أكد رئيس «أرامكو السعودية» كبير إدارييها التنفيذيين خالد بن عبدالعزيز الفالح أمس أن الشركة تبني ثلاث مصافٍ للتحويل الكامل بطاقة 400 ألف برميل لكل منها، وهي مصفاة جازان المملوكة للشركة بالكامل، ومصفاتا «ساتورب» و»ياسرف»، المشروعين المشتركين مع كل من «توتال» و»سينوبك» على التوالي، إضافة إلى بناء مجمعين بمقاييس عالمية للكيماويات وتوسيعهما، هما مجمع «صدارة» مع شركة «داو كيميكال» ومجمع «بترورابغ» مع «سوميتومو كيميكال». ولخص في كلمته خلال «مؤتمر الشرق الأوسط للتكرير والبتروكيماويات» (بتروتك 2014) المنعقد في البحرين برعاية «أرامكو السعودية» تحت شعار «السبيل إلى صناعة تحويلية مزدهرة في ظل واقع جديد»، الفرص التاريخية المتاحة لصناعة التكرير والبتروكيماويات في منطقة الخليج وكيفية استثمارها. وأشار إلى «أن منطقة الخليج العربية صدرت خلال العقود الثلاثة الماضية بصورة أساسية سلعاً بتروكيماوية منخفضة القيمة واستوردت التقنيات بدلاً من أن تضيف أقصى قيمة للمواد الهيدروكربونية من خلال مزيد من تنويع المنتجات وتخصصها الذي يمكن بدوره لإنشاء صناعات ثانوية وتخصصية وإنتاج سلع مصنعة وشبه مصنعة للتصدير». وأكّد «أن أفضل وسيلة للحصول على القيمة الحقيقية لأعمالنا التحويلية في المنطقة ستكون من خلال الأثر الاقتصادي المضاعف للتجمعات والمناطق الصناعية المضيفة للقيمة ونشاطات البحث والتطوير القائمة على المعرفة وشركات الهندسة والخدمات المساندة، والذي من شأنه تحقيق الأهداف الرئيسة الثلاثة للتنمية في المنطقة وهي تحقيق نمو اقتصادي قوي، وتنوّع كبير في القاعدة الصناعية، وتوفير فرص العمل على نحو مستدام». وأوضح الفالح أن من ركائز النجاح الجديدة «خمسة عناصر من شأنها أن تأخذ قطاع الصناعات التحويلية في المنطقة إلى مستويات أعلى جديدة إقليمياً وعالمياً وأولها بناء معامل ضخمة للتكرير والكيماويات تتيح لها طاقتها الهائلة، وأن تستفيد من كفاءات التشغيل والحجم وأن تكون بمثابة مراكز للصناعات الثانوية والتخصصية». وقال إن العنصر الثاني هو في الاستفادة من وفور الحجم من خلال دمج أعمال التكرير والكيماويات والزيوت من أجل إضافة القيمة وتنويع الأعمال، «فالمستقبل يكمن في التكامل عبر سلسلة القيمة بأكملها، ليجري توجيه إمدادات النفط الخام إلى مرافق التكرير والكيمياويات التي تغذي قنوات التوزيع والتسويق، فضلاً عن التجمعات الصناعية المحيطة. وتكون نتيجة ذلك الخروج بمجموعة من الأعمال المضيفة للقيمة والمتكاملة بإحكام، بدءاً من اللقيم إلى المنتج النهائي». وأوضح أن الركيزة الثالثة تكمن في أهمية إنشاء هذه المرافق على مقربة من الأسواق الرئيسة مع تنميتها بدرجة كبيرة على المدى الطويل وضمان ارتباطها بشبكات تسويق قوية في تلك البلدان، لافتاً إلى أن قرب المعامل والبنية التحتية ذات النطاق العالمي من مراكز الطلب في المستقبل هو أمر حيوي، وأن هذا ما تقوم به «أرامكو السعودية» من بناء أو توسيع لهذه البنية في داخل المملكة وفي الأسواق ذات النمو المرتفع مثل الأسواق الأسيوية أو الأسواق ذات النمو المرتفع المتوقعة في أفريقيا. وأضاف الفالح أن العنصر الرابع هو التميز التشغيلي، «ويقصد به تحسين التكلفة وزيادة الموثوقية، وبالنظر إلى حجم الاستثمار، وهوامش الربح الضيقة في القطاع، والأهمية التجارية للقيمة المضافة، فإن الطريقة التي تُشغّل بها مرافق التكرير والكيماويات المتكاملة تعد من الأهمية بمكان». واختتم الفالح ركائز النجاح الخمسة بحديثه عن أهمية «التكنولوجيا المتقدمة» التي تعد من أهم الدوافع للتميز التشغيلي الذي يشكل مجال التركيز الخامس والأخير لجهود «أرامكو السعودية» في المجال التحويلي حيث يبدأ التركيز على التفوق التقني والابتكار بتقنيات المعالجة والتصنيع الأكثر كفاءة لإنتاج منتجات أكثر نظافة وتعظيماً للربحية. وأكد أن «أرامكو السعودية جزء من صناعة إقليمية وبيئة اقتصادية أكبر بكثير، وأن منطقة الخليج لن تكون في المستقبل مجرد محور مهم للنشاطات التحويلية، بل ستكون مركزاً للصناعة التحويلية العالمية، لأنها تمتلك كل المقومات اللازمة للنجاح المستدام، بما في ذلك المزيج الصحيح من الرؤية والإستراتيجية والموارد ورأس المال والبيئة الاستثمارية والمواهب والتقنيات التي تؤهلها لذلك». وأشاد وزير المال البحريني المشرف على النفط والغاز الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، بأهمية منطقة الخليج في الاقتصاد النفطي لامتلاكها أكبر احتياطات نفط وغاز عالمياً، وللنمو المتسارع فيها كونها مركز تكرير مهماً. وكان الوزير يتكلم خلال «بتروتك 2014». ونمت صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي 11 في المئة سنوياً خلال العقد الأخير، ونظراً إلى بناء مصافٍ عالمية جديدة في آسيا والشرق الأوسط، تبدو فرص نمو البتروكيماويات في المنطقة واعدة جداً.