وقّعت قوات الدعم السريع ميثاقاً لتشكيل «حكومة موازية» في السودان مع طرف كان معادياً لها، وهو ما من شأنه أن يكسبها مساحات مهمة من الأراضي ومقاتلين ومنافذ حدودية، بحسب محللين. يشهد السودان منذ أبريل 2023 حرباً بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ما خلف عشرات آلاف القتلى وشرد أكثر من 12 مليون شخص، وأدى إلى انتهاكات جسيمة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان. وحتى الأسبوع الماضي، كان هناك طرف ثالث في النزاع يقاتل القوتين المتصارعتين في جنوبي البلاد، هو الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو. وعلى نحو غير متوقع، ظهر هذا القائد المتمرد في نيروبي الأسبوع الماضي وكانت جماعته أحد الموقعين الرئيسين مع قوات الدعم السريع على ميثاق لتشكيل حكومة «سلام ووحدة» موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم في السودان. وإذا ما انضم مقاتلوه المتمرسون إلى قوات الدعم السريع فإن ذلك قد يزيد قوتها بشكل كبير، وفق محللين. كذلك، يمكن لهذا التحالف الجديد أن يوفر منفذاً حدودياً رئيساً نحو دول شرق إفريقيا الداعمة لقوات الدعم السريع. وقد سيطرت قوات الدعم السريع على إقليم دارفور بكامله تقريباً، لكنها غير قادرة على ترسيخ سيطرتها هناك، ويبدو أنها على وشك خسارة العاصمة الخرطوم بكاملها أمام الجيش السوداني. وقال مارك لافيرن الأستاذ في جامعة تور الفرنسية لوكالة فرانس برس: إن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «في حالة تراجع». وأضاف لافيرن المتخصص في الشأن السوداني «يمكن لمقاتلي الحلو المحترفين أن يقدموا له مساعدة يحتاج إليها». ووفقاً للصحافي السوداني مصطفى سري، تسيطر المجموعتان معا على ما يصل إلى «65 % من السودان». وقال لوكالة فرانس برس: إن أفضل ما يخدم مصالحهما المشتركة هو دمج «القوات العسكرية والمناطق الشاسعة التي تسيطران عليها».