من هامات المجد الشامخة سقط الأخضر في غياهب الضياع وأصبح ينافح من أجل إيجاد نفسه بين منتخبات عملت واجتهدت وتطورت ووصلت إلى مراحل متقدمة. أخضرنا ضاع بين واسطة، وجبر خاطر، وتساهل، ولا مبالاة، واتكالية، والركون إلى مجدٍ لا نملك منه إلا الذكريات الجميلة والحسرة عليها. اتحاد الكرة لم يعمل كما ينبغي، يجب أن ندرك هذه الحقيقة جيدا ونحكم وفقها وفي منظورها، عمله كان قاصرا وغير مكتمل وليس به الاجتهاد والنظر إلى ما هو أبعد من تحقيق فوز اعتباري على منتخب عالمي في مباراة ودية. ولا بد أن تكون هناك محاسبة صارمة لاتحاد أحمد عيد ومعرفة الآلية التي عمل بها واعتمدها لتسيير أجندته في الاتحاد وإلى أي مدى تم تحقيقها، فنحن نعيش زمن العولمة والانفتاح الفكري والاعلامي الكافي للعمل بشفافية كاملة ومعلنة للجميع، فهذا منتخب وطن قبل كل شيء. كأس الخليج وتداعيات الانتكاسة ليست مقياساً لحال الأخضر (المجتهد)، فالأخضر أسوأ بكثير مما شاهدناه وسوف ينكشف الغطاء بصورة جلية في المعترك الآسيوي القوي إذا تم الحال على ما هو عليه الآن. ناديت كثيراً، وأعلنت مراراً أن لوبيز كارو ليس مدربا، ولم يمارس التدريب على أرض الميدان، ومهمته الرئيسة والأساسية هي التنظير على الورق فقط، وعلى هذا الأساس تم التعاقد معه. وقيادته لمنتخب بحجم المنتخب السعودي هي بلا شك منتهى الطموح لرجل متطلع للمجد غير قادر على تحقيقه؛ لأنه لا يملك الأدوات الكافية، في المقابل يعتبر انتكاسة بكل المقاييس للكرة السعودية التي كانت يوما تتطلع لما هو أبعد من المشاركة بكأس العالم. بعد رحيل باني الرياضة السعودية الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- لم تهتد الكرة السعودية على قائد بحنكته ورؤيته وحكمته وقدرته على صناعة المجد مهما حاولنا (مكيجة) المرحلة التي تلته بأي حال من الأحوال. ولن تقوم للكرة السعودية قائمة ما لم يكن هناك رجل على هرمها يملك كاريزما القائد القوي القادر على مجابهة الجيوش الاعلامية المنتفعة والمتطفلين أصحاب المصالح الشخصية والأجندات الخاصة. مازلنا نمنّي النفس بإعادة النظر في عمل الاتحاد والفكر المسيّر له والفلسفة التي يعتمد عليها القائمون عليه، ونبدأ بتصحيح المسار وإعادة الهيبة المفقودة منذ 2006 كآخر منجز حقيقي للكرة السعودية.