يتوجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأسبوع القادم إلى فرنساوإيطاليا في أول جولة أوروبية له. واستعادت مصر دورها منذ الفوز الساحق للسيسي في الانتخابات في وقت سابق هذا العام، وعزز تلك العودة دورها المحوري في محاربة التطرف المسلح في المنطقة. والجولة التي تستمر أربعة أيام ويلتقي خلالها السيسي بقادة الدولتين تهدف إلى تنسيق الرد على الاقتتال بين القوات الحكومية والميليشيات الإسلامية في ليبيا، إضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية. وقال المتحدث الرئاسي علاء يوسف: «إن الجانبين سينظران في تعزيز التعاون على كل الأصعدة». والجولة التي تبدأ الاثنين تأتي فيما يخوض الجيش المصري معارك ضد التطرف المسلح في شبه جزيرة سيناء مما أدى إلى مقتل العشرات من عناصر الشرطة والجيش. والشهر الماضي قتل 30 جنديًا مصريًا في هجوم انتحاري قرب العريش عاصمة شمال سيناء، مما أدى إلى إعلان حال الطوارئ ومنع التجول في العديد من المناطق. والتقى السيسي نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، كما استقبل وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين في القاهرة. ومن المتوقع أن يناقش الرئيسان ردًا على النزاع في ليبيا، حيث تقاتل ميليشيات إسلامية وحلفاء لها حكومة ضعيفة ولكن تحظى بدعم دولي. وتؤكد كل من مصر وفرنسا أن «التهديد الإرهابي» في ليبيا يجب أن يعطى نفس الاهتمام كتنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات من العراق وسوريا، وبايعته جماعات مسلحة في سيناء. ونفت مصر تقارير عن قيامها بتسهيل ضربات جوية نفذتها الإمارات العربية المتحدة حليفها المقرب ضد ميليشيات في ليبيا. وقال الباحث في مجموعة الطوارئ الدولية إسكندر العمراني: «إن أكثر ما يقلق فرنسا في ليبيا هو احتمال أن يصبح الجنوب الليبيي مرتعًا للإرهابيين والمهربين والمتطرفين خاصة بالنسبة لمالي»، حيث قامت عملية عسكرية بقيادة أمريكية العام الماضي أدت إلى إقصاء متطرفين. وفي إيطاليا التي يزورها أولًا، يلتقي السيسي البابا فرنسيس في الفاتيكان الإثنين، بحسب ما أكدته وكالة آي ميديا للأنباء نقلًا عن مصادر دبلوماسية. وستكون هذه أول زيارة لرئيس مصري إلى الفاتيكان منذ 8 سنوات. ومن المرجح أن تتركز المحادثات على العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية وجامعة الأزهر. وقالت وكالة الأنباء الإيطالية أنسا: إن السيسي سيجري محادثات مع رئيس الوزراء ماتيو رينزي ورجال أعمال. ومن المتوقع أن تدور المحادثات حول الاستثمارات وخفض الفقر وتدابير مكافحة الإرهاب. وكان السيسي قد زار روسيا بعد انتخابه في مايو 2014 واعتبرت تلك الزيارة استهانة بالولاياتالمتحدة. لكن جولة السيسي الأسبوع القادم تأتي فيما تستعيد مصر دورها بشكل متزايد على الصعيد الدولي، ويعود ذلك في جزء منه إلى عدو مشترك حيث تقوم الدول الغربية بقصف مسلحي تنظيم داعش في العراق وسوريا. وكانت جماعة أنصار بيت المقدس التي شنت عمليات دامية في مصر، قد أعلنت ولاءها للتنظيم الجهادي في وقت سابق هذا الشهر. من ناحيتها وعدت الولاياتالمتحدة باستئناف المساعدات العسكرية لمصر.