استثمارات قطاع المصب (التكرير والتوزيع) في أرامكو السعودية ستتجاوز 100 مليار دولار على مدار السنوات العشر المقبلة، مع توقع زيادة الطلب العالمي بمقدار الربع في 25 عاما. هذا ما أكده الرئيس التنفيذي للشركة خالد الفالح في مؤتمر الشرق الأوسط للتكرير والبتروكيماويات «بتروتك 2014»، المنعقد في مملكة البحرين تحت شعار (السبيل إلى صناعة تحويلية مزدهرة في ظل واقع جديد) أمس الأول، وأضاف: أن توقعاته للاستثمارات تستند إلى قناعته باستدامة الطلب العالمي على المدى الطويل. وأوضح أن ارتفاع مستوى المعيشة في الدول النامية والنمو السكاني سيسهمان في نمو الطلب العالمي بمقدار الربع على مدى 25 عاما. وقال «إن الطاقة التكريرية للشركة ستصل إلى مابين 8 ، 10ملايين برميل يوميا خلال السنوات المقبلة. وكانت أرامكو قالت في 2012 إنها تهدف للوصول بطاقة التكرير إلى ثمانية ملايين برميل يوميا». وأضاف: في كلمة بعنوان «القوة الاقتصادية واستثمارات الصناعة التحويلية»، لخّص فيها الفرص التاريخية المتاحة لصناعة التكرير والبتروكيماويات في منطقة الخليج وكيفية استثمارها. وأكد أن أفضل وسيلة للحصول على القيمة الحقيقية لأعمالنا التحويلية في المنطقة ستكون من خلال الأثر الاقتصادي المضاعف للتجمعات والمناطق الصناعية المضيفة للقيمة، وأنشطة البحث والتطوير القائمة على المعرفة وشركات الهندسة والخدمات المساندة، ما من شأنه تحقيق الأهداف الرئيسة الثلاثة للتنمية في المنطقة وهي: تحقيق نمو اقتصادي قوي، وتنوع كبير في القاعدة الصناعية، وتوفير فرص العمل على نحو مستدام. ثم تطرق وبشيء من التفصيل إلى ما أسماه ب «ركائز النجاح الجديدة»، وهي خمسة عناصر من شأنها أن تأخذ قطاع الصناعات التحويلية في المنطقة إلى مستويات أعلى جديدة إقليميا وعالميا. أول هذه العناصر بناء معامل ضخمة للتكرير والكيميائيات، تتيح لها طاقتها الهائلة أن تستفيد من كفاءات التشغيل والحجم، وأن تكون بمثابة مراكز للصناعات الثانوية والتخصصية. بالإضافة إلى الطاقة التكريرية والكيماوية الحالية لأرامكو السعودية، فإنها تقوم ببناء ثلاث مصاف للتحويل الكامل بطاقة 400 ألف برميل لكل منها، وهي: مصفاة جازان المملوكة للشركة بالكامل، ومصفاتا (ساتورب، وياسرف) المشروعان المشتركان مع كل من توتال وسينوبك على التوالي، إضافة إلى بناء أو توسيع مجمعين بمقاييس عالمية للكيميائيات هما: مجمع (صدارة) مع شركة داو كيميكال، ومجمع (بترورابغ) مع سوميتومو كيميكال. ويتمثل العنصر الثاني في الاستفادة من وفورات الحجم من خلال دمج أعمال التكرير والكيماويات والزيوت من أجل إضافة القيمة وتنويع الأعمال، حيث إن المستقبل يكمن في التكامل عبر سلسلة القيمة بأكملها، بحيث يتم توجيه إمدادات النفط الخام إلى مرافق التكرير والكيمياويات التي تغذي بدورها قنوات التوزيع والتسويق، فضلا عن التجمعات الصناعية المحيطة. وتكون نتيجة ذلك الخروج بمجموعة من الأعمال المضيفة للقيمة والمتكاملة بإحكام، بدءا من اللقيم إلى المنتج النهائي. واتساقا مع أهداف الشركة الخاصة بالمجمعات الصناعية، فإنها تعمل مع شركائها على تطوير اثنتين من المناطق الصناعية المضيفة للقيمة، إحداهما في رابغ والآخر في الجبيل الصناعية. كما أن أرامكو أحد المساهمين في الشركة العربية السعودية للاستثمار الصناعي الجديدة التي يبلغ رأس مالها 2 مليار ريال، وتركز على الصناعات التحويلية المعتمدة على البتروكيماويات والبلاستيك والأسمدة والصلب والألومنيوم. وتطرق الفالح في الركيزة الثالثة إلى أهمية إنشاء هذه المرافق على مقربة من الأسواق الرئيسية مع تنميتها بدرجة كبيرة على المدى الطويل وضمان ارتباطها بشبكات تسويق قوية في تلك البلدان. فقرب المعامل والبنية التحتية ذات النطاق العالمي من مراكز الطلب في المستقبل هو أمر حيوي. وأشار إلى أن هذا ما تقوم به أرامكو من بناء أو توسيع لهذه البنية في داخل المملكة وفي الأسواق ذات النمو المرتفع مثل الأسواق الآسيوية أو الأسواق ذات النمو المرتفع المتوقعة في أفريقيا. أما العنصر الرابع فهو التميز التشغيلي، ويقصد به تحسين التكلفة وزيادة الموثوقية. فبالنظر إلى حجم الاستثمار، وهوامش الربح الضيقة في القطاع، والأهمية التجارية للقيمة المضافة، فإن الطريقة التي تشغل وتدار بها مرافق التكرير والكيماويات المتكاملة تعد من الأهمية بمكان. واختتم الفالح ركائز النجاح الخمسة بحديثه عن أهمية «التكنولوجيا المتقدمة» التي تعتبر من أهم الدوافع للتميز التشغيلي الذي يشكل مجال التركيز الخامس والأخير لجهود الشركة في المجال التحويلي، حيث يبدأ التركيز على التفوق التقني والابتكار بتقنيات المعالجة والتصنيع الأكثر كفاءة لإنتاج منتجات أكثر نظافة وتعظيما للربحية. وأكد أن أرامكو السعودية تسعى لأن تكون رائدا عالميا ليس في مجال التصنيع فحسب، بل في تطوير تقنيات التحويل كذلك. وأعلنت «أرامكو» عزمها المساهمة في دعم الاقتصاد بصورة أكبر من خلال إيجاد نحو نصف مليون فرصة عمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة في أنحاء المملكة خلال السنوات المقبلة. وقالت «أرامكو» في تقريرها السنوي لعام 2013 الذي أورده موقع «أرقام» على الإنترنت «إن استثماراتها المستقبلية ستفتح الأبواب للأجيال المقبلة للحصول على وظائف في قطاع الطاقة».