قبل عدة أيام صدر أمر ملكي كريم بتعيين الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد ليكون أميراً على منطقة نجران. و بهذا تكون منطقة نجران المحطة الثالثة لسمو الأمير في العمل الإداري، فيما يخص المناطق. فقد كان نائب أمير منطقة تبوك، ومن ثم نائب أمير المنطقة الشرقية وفي الوقت الحالي أصبح أمير لمنطقة نجران. وسجل الأمير جلوي حافل بالخبرات والتجارب، سواء أكان ذلك أثناء خدمته للوطن بالزي العسكري في القوات الخاصة أو كإداري في إمارة ثلاث مناطق كل منها له ميزة خاصة، ولكن كلها جزء من هذا الوطن الغالي. فقد كان سمو الأمير أحد من تشرفوا بخدمة هذا الوطن في أحد الأوقات العصيبة التي مرت على المنطقة أثناء حرب تحرير الكويت من خلال عمله في مجموعة لواء الإمام فيصل بن تركي المظلي. لقد كان لي شرف لقاء سمو الأمير جلوي أكثر من مرة في مناسبات عامة شأني شأن الكثير من المواطنين الذين يتوافدون على مكاتب الحاكم الاداري أو نائبه في كل منطقة متبعين ما عودتنا عليه قيادتنا منذ أن قام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بتوحيد المملكة، وذلك باتباع سياسة الباب المفتوح بين الحاكم والمحكوم. وفي مجلسه دائما ما نرى من سموه الأذن الصاغية لأحاديث المواطنين ونسمع في أحاديثه نبرة التفاؤل مع الصغير و الكبير، وأكثر من ذلك نجد أريحية في مجلسه بتواضعه المعروف عنه. وشيء آخر ملفت للنظر عند سماع أحاديثه هو سعة اطلاعه و ثقافته في الكثير من الأمور سواء أكانت أمورا في الشأن الداخلي أو فيما يتعلق بالخارج. وقد رأى أهالي المنطقة الشرقية نشاطه الكبير في تذليل الكثير من العقبات التي تصادف المواطن وشاهدوا كيف يتفاعل مع كل موؤسسة سواء أكانت حكومية أو أهلية في سبيل الرقي بهذه المنطقة. وفي الأيام القليلة الماضية رأى الكل تفاعله مع أحداث مؤسفة حصلت في أحد قرى الأحساء وكيف أنه كان من أوائل من تواجدوا في قلب الحدث ليتحدث مع الجميع ضارباً أروع الأمثال في إبراز العلاقة بين الحاكم و المحكوم. وليقول بملء فيه بأن اللحمة الوطنية أكبر من الإرهاب. لقد أمضى سمو الأمير جلوي سنوات في المنطقة الشرقية، كان فيها العون لأمراء المنطقة. وكان حلقة وصل بين الأهالي وولاة الأمر، وأكثر من ذلك كان حبه للأهالي وحب الأهالي له هي السمة الواضحة المعالم. بالطبع، سيغادرنا سيدي سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز إلى منطقة نجران الغالية على قلوبنا، ولكن سموه سيكون دائماً معنا. و سيكون ذكره الطيب حاضرا في مجالسنا وأحاديثنا. وهنيئاً لمنطقة نجران وأهلها المعروف عنهم النخوة والكرم والشهامة ليكون سموه ذا أثر على مشاريع التنمية والتطور والرقي لمنطقة في موقع يعتبر من أهم المواقع الإستراتيجية على حدود وطننا الحبيب. والخبرات التي يتمتع بها سمو الأمير ستكون معيناً لا ينضب أثناء خدمته لوطنه في منطقة نجران. وما تعيين سمو الأمير جلوي على هذه المنطقة، إلا انعكاس يأتي من حرص حكومتنا الرشيدة على نهضة المنطقة وتحقيق احتياجات أبنائها. إن خدمة سمو الأمير جلوي سواء أكانت في منطقة تبوك أو المنطقة الشرقية أو منطقة نجران ما هي إلا خدمة تكمل بعضها البعض. وفي الختام نتمنى لسمو الأمير التوفيق والسداد في منصبه الجديد وندعو من الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا ولاة أمرنا ويديم علينا نعمة الأمن و الأمان. * كاتب و محلل سياسي