دعت أرامكو السعودية ، بوصفها شركة الطاقة والبتروكيماويات المتكاملة ، إلى تحقيق درجة أكبر من التكامل والابتكار والتعاون في صناعة البتروكيميائيات في منطقة الشرق الأوسط بالكامل ، وذلك من أجل إطلاق الطاقات الصناعية للمنطقة وتحقيق " عقد ذهبي " من حيث النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل. وأوضح رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح أن التنمية الإقليمية في صناعة البتروكيميائيات ركزت على مدى العقد المنصرم على تصنيع السلع الأساسية للتصدير عن طريق الاستفادة من الميزات التي نتمتع بها في مجال اللقيم واقتصاديات الإنتاج الضخم والبنية التحتية الصناعية الكبيرة ، حيث كان النمو بصورة أفقية بدلاً من تحقيق التكامل الرأسي . جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال المنتدى السنوي للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، الذي يعقد في دبي خلال 24 -25 نوفمبر 2014م تحت شعار "الوجهة الاستراتيجية لصناعة الكيماويات، ما الخطوة التالية؟ " ، بحضور العديد من الصناعيين العالميين . وأبان أن النموذج الحالي لن يمكن من إطلاق الطاقة الكاملة لأن مشهد الصناعة العالمية يتغير بصورة سريعة ويوجد منافسين أقوياء ، مشيرًا إلى أنه يمكننا من خلال استغلال هذه الإمكانيات واستخدام ما تملكه المنطقة من تقنيات وقدرات بشرية على مستوى عالمي , المساعدة في تحقيق التنويع الاقتصادي السريع وإنشاء قطاعات تصنيعية عالية القيمة ، وكذلك إيجاد الملايين من فرص العمل الجديدة التي تتطلب مهارات عالية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الشباب بين سكان المنطقة . وتناول الفالح أربع ضرورات رئيسية مطلوبة لإطلاق إمكانيات المنطقة ، تشمل " تطوير مجموعة متوازنة من أنواع اللقيم الكيميائي لدفع عجلة النمو الاقتصادي المرن في مختلف القطاعات الاقتصادية , وتحسين البنية التحتية لصناعة الكيميائيات في المنطقة لبناء قدرات عالمية المستوى ورفع وتيرة الابتكار , إضافة إلى مضاعفة أعداد الأطراف المشاركة في الصناعة عن طريق تشجيع قطاع مزدهر من المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز ريادة الأعمال , وتحقيق درجة أعلى من التكامل وتحقيق إنجازات حيوية ملموسة بهدف مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة في مجال البنية التحتية والتقنية والمهارات. وأفاد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أن المنطقة قد خطت خلال السنوات الخمس الماضية خطوات هائلة في تحسين مجمل أصولها البتروكيميائية غير أن الصناعة تمر الآن بمفترق طرق ، والقرارات التي تُتخذ اليوم وغدًا ستحدد الاحتمالات الخاصة بهذه المنطقة في إطار الاقتصاد العالمي على المدى البعيد , ومن خلال التعاون وخدمة المصالح المشتركة ، يمكن لصناعة الكيماويات في المنطقة أن تحول منطقة الشرق الأوسط بكاملها من منطقة معتمدة على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة ، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تشهد فيه صناعة البتروكيميائيات في المنطقة المزيد من التطور والنمو , فأنه من الملاحظ التحول الديموغرافي الذي تمر به المنطقة الذي يمثل الشباب فيه الجزء الأكبر. وأكد أن الشباب سيثبت ، على المدى البعيد ، أنهم أكبر ميزة تنافسية تمتلكها هذه المنطقة , موضحاً أن هؤلاء الشباب ، بما لديهم من طاقة واستعداد لاستخدام التقنيات الحديثة ، وبما يمتلكونه في جيناتهم الوراثية من ميل إبداعي للخروج على الأنماط القديمة ، يمكنهم إحداث الفرق ودفع عجلة هذه الصناعة إلى الأمام , لافتاً إلى أنه يتعين على الجميع تقبل التغيير والعمل على إشراك المواهب الشابة . واختتم الفالح كلمته بدعوته قادة الصناعة البتروكيميائية في المنطقة إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق عصر ذهبي من حيث النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل ، مؤكداً بأن تحقيق هذا الهدف يتطلب من الجميع درجة أكبر من التكامل الفعال والابتكار والتعاون في مجال الصناعة البتروكيميائية , مشيرًا إلى أنه آن الآون لكي نحول الرؤية إلى واقع ملموس من خلال مضاعفة التعاون التجاري والتقني ورفع وتيرة التغيير إجمالاً.