حظي "حيدر العبادي" رئيس الوزراء العراقي المكلف رسميا من قبل الرئيس العراقي فؤاد المعصوم، بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة نوري المالكي، بتأييد من كل من المملكة العربية السعودية وإيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية وأخيرا تركيا. ففي خطوة وصفت بالمهمة من قبل وسائل الإعلام العالمية واعتبرت بمثابة إشارة على الرغبة القوية من الرياض في رحيل سلفه نوري المالكي الذي يرفض التنحي، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز برقية تهنئة للعبادي على هذا التكليف جاء فيها : "يسرنا تهنئة دولتكم على تكليفكم رئيسا للحكومة العراقية الجديدة.. داعياً المولى عز وجل أن يوفقكم ويسدد خطاكم في إعادة اللحمة بين أبناء الشعب العراقي الشقيق والمحافظة على وحدة العراق وتحقيق أمنه واستقراره ونمائه وعودته إلى مكانته في عالمه العربي والإسلامي". إيراني أمريكي وفى السياق ذاته حصل العبادي على دعم سريع من الولاياتالمتحدةوإيران، حين دعا الساسة العراقيين لإنهاء خلافاتهم التي سمحت لمسلحين بالسيطرة على ثلث البلاد. ونقلت وكالة "رويترز" عن ممثل آية الله علي خامنئي في مجلس الأمن القومي الأعلى قوله "جمهورية إيران الإسلامية تدعم العملية القانونية التي مضت في طريقها فيما يتعلق باختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد"، مضيفا "‘يران تدعم عراقا آمنا متكاملا متماسكا". وعلى نفس المنوال ورغم حرص مسئوليها على ألا يبدوا كمن يفرض قيادة جديدة على العراق بعد ثلاثة أعوام من رحيل القوات الأمريكية، سارع الرئيس الأمريكي بالترحيب بترشيح العبادي. وقال البيت الأبيض: "إن رئيس منطقة كردستان مسعود البرزاني أبلغ نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيعمل مع العبادي". كما رحبت الحكومة التركية باختيار العبادي لتشكيل الوزارة الجديدة. تهديد المالكي وفيما يري البعض أن العبادي لا يزال مهددا من الداخل، خاصة مع رفض نوري المالكي التخلي عن منصب رئيس الوزراء، الذي شغله على مدى ثمانية أعوام، شهدت تهميشا للأقلية السنية. وأعلنت كتلة "اتحاد القوى الوطنية" النيابية العراقية (سنية)، اليوم الثلاثاء دعمها العبادي. وقال قاسم الفهداوي القيادي في اتحاد القوى الوطنية، إن "الكتلة بكل مكوناتها تدعم حيدر العبادي مرشح التحالف الوطني لمنصب رئاسة مجلس الوزراء". وأضاف: "اتحاد القوى الوطنية يركز على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة لانتشال العراق من الأزمة السياسية والأمنية". وقال التلفزيون العراقي الحكومي إن العبادي دعا جميع القوي السياسية التي تؤمن بالدستور والديمقراطية لتوحيد جهودها وصفوفها للتصدي للتحديات الكبيرة التي يواجهها العراق. وقال سياسي مقرب من العبادي لرويترز إن رئيس الوزراء المكلف بدأ الاتصال بقادة جماعات رئيسية لاستطلاع رأيهم بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم أعرب عن أمله، في نجاح العبادي في تشكيل الحكومة في غضون شهر.