عكس يوتيوب، يمكن أن يقدم لمنتجي الفيديو فرصا للتعامل مع مجتمع محدد بشكل جيد. (تحاول يوتيوب تصحيح هذه المشكلة من خلال تقديم خدمات الاشتراك، كما قام صديقي أمير إفراتي بالكتابة حول ذلك عدة مرات في «المعلومات»). باختصار، لا يتعين على النجوم أن يجتذبوا جمهورا معتمدا إلى مسرح فيسبوك. المشاهدون موجودون هناك بالأصل، في مقاعدهم، في انتظار المشاهدة. في نوفمبر حمَّل المستخدمون المزيد من الفيديو من فيسبوك مباشرة بمعدلات تفوق ما فعلوه في مواقع مشاركة الفيديو من يوتيوب، وفقا لموقع Business Insider. وهذا تحول مهم، لكن ما يزال من السابق لأوانه أن تستنتج أمورا كثيرة من هذه الاتجاه. اشتمل التحليل فقط على 20 ألف صفحة من صفحات فيسبوك. كما أن من الممكن أن تصبح صفحات الفيديو على فيسبوك أكثر أو أقل ظهورا من قبل، اعتمادا على ما تريد الشركة أن تبرزه. وفي حين أن يوتيوب تتمتع بميزة هائلة اليوم من حيث المواهب على الشاشة، ومن حيث العلامة التجارية وعدد جمهور المشاهدين الضخم، إلا أن أمازون وفيسبوك وغيرها من الشركات بدأت تركز أنظارها على هذا القطاع من الأعمال أيضا. وهو ما يعني أن الحرب قد اشتعلت وسوف تستمر.