أورد موقع الرئاسة العراقية أن نوري المالكي نائب الرئيس سوف يتوجه إلى طهران «مطلع الأسبوع»، في زيارة «رسمية»، بناء على دعوة رسمية من المسؤولين الإيرانيين «بهدف تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين» طبقاً للموقع. ويبدو أن توقيت زيارة المالكي لإيران ذات مغزى إذ يفترض ان تجري في وقت يزور فيه الرئيس العراقي فؤاد معصوم المملكة التي يعاديها المالكي. ويفسر ذلك على أن المالكي لا يزال يستمر في لعبة الولاء لإيران ضد الدول العربية، وليمارس ضغوطاً على الرئيس معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي. والمالكي منبوذ في الاوساط الرسمية العراقية، على الرغم من كونه نائباً للرئيس، وتحمله المملكة والدول الخليجية ودول عربية والولايات المتحدةالأمريكية مسؤولية تدهور الأوضاع في العراق، بسبب انتهاجه سياسة طائفية عدوانية بتأييد أو بتعليمات من إيران. وأرغم المالكي، بضغط عربي وأمريكي، على التخلي عن رئاسة وزراء العراق لصالح حيدر العبادي في أغسطس الماضي، وفشلت مناوراته للتشبث بالسلطة، وعين في منصب نائب الرئيس، بضغط إيراني كما يبدو. وعجلت بنهاية المالكي الضربة الموجعة التي تلقاها الجيش العراقي في الموصل في 9 يونيو حينما استسلم عشرات الآلاف من جنود فرق الجيش فائقة التسليح لبعض مئات من مقاتلي داعش، وتركوا أسلحتهم ودباباتهم غنيمة للمنظمة الإرهابية التي احتلت مساحات شاسعة من العراق في غضون أيام. ويعرف المالكي بأنه رجل إيران في بغداد، وأثناء حكمه الذي استمر ثماني سنوات، أعطى لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني نفوذا واسعاً في العراق، لدرجة أن العراقيين يؤمنون أن سليماني كان يدير العراق فيما المالكي كان موظفاً صغيراً بإمرته. وانتهج المالكي سياسة تنفيع واسعة النطاق لصالح طهران، إذ حظيت الشركات الإيرانية، بصفة خاصة، بعقود باهظة التكاليف لإدارة مشاريع بنى تحتية، وفتح اسواق العراق للسلع الإيرانية ومنها سلع رديئة أو أدوية مغشوشة طبقاً لتقارير تلفزيونية عراقية معارضة، ويشك عراقيون أن الشركات الإيرانية تتحكم بإنتاج النفط العراقي وربما تهربه إلى إيران. وطوال حكمه للعراق، لم يتورع المالكي عن توجيه الاتهامات للمملكة والدول الخليجية بقدر ما يكيل من مدح لإيران، ما ساهم في توتر العلاقات العراقية مع المملكة وبلدان الخليج التي كثيراً ما تسدي له النصيحة بضرورة انتهاج سياسة وطنية عراقية مستقلة وإجراء مصالحة وطنية حقيقية لإخراج العراق من دوامة العنف والحرب الطائفية.