ثمّن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مواجهة الأخطار التي تواجه الأمة العربية والاسلامية وتتهدد كيانها ووحدتها. وقال شيخ الأزهر: نقدر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سعيه الدائم وجهود المخلصة في مواجهة التحديات التي تهدد وحدة وقوة الأمة، كما شدد على ضرورة تكاتف عقلاء الأمة لوأد الفتن والمؤامرات التي تسعى لتمزيق الأمة والقضاء على قوتها. وقال شيخ الأزهر: إن من أخطر التحديات التي تواجه أمتنا خطر الفرقة والإرهاب الذي يستهدف هدم الأمة وتاريخها وتشويه صورة الإسلام الناصعة خاصة وأن الذين يرتكبون جرائم العنف والإرهاب يتسترون بستار الدين. وأدان شيخ الأزهر لدى افتتاح مؤتمر دولي ينظمه الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب الذي يحضره قادة دينيون من عشرين دولة بينها المملكة العربية السعودية وإيران والمغرب أمس «الجرائم البربرية» التي يرتكبها تنظيم داعش في العراقوسوريا، وذكّر الحاضرين بقضية العرب والمسلمين الأولى، وهي قضية المسجد الأقصى «أولى القبلتين وثالث الحرمين» والقضية الفلسطينية التي لا سلام للعالم إلا بحل مشكلتها حلًا جذريًا وعادلًا»، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف سوف يخصص مؤتمره الخامس عشر، المقرر قريبًا لنصرة الأقصى والقضية الفلسطينية. إن تنظيمات وفصائل مسلحة «ترتكب هذه الجرائم البربرية النكراء تدثرت بدثار هذا الدين الحنيف وأطلقت على نفسها اسم (الدولة الإسلامية) في محاولة لتصدير صورة إسلامهم الجديد المغشوش». وأضاف شيخ الأزهر «أسأل نفسي ليل نهار عن أسباب هذه الفتنة العمياء والمحنة العربية الممزوجة بالدماء». وحمّل الغرب جزءًا من المسؤولية، مشيرًا إلى مثال العراق الذي «ترك بعد 11 سنة من الاجتياح لميليشيات متناحرة وكانت النتيجة إنه دخل في بحور من الدماء»، كما قال مضيفًا: «الشيء نفسه ينطبق على سوريا». ودعا أيضًا التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولاياتالمتحدة إلى «التصدي للدول التي تمد الإرهاب بالمال والسلاح». لكن شيخ الأزهر أقر مع ذلك بأنه «لا يجب أن نغض الطرف عن مسؤوليتنا عن أسباب الغلو والتطرف التي أدت إلى ظهور تنظيمات مثل القاعدة والحركات المسلحة التي خرجت من عباءته». وقال: إن التاريخ لم يعرف من قبل الوحشية التي ترتكبها الفصائل المتطرفة، مشيرًا إلى إن نمو التطرف في منطقة الشرق الأوسط يخدم المصالح الإسرائيلية، ويجعل من دولة إسرائيل الأقوى والأغنى في المنطقة. وأوضح شيخ الأزهر أن أسباب انتشار التنظيمات الإرهابية دينية واقتصادية واجتماعية وسياسية، مشددًا على أن مفهوم الجهاد «محرّف» عند تلك التنظيمات. ولفت إلى أن الاقتتال العربي العربي يفيد تجار السلاح وأباطرة الحروب، مطالبًا بضرورة إنشاء اتحاد عربي يشبه الاتحاد الأوروبي، مناشدًا بضرورة نسيان الخلافات والتوحد، وصدق النوايا. وشدد الطيب على أن البلاد بحاجة إلى «أن يتجه جهد شبابنا لتحقيق التقدم الحضاري لمواكبة ركب العالم في مسيرة التقدم»، مؤكدًا أن «الأزهر بذل ولا يزال يبذل جهدًا متواصلًا في سبيل صياغة الخطاب الديني الواعي الرشيد». ويناقش المؤتمر عدة أبحاث ودراسات حول موضوعات الخلافة الإسلامية والجهاد وأساليب الجماعات الإرهابية للنيل من عقول الشباب ودور المؤسسات الدينية للتصدي للتطرف ويطلق مبادرة من علماء الأمة للتصدي للإرهاب،