أثبتت الاحصاءات ان 95% من الحوادث المرورية سببها الرئيسي هو السائق وسلوكه، وقد يقترن سلوك السائق بأحد العوامل الثلاثة التالية، وهي تعطل المكابح أو الاطارات أو المقود، تصميم الطرق، ضعف صيانة الطرق. ومعظم هذه الحوادث ناتجة عن اللامبالاة بالسرعة الزائدة او السلوك العدواني، ومن هنا يجب علينا ان ننظر للأمر بأهمية قصوى.. فما الذي يجعل لسلوكياتنا كسائقين النسبة الأكبر؟ ديننا الحنيف حثنا على التسامح والتعاون، فلماذا لا نطبق ما تعلمناه في شوارعنا وعلى طرقاتنا؟ فالتسامح مع الاخرين واعطاء الطريق حقه، هو سبب بمشيئة الله للحد من الحوادث، وأن نلتمس العذر للآخرين فربما يكون للسائق الاخر ظروف خارجة عن ارادته كمرض أو إعاقة أو غيرهما من الانفعالات النفسية اللاشعورية. سأذكر لكم أعزائي القراء أحد المواقف التي استوقفتني كثيراً وعلمتني واستفدت منها حقاً، ذات يوم كنت قد رأيت احد السائقين قد استغرق وقتا طويلا ليوقف سيارته فما كان من الذين قبعوا خلفه إلا أن بدأوا بإطلاق اصوات المنبهات المزعجة والتلفظ بألفاظ نابية، وعندما ترجل عن سيارته سبقه عكازه الذي يتكئ عليه، فظهر العار والخزي على وجه الممتعضين وتعاطف معه الجميع.. كل ما نحتاجه هو التغيير الايجابي لسلوكياتنا، وأن نكون اكثر تسامحا لنكسب الأجر من الله، ونحافظ على سلامتنا وسلامة الغير، فهي امانة واجب علينا حمايتها، والأكثر أهمية من هذه الأسباب هو التركيز على توعية الشباب بخطر السرعة والقيادة المتهورة، وأن يكون للجانب النفسي مجال اكبر في التوعية والتوجيه. أخيراً وليس آخراً، أنصح بتوجيه الشباب لتغيير سلوكيات القيادة لديهم، وأن يشاهدوا من أصيبوا جراء الحوادث الخطيرة والشنيعة فسيكون التأثير أقوى بزيارة المستشفيات ورؤية الحالات والأزمات، فمنهم من أصبح المستشفى منزله لأكثر من عشرين عاماً؛ وذلك بسبب حادث كانت نتيجته المعاناة الدائمة.