أكد أمين عام هيئة تطوير المدينةالمنورة المهندس محمد بن مدني العلي أن الهيئة بدأت مهمة وضع خطط شاملة للمدينة لمدة لا تقل عن عشرين عاما بهدف تطوير المدينة ووضع الأسس والاستراتيجيات كي تصبح من أرقى المدن والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لسكان وزوار المدينة بما يتواءم مع مكانتها الدينية. وأبان المهندس العلي في حوار مع «عكاظ» أن الهيئة بصدد الاستعانة بخبراء ومحللين لوضع تصور ورؤية استراتيجية للمدينة في المستقبل يحدد من خلالها الأهداف وخطط التطوير إضافة إلى إجراء تقييم شامل للمنطقة المركزية واحتياجاتها المستقبلية بما يتواءم مع النمو السكاني وحجم الخدمات المقدمة. وكشف أمين عام هيئة تطوير المدينةالمنورة عن متابعة تصميم مشروع إنشاء محطة نقل عام ضمن المشروعات التطويرية التي ستحتضنها المناطق التي تمت إزالتها ضمن مشروع الساحات المحيطة بتوسعة المسجد النبوي الشريف. مشيرا في الوقت ذاته إلى تشكيل لجنة ستتولى مهمة تقدير العقارات المعترضة للتوسعة تمهيدا لاستكمال إجراءات نزع الملكيات. إلى نص الحوار: • هناك تساؤلات حول مهمات وطبيعة عمل هيئة تطوير المدينة، وهل مسؤولياتها تنحصر في تطوير المنطقة المركزية؟ أود في البداية أن أتقدم بخالص الشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وإلى سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على ما أولوه ويولونه لمدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام من رعاية واهتمام خاص، كما يطيب لي أن أنوه بجهود صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس هيئة تطوير المدينة ومتابعته المستمرة لنا وما يؤكده في كل مناسبة على أهمية أن تكون هذه المدينة من أفضل وأرقى المدن وأن الخدمات المقدمة فيها لساكنيها وزوارها على الوجه الذي يليق بمكانتها. أما بالنسبة لطبيعة عمل الهيئة ومهامها كما حددها الأمر السامي الكريم القاضي بتكوينها، متابعة توسعة المسجد النبوي الشريف، تطبيق المخطط الجديد للمنطقة المركزية وما يتطلبه من نزع ملكيات ومتابعة تنفيذ المشاريع العمرانية ضمن المخطط ومشروعات تنفيذ البنية التحتية للمنطقة المركزية والتحسين والتجميل وتنفيذ الطرق والتقاطعات وصيانتها، وضع خطط شاملة للمدينة المنورة لمدة لا تقل عن عشرين عاما، إضافة إلى مسؤولية الهيئة عن كافة أعمال التطوير ومسؤولية الهيئة تتعدى حدود المنطقة المركزية وتشمل المدينةالمنورة بكاملها وإن كان للمنطقة المركزية عناية خاصة لقربها من المسجد النبوي الشريف وللدور الذي تخدم به الحجاج والمعتمرين والزوار. • ما أبرز الخطط والدراسات المستقبلية التي تسعى هيئة تطوير المدينة لإعدادها؟ يجري حاليا متابعة الاستشاري المتخصص الذي تعاقدت معه الهيئة مسبقا لإعداد مخطط شامل للمدينة المنورة للتأكد من أن الخطط التي سيتم وضعها تلبي احتياجات المدينة وساكنيها وزائريها من الحجاج والمعتمرين وسوف يتم الاستعانة بعدد من الخبراء والمحللين والعاملين في شتى المجالات لوضع تصور ورؤية استراتيجية في المستقبل تحدد من خلالها الأهداف وخطط العمل لأعمال التطوير وسوف تحرص الهيئة على مشاركة جميع الجهات المعنية في ورش العمل التي ستتاح لمناقشة مخرجات المخطط للوصول إلى تصور مشترك يحقق تطلعات أولي الأمر لما ستكون عليه المدينة في المستقبل إن شاء الله. • وماهي الجهات التي ستشارك في مناقشة ملفات التطوير وتنفيذها وما أبرز الأدوار المناطة بتلك الجهات؟ لاشك أن هناك العديد من الجهات الحكومية وفقا للمهام المسندة إليها تقوم بأعمال تطوير مختلفة في المدينةالمنورة والأدوار التي تقوم بها هذه الجهات سوف تكون ضمن عملية التطوير المسؤولة عنها الهيئة وسوف تنسق هيئة تطوير المدينة مع كافة الجهات الحكومية المعنية أثناء وضع الخطط وأثناء تنفيذها للتأكد من هذه الخطط والأعمال تتكامل ولا تتعارض مع الخطط الشاملة التي تقرها الهيئة. • ماهي أول ملفات التطوير التي ستشرعون فيها؟ يجري حاليا تنظيم وترتيب مهام وأعمال الهيئة كما أننا بصدد التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة المشاركة في ملفات التطوير ليكون عملها منظما وبشكل متوائم تحت مظلة الهيئة بما يخدم الاستراتيجيات المستقبلية لتطوير المدينةالمنورة التي تعكف الهيئة على إعدادها وهذا بلاشك يمثل المرحلة الأولى من أعمال الهيئة، وفي المرحلة الثانية تسعى الهيئة للتركيز على ملف تطوير المنطقة المركزية وإجراء تقييم شامل لوضعها الحالي من حيث الخدمات المتوفرة والاحتياجات المستقبلية باعتبارها تمثل واجهة مهمة جدا وتستقطب زوار المسجد النبوي الشريف، وفي الوقت ذاته ستتم مناقشة إيجاد استراتيجية شاملة لتطوير المدينةالمنورة عن طريق خطة مدتها 20 عاما تهدف إلى وضع كافة الاحتياجات للعقدين المقبلين وإيجاد التوازن المطلوب بين النمو السكاني وحجم الخدمات وشبكات الطرق والمرافق. • وكم تبلغ ميزانية الهيئة في بداية نشأتها؟ وما هي المدة التي تحتاجها الهيئة لتنفيذ المشروعات الجديدة بعيدة المدى؟ تعكف الهيئة حاليا وبالتنسيق مع هيئة تطوير مكةالمكرمة على فصل ميزانية الهيئة السابقة لمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة وتوزيعها بين الهيئتين بعد فصلهما وسوف يتم الانتهاء من ذلك قريبا، وسوف يكون ما خصص للمدينة منطلقا لوضع ميزانية مستقبلية لها تلبي الاحتياجات المستقبلية للهيئة وفقا للمهام المسندة إليها. • ماذا بشأن ملف درء مخاطر السيول وإنشاء السدود هل تعد ضمن اهتمامات ومسؤوليات الهيئة، وما تقييمكم لمشاريع السدود وتصريف مياه الأمطار القائمة وهل هي كافية؟ الهيئة مسؤولة عن كافة أعمال التطوير وبالتالي فإنها أيضا مسؤولة عن المحافظة على ما يتم تنفيذه من أعمال، وكما هو معلوم فإن مخاطر السيول على المدن كبيرة إذا لم تحترم مجاريها، ومن الضروري وجود نظام تصريف متكامل للأمطار لمنع تلك الأخطار عن المواطنين والمنشآت والبنى التحتية، أما بالنسبة لسؤالك حول جدوى المشاريع الحالية وكفايتها لدرء خطر السيول فهذا الحكم سابق لأوانه فالهيئة لم يمض على تكوينها سوى فترة قصيرة وسيتم التنسيق مع الجهات المعنية وبالذات أمانة المدينة للاطلاع على مالديهم من دراسات ومشاريع وتقييمها من قبل جهات متخصصة في حال تطلب الأمر ذلك من أجل تلافي الأخطار المتوقعة من السيول. • أوضح أمير منطقة المدينة رئيس هيئة التطوير ذات يوم أن أسباب تأخير استكمال مشروع الطريق الدائري الأول وجسر السلام تعود إلى أسباب فنية فهل لنا أن نعرفها؟ بالفعل كما أخبر سموه أن تأخير المشروع كان لأسباب فنية نتجت عن الحاجة إلى إعادة النظر في التصميم المعتمد للتقاطع والمقاول بدأ أخيرا العمل في المشروع حيث يجري حاليا نقل الخدمات وسيتم الانتهاء من المشروع في أقرب وقت ممكن ولأهمية الحفاظ على سلامة المشاة يجري التنسيق حاليا مع المقاول لإجراء التعديلات الضرورية للتصميم إن تطلب الأمر لخدمة حركة المشاة. • يشتكي البعض من تعطل بعض المشاريع في المنطقة المركزية وتأثيرها على حركة السير لاسيما في موسم الحج ورمضان .. فهل لدى الهيئة خطط لمعالجة التكدس المروري؟ من أهم أولويات الهيئة دراسة الحركة المرورية في المدينةالمنورة وبالذات في المنطقة المركزية ومعالجة أي إشكالات متوقعة من تزايد عدد السكان والحجاج والزائرين ويجري حاليا تقييم عام للوضع المروري في المدينة بغرض إيجاد حلول مناسبة لمعالجة مشكلة تكدس الحركة ومن أهم المشروعات المستقبلية التي باتت محل اهتمام الهيئة هي إيجاد وسيلة نقل عام مع تنفيذ عدد من التقاطعات التي تسهل الحركة. • ماذا بشأن العقارات المنزوعة لصالح التوسعة الشرقية للحرم النبوي، هل تم تقدير حجم التعويضات؟ وما أبرز المشروعات التي تستهدف الأحياء التي شملتها الإزالة؟ فيما يتعلق بالعقارات المنزوعة تم تشكيل لجنة لتقدير العقارات المعترضة للتوسعة وقريبا سيتم الانتهاء من أعمال التقدير والبدء في إكمال إجراءات نزع الملكية لتحقيق الأمر السامي الكريم المتضمن زيادة الساحات المحيطة بالحرم النبوي وزيادة عدد المواضئ ودورات المياه ويجري حاليا متابعة تصميم مشروع إنشاء محطة نقل عام بما يحقق هذا الغرض.