يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي غداً الإثنين، جولة أوروبية تشمل إيطالياوالفاتيكان وفرنسا، فيما أجرى أمس محادثات مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت عدّها مراقبون عودة مصرية إلى دورها في جهود السلام في الجنوب، كما استقبل وفداً موسعاً من مجتمع الأعمال السعودي ومبعوثاً صينياً. ويقوم السيسي غداً بزيارة هي الأولى لرئيس مصري إلى الفاتيكان منذ ثماني سنوات، حيث يستقبله البابا فرنسيس، في وقت ما زالت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان مقطوعة منذ العام 2011 عقب رد الأزهر بقوة على البابا السابق بينيديكتوس السادس عشر على خلفية تصريحات حول الاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية. ويتوقع مراقبون أن يتم بحث إحياء العلاقات بين الأزهر والفاتيكان على قاعدة تفاهم جديدة واحترام متبادل. ووفق مصادر مطلعة، فإن السيسي سيبحث في إيطاليا تطورات الأوضاع في المنطقة وتعزيز التعاون في ملفاتها خصوصاً في ليبيا، وبحث انطلاقة جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، والاستثمارات الإيطالية في مصر، وجهود مكافحة الإرهاب. وتعقب الزيارة الإيطالية للسيسي زيارة لفرنسا حيث يعقد قمة هي الأولى من نوعها مع الرئيس فرانسوا هولاند. وقالت المصادر إن ملفات زيارة السيسي لباريس تتضمن مكافحة الإرهاب خصوصاً تنظيم «داعش»، والقضية الفلسطينية، والتعاون الاقتصادي بين البلدين. وكان السيسي تلقى أمس أوراق اعتماد السفير الفرنسي في مصر أندريه باران وستة سفراء آخرين (اليابان، تشاد، كندا، ألبانيا، كوبا، وبيرو). إلى ذلك، استقبل السيسي في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وفداً موسعاً من ممثلي مجتمع الأعمال السعودي، برئاسة رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالرحمن الزامل، وذلك بحضور وزراء التجارة والصناعة والتموين والتجارة الداخلية والاستثمار المصريين وسفير المملكة في مصر أحمد عبدالعزيز القطان. وصرح الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف بأن السيسي رحب بوفد مجتمع الأعمال السعودي في مصر، لافتاً إلى ارتباط مناخ الاستثمار بالاستقرار «الذي لن يتأتى سوى من خلال مكافحة الإرهاب، والتصدي للأفكار المغلوطة التي تسيء إلى الدين الإسلامي». وأشاد السيسي بالدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «لتحقيق الاستقرار ولم شمل المنطقة العربية، وهو الأمر الذي يعكس حرصه على الأمتين العربية والإسلامية، فضلاً عن مواقف جلالته المشرفة إزاء مصر وشعبها»، مؤكداً «اهتمام مصر وحرصها على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق». كما أعرب السيسي عن تطلعه لنمو وازدهار الاستثمارات السعودية في مصر، مشيراً إلى الإجراءات التي يتم اتخاذها من أجل تحسين مناخ الاستثمار في مصر، وجذب الاستثمارات العربية والدولية، ومن بينها اعتزام الحكومة المصرية إصدار قانون الاستثمار الموحد، واتباع نظام «الشباك الواحد» لاِختصار الوقت والجهد اللازمين لإقامة الاستثمارات الجديدة، فضلاً عن السعي نحو تسوية أي مشكلات تعترض الاستثمارات السعودية القائمة في مصر. من جانبه، أعرب السفير السعودي عن خالص الشكر والتقدير للرئيس السيسي على الاهتمام الذي يوليه للاستثمارات السعودية في مصر، وتوجيهه بتشكيل لجنة لتسوية المشاكل التي تعوق بعضها، منوهاً إلى اعتزام عدد من كبار المستثمرين السعوديين إقامة شراكة في ما بينهم للاستثمار في مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وذلك باستثمارات تقارب بليوني جنيه. وصرح رئيس الوفد السعودي بأن أعداد المستثمرين السعوديين في مصر في زيادة مستمرة، وأن هناك ما يقرب من 3200 شركة سعودية تعمل في مصر بإجمالي استثمارات يتجاوز 22 بليون دولار، معرباً عن أمله في تكثيف زيارات الوزراء المصريين إلى المملكة للالتقاء بالشركات العملاقة وزيادة حجم الأعمال والاستثمارات. كما أشار إلى أن مصر أضحت مركزاً لتصدير المنتجات السعودية إلى الدول الإفريقية، معرباً عن أمله في التكامل بين السوقين المصرية والسعودية ونمو العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما يتناسب مع عمق العلاقات السياسية بينهما.