قالت أرامكو السعودية إن استثمارات قطاع المصب (التكرير والتوزيع) ستتجاوز 100 مليار دولار على مدار عشر السنوات المقبلة مع توقع زيادة الطلب العالمي بمقدار الربع في 25 عاما. وقال خالد الفالح الرئيس التنفيذي للشركة في مؤتمر للبتروكيماويات في البحرين أمس الأول إن توقعاته للاستثمارات تستند إلى قناعته باستدامة الطلب العالمي على المدى الطويل. ولخص كبير إداريي أرامكو التنفيذيين الفالح، الفرص التاريخية المتاحة لصناعة التكرير والبتروكيماويات في منطقة الخليج وكيفية استثمارها، وذلك في كلمة له بعنوان "القوة الاقتصادية واستثمارات الصناعة التحويلية"، في مؤتمر الشرق الأوسط للتكرير والبتروكيماويات "بتروتك 2014"، المنعقد في البحرين تحت شعار "السبيل إلى صناعة تحويلية مزدهرة في ظل واقع جديد". وأشار الفالح إلى أنه خلال العقود الثلاثة الماضية صدرت منطقتنا بصورة أساسية سلعا بتروكيماوية منخفضة القيمة، إذ فضلت استيراد التقنيات التي تساعد على التخصص في تنويع المنتجات، وبالتالي تمكن من إنشاء صناعات ثانوية وسلع جاهزة للتصدير، بدلا من إضافة قيمة عالية على المواد الهيدروكربونية. مؤكدا أن أفضل وسيلة للحصول على القيمة الحقيقية لأعمالنا التحويلية في المنطقة ستكون من خلال الأثر الاقتصادي المضاعف للتجمعات والمناطق الصناعية المضيفة للقيمة، وأنشطة البحث والتطوير القائمة على المعرفة، وشركات الهندسة، والخدمات المساندة، الأمر الذي يقود إلى تحقيق الأهداف الرئيسة الثلاثة للتنمية في المنطقة، وهي: تحقيق نمو اقتصادي قوي، تنوع كبير في القاعدة الصناعية، توفير فرص العمل على نحو مستدام. وقدم صورة مفصلة عن "ركائز النجاح الجديدة"، التي من شأنها أن تنهض بقطاع الصناعات التحويلية في المنطقة إلى مستويات أعلى جديدة إقليميا وعالميا،. وذكر في هذا الصدد أن أرامكو السعودية تقوم ببناء ثلاث مصاف للتحويل الكامل بطاقة 400 ألف برميل لكل منها، وهي مصفاة جازان المملوكة للشركة بالكامل، ومصفاتا ساتورب وياسرف، المشروعان المشتركان مع كل من توتال وسينوبك على التوالي، بالإضافة إلى بناء أو توسيع مجمعين بمقاييس عالمية للكيميائيات، هما مجمع صدارة مع شركة داو كيميكال ومجمع بترورابغ مع سوميتومو كيميكال. أما العنصر الثاني، فيتمثل في الاستفادة من وفورات الحجم من خلال دمج أعمال التكرير والكيميائيات والزيوت من أجل إضافة القيمة وتنويع الأعمال، خاصة وأن المستقبل يكمن في التكامل عبر سلسلة القيمة بأكملها، بحيث يتم توجيه إمدادات النفط الخام إلى مرافق التكرير والكيمياويات التي تغذي بدورها قنوات التوزيع والتسويق، فضلا عن التجمعات الصناعية المحيطة. وتكون نتيجة ذلك الخروج بمجموعة من الأعمال المضيفة للقيمة والمتكاملة بإحكام، بدءا من اللقيم إلى المنتج النهائي. واتساقا مع أهداف أرامكو السعودية الخاصة بالمجمعات الصناعية، فإنها تعمل مع شركائها على تطوير اثنتين من المناطق الصناعية المضيفة للقيمة، إحداهما في رابغ والأخرى في الجبيل الصناعية، اللتين جذبتا بالفعل عشرات المستثمرين في المجالات ذات القيمة المضافة العالية. كما أن أرامكو السعودية هي أحد المساهمين في الشركة العربية السعودية للاستثمار الصناعي الجديدة التي يبلغ رأس مالها 2 بليون ريال، وتركز على الصناعات التحويلية المعتمدة على البتروكيماويات والبلاستيك والأسمدة والصلب والألومنيوم، بينما الركيزة الثالثة ركزت على أهمية إنشاء المرافق على مقربة من الأسواق الرئيسة مع تنميتها بدرجة كبيرة على المدى الطويل وضمان ارتباطها بشبكات تسويق قوية في تلك البلدان، فقرب المعامل والبنية التحتية ذات النطاق العالمي من مراكز الطلب في المستقبل يعد أمرا حيويا. وأكد الفالح أن أرامكو السعودية تسعى لأن تكون رائدة عالمياً ليس في مجال التصنيع فحسب، بل في تطوير تقنيات التحويل.