قرار مجلس الوزراء الذي أعلن عنه يوم الاثنين الماضي في جلسته التي عقدها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالموافقة على إنشاء هيئة عليا لتطوير المنطقة الشرقية تهدف إلى الإسهام في التطوير الشامل للمنطقة وتوفير احتياجاتها من المرافق العامة والخدمات؛ واحد من القرارات التاريخية والهامة بما يحمله من دلالات أولها تأكيد ما هو مؤكد من سهر القيادة وحرصها على المضي قدماً في تسريع حركة التطور الحضري والعمراني في كافة مناطق المملكة بما يتناسب مع احتياجات كل منطقة من المشاريع الحالية والمستقبلية، ويواكب التمدد العمراني والزيادات السكانية والتطور الديمغرافي الذي تشهده المنطقة الشرقية واحتياجاتها من البنى التحتية والخدمات التي تلبي متطلبات المجمعات والمناطق الصناعية والسكانية ومناطق الإنتاج. وإذا أضفنا إلى ما هو متوقع من الجهود والمهام التي سوف تقوم بها الهيئة، والميزانية الخاصة بالهيئة والمسؤوليات التي ستحملها تجاه المنطقة، إذا أضفنا ذلك إلى ما تقوم به أمانة المنطقة الشرقية والبلديات في المحافظات التابعة لها وجهود الجهات الأخرى كل فيما يخصه من مشاريع وخدمات، فإن ذلك- بلا شك- سوف يكوّن بمجموعه ملامح الصورة الجميلة الزاهية التي تحملها أحلام المواطنين وخيالهم لمستقبل المنطقة، وما ينتظرها من تطور سيجعلها- إن شاء الله- في مصاف المناطق الحضارية الأكثر تقدماً ومواكبة للإضافات الحضارية المستجدة في العالم المتمدن. ومما يزيد في أهمية القرار نصّه على أن تكون هذه الهيئة برئاسة سمو أمير المنطقة الشرقية الذي أسفرت جهوده المخلصة عن ولادة هذه الهيئة، والاختصاصات التي حددها القرار الذي فوّض لها رسم السياسة العامة لتطوير المنطقة وتنميتها، ومتابعة تنفيذ الخطط والمشاريع بالتنسيق مع مجلس المنطقة وأمانة المنطقة والأجهزة الأخرى فيها بما في ذلك إعداد الجدوى الاقتصادية للمشاريع والبرامج التي تنفذها منفردة أو بمشاركة الجهات الأخرى، وكذلك المشاركة في وضع خطط وميزانيات الجهات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة والهيئات وجمعيات النفع العام بما يضمن تحقيق التنمية المتوازنة في المنطقة. كل ذلك يحمل على التفاؤل والثقة أن المستقبل سيكون حافلاً بالانجازات التي ستُحدث نقلة نوعية في جميع المجالات- إن شاء الله-, ولعل هذا التفاؤل وحده لن يكون كافياً بل لا بد معه من استعدادنا كمواطنين ومسؤولين للاستجابة لاحتياجات المرحلة القادمة من البذل والمشاركة في صناعة المكتسبات والمحافظة عليها بالرأي والجهد والإخلاص وتحمل المسؤولية، كل منا في موقعه بدءاً من أعضاء مجلس المنطقة الذين يحملون إلى المسؤولين حاجات المواطنين وهمومهم وتوقعاتهم مروراً بمديري الإدارات والأجهزة الخدمية وحتى القطاع الخاص والأفراد؛ لأن كل هذه الجهات إذا اجتمعت سوف يكون ثمار تلاقحها يانعة وواعدة- إن شاء الله-. ولقد عبّرت البرقية التي رفعها سمو أمير المنطقة الشرقية إلى سمو ولي العهد عن مشاعر الامتنان والعرفان التي قابل بها أبناء المنطقة هذا القرار الذي لا يُستغرب مثله من قيادة تصل الليل والنهار في خدمة أبناء شعبها وراحتهم وبناء مستقبلهم.