بعد ازدواجية طريق الطائفالباحة خفّت الحوادث المرورية على ذلك الطريق بشكل كبير ولله الحمد , وذلك بفضل الله تعالى ثم بمجهودات الدولة الموفقة في إطار حرصها على إنشاء طرق آمنة ومريحة وعلى أفضل المواصفات الدولية . فمشكلة الطرق كانت تمثل احد أسباب وقوع الحوادث الدامية , وتبقى المركبة والسائق طرفان يشكلان خطرا ما لم تُتّخذ التدابير اللازمة لمعالجة تلك الأسباب .. وأهمها الرقابة المرورية المستمرة بصورة مباشرة بواسطة رجال المرور بل رجال الأمن عموما . أو من خلال كاميرات ساهر وغيرها ونشرها على كافة الطرق , بحيث يتحوّل الهدف إلى أسلوب توعوي وتثقيفي بدلا من الهدف التحصيلي لقيمة المخالفات . فمن المفترض أن يكون هناك تدرجّ في المخالفات المرورية المتكررة من ذات الشخص , فمثلا لو تجاوز أحد قائدي السيارات السرعة المحددة لعدد معيّن في الشهر أو الفصل تزيد عليه قيمة المخالفة عن سابقتها في كلّ مرّة , بدلا من الزيادة التي تلحق بالسائق نتيجة تأخير السداد دونما مبرر . فعندما يكون التّسديد هدفا تضيع الأهداف الأكثر أهمية لتحقيق السلامة المرورية و وبالتالي يستمر مسلسل المخالفات والحوادث والمشكلات . ولعل زيادة وعي السائقين وضبط سلوكهم أثناء القيادة هو الأمر المهم .. ليعلم كلّ واحد منهم خطورة السرعة وخطورة قطع الإشارات الضوئية والتجاوزات والسير بمركبات ضعيفة الكوابح أو بدون أنوار وبلا مساحات وغيرها ... وأثر ذلك على حياتهم وحياة الآخرين , فربما استشعر هذا كلما أمسك بمقود سيارته ليحاسب نفسه قبل الوقوع في أي مخالفة . ومن المهم جدا استدعاء أي قائد مركبة تزيد مخالفاته المرورية وأن يكون في برناج ساهر جدول إحصائي لمخالفات كل سائق ليتمّ على ضوئها محاسبته لو تعدّت المعقول حتى لو استدعى الأمر سحب رخصة القيادة , أو باتخاذ أي إجراءات تحميه وتحمي الآخرين من خطورة القيادة المتهوّرة والرّعونة والّلامبالاة .. التي عادة ما تكون سببا في الحوادث المؤلمة والتي تنتج عنها الوفيات والإعاقات والإصابات ....وما يتبعها من مشكلات أخرى . ومن المهم كذلك أن تزيد جرعات التّوعية من قبل الجهات المعنية ومن خلال وسائل الإعلام والاتصال قبل مواسم الإجازات وعند مواسم الأمطار وأوقات الغبار والضباب ... وعلى مدار العام فلا شك أنه سيكون لها أثر جيد بكل تأكيد. فبعض الحوادث تقع بسبب الجهل ببعض الجوانب , فكم من حوادث حصلت نتيجة الانزلاق مع بداية سقوط الأمطار , حيث تتشكّل طبقة رغوية على سطح الأزفلت من آثار الإطارات والزيوت ونحوها مما يؤدي إلى انزلاق أي سيارة مندفعة بقوة في المنعطفات لعدم استجابة الكوابح مع هذه المادة الصابونية . كما أن تجمع التربة والرمال والأحجار الصغيرة على أطراف الطريق تتسببّ كذلك في حوادث الانقلاب بما ينجم عنها من نتائج مؤسفة , لأن هناك من يسير بنفس السرعة في الظروف الطبيعية .. دون أن يدرك حجم المخاطر التي قد تودي بحياته وحياة غيره . كما أن حوادث الأمطار قد تشترك فيها مجموعة سيارات في وقت وكان واحد , في أوقات الضباب , مما يستدعي كل الجهات المعنية والوسائل الإعلامية التنبيه والتحذير والتوعية والتثقيف من أجل السلامة , ولكيلا يقع ما لا تحمد عقباه . سائلين الله القدير أن يحفظ الجميع من كل مكروه.