انطلقت في القاهرة، أمس الأربعاء، أعمال مؤتمر الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف، بمشاركة نحو 600 من علماء المسلمين من 120 دولة وممثلين عن بعض الطوائف. وشدد عدد من علماء العالم الإسلامي في كلماتهم بالمؤتمر على ضرورة توحيد الصف الإسلامي في مواجهة الإرهاب وحماية الشباب من الأفكار المغلوطة والمتطرفة عن مفاهيم الإسلام. وخلال افتتاحه أعمال المؤتمر أدان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أمس الأربعاء (الجرائم البربرية) التي يرتكبها ما يسمى (داعش). وأكد دكتور الطيب أن الجهاد في الإسلام لم يتم تشريعه إلا للدفاع عن النفس والدين والوطن، وأن إعلان الجهاد ومباشرته لا يجوز أن يتولاه أحد إلا ولي الأمر، ولا يجوز لأفراد أو جماعات أن تتولى هذا الأمر بمفردها مهما كانت الأحوال والظروف وإلا كانت النتيجة دخول المجتمع في مضطرب الفوضى وهدر الدماء وهتك الأعراض واستحلال الأموال وهو ما نعانيه اليوم من جراء هذا الفهم الخاطئ المغلوط لهذه الأحكام الشرعية. وقال شيخ الأزهر إن تنظيمات وفصائل مسلحة ترتكب هذه الجرائم البربرية النكراء تدثرت بدثار هذا الدين الحنيف وأطلقت على نفسها اسم (داعش) في محاولة لتصدير صورة إسلامهم الجديد المغشوش, مضيفاً (أسأل نفسي ليل نهار عن أسباب هذه الفتنة العمياء والمحنة العربية الممزوجة بالدماء). وحمّل الغرب جزءا من المسؤولية، مشيرا إلى مثال العراق الذي (ترك بعد 11 سنة من الاجتياح لميليشيات متناحرة وكانت النتيجة أنه دخل في بحور من الدماء) كما قال مضيفا (الشيء نفسه ينطبق على سوريا). بدوره أشار الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر في المؤتمر إلى أسباب التطرف والإرهاب ومنها النظرة الأحادية للدين والتعامل بمنطق القوة في مواجهة التطرف. وطالب معاليه بمعايير موضوعية ومعرفية لفضح الإرهاب وأشكاله التي يغرر بها الشباب وفضح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام. من جهته، طالب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني في كلمته بالمؤتمر باتخاذ الإجراءات الجديدة لمواجهة الإرهاب وتعزيز التعايش بين الجميع، وأكد الحاجة لخطاب ديني على مستوى الكنيسة والجامع للمشاركة الفعالة في المجتمع.