اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية الأحد، إسرائيل بشن "حرب شاملة" لتهويد مدينة القدس وتفريغها من سكانها الفلسطينيين. وأدانت الوزارة، في بيان صحفي لها، قرار السلطات الإسرائيلية بمصادرة نحو 13 ألف دونم من الأراضي التابعة لقرية بيت إكسا الواقعة شمال غرب مدينة القدس. وقالت الوزارة: إنه "غالباً ما تبرر السلطات الإسرائيلية قرارات مصادرة الأراضي بأنها لخدمة أغراض عسكرية وحاجات أمنية، ثم تقوم بتسليم الأراضي للمستوطنين وجمعيات الاستيطان". وأشارت إلى أن تلك السلطات "حولت القرى الفلسطينية عامة، وقرى القدس خاصة إلى سجون كبيرة، بعد أن أغلقت مداخلها والطرق المؤدية إليها واستولت على أراضيها بالكامل، وعزلتها عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل أو بالأسلاك الشائكة كما هو الحال في قرية بيت إكسا". وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات ومخاطر هذه القرارات الاستيطانية، مطالبة مجلس الأمن الدولي ب "وقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا المنطقة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع إسرائيل وإلزامها بالقانون الدولي". كما دعت دول العالم إلى "وقفة مسؤولة وجادة لا تنحصر في بيانات الإدانة كما جرت العادة والاكتفاء بها، إنما أخذ خطوات مسؤولة تقف في وجه هذه القرارات ووجه غيرها من جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا وأرضه ووجوده". ووزعت السلطات الإسرائيلية السبت، قراراً يقضي بوضع اليد على حوالى 13 ألف دونم من أراضي قرية (بيت إكسا) المعزولة بجدار الفصل شمال غرب القدس بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن القرار الإسرائيلي يقضي بالاستيلاء على المساحات المذكورة من الأراضي حتى 31 ديسمبر عام 2017 للاستخدام في أغراض عسكرية إسرائيلية وتلبية "حاجات أمنية إسرائيلية في القرية المحاذية للخط الأخضر". الدرجة الثالثة على صعيد آخر، رفعت الشرطة الاسرائيلية التأهب الى الدرجة الثالثة في المدن العربية الاسرائيلية غداة تظاهرات تلت مقتل شاب عربي اسرائيلي برصاص شرطيين خلال عملية لتوقيف احد اقربائه لوقائع مرتبطة بالحق العام. وجاء مقتل الشاب خير حمدان (22 عاما) في أجواء من التوتر الشديد في القدس الشرقية العربية المحتلة وفي الضفة الغربية المحتلة، وفي وقت ما زالت باقي المدن العربية في اسرائيل في منأى عنه نسبيا. وأثار مقتل حمدان توتراً كبيراً في مدينة كنا الصغيرة شمال اسرائيل. فبينما شارك اكثر من 2500 شخص في تجمع احتجاجي في هدوء، نصب عشرات الشبان حواجز بالاطارات المشتعلة عند مدخل البلدة، وقاموا برشق الشرطة بالحجارة، بحسب الشرطة. واعتقلت الشرطة الاسرائيلية ثلاثة متظاهرين كانوا يرشقون قواتها بالحجارة. وخوفا من توسع دائرة المواجهات من القدس الى البلدات العربية في اسرائيل هدد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ب"سحب الجنسية الاسرائيلية من الذين يدعون الى ازالة دولة اسرائيل". واضاف: "لن نتسامح أبداً مع أي اضطرابات أو أعمال شغب". ورفعت الشرطة حالة التأهب إلى الدرجة الثالثة (المستوى الأعلى هو الدرجة الرابعة) في المدن العربية. وقالت الشرطة: إن حمدان اعترض على توقيف أحد أقاربه ليل الجمعة إلى السبت، وهدد الشرطة بسكين. وأطلقت الشرطة النار عليه وتوفي الشاب أثناء نقله إلى المستشفى. لكن أسرة حمدان قالت: إنه "قتل بدم بارد" من قبل الشرطة حين كان يحاول الإفلات، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية. وأظهر فيديو للأحداث صوره شاهد عيان ونقلته الشرطة، شاباً حاول الاعتداء بواسطة سكين على عناصر من القوات الخاصة في الشرطة بينما كانوا في سيارتهم، وحاول الفرار من المكان. وأطلق عليه شرطي حينها النار على ظهره لعدة مرات. وفتحت الشرطة التي قالت انها أطلقت طلقات تحذيرية، تحقيقاً داخلياً وترفض الأدلاء بمزيد من التعليقات. وصرحت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري لوكالة فرانس برس انه "بدأ حوار مع عائلات القرية وأسرة الشاب لتجنب التوتر". ودافع وزير الاقتصاد نفتالي بينيت من التيار القومي الديني المتشدد عن قوات الأمن. وقال: إن "رد فعل الشرطة كان ما نتوقعه من قواتنا الأمنية. لو قاموا بالعكس لكان علينا أن نرى المزيد من الإسرائيليين يقتلون بالسكاكين ودهساً بالسيارات". ودفن خير حمدان، مساء السبت، في مقبرة كفر كنا في الجليل. ويشكل عرب اسرائيل 20 % من سكان اسرائيل، حيث يبلغ عددهم 1,4 مليون نسمة. فتح معبر من جهة أخرى، قال رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع لقطاع غزة رائد فتوح إن الاحتلال الإسرائيلي سيفتح معبر كرم أبو سالم، الأحد، لإدخال مئات الشاحنات. ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عنه القول إن إسرائيل ستسمح بمرور 400 شاحنة محملة ببضائع للقطاعين التجاري والزراعي والمساعدات والمواصلات. وأضاف أنه سيتم إدخال 60 شاحنة محملة بالإسمنت وحديد البناء والحصمة الخاصة بالمشاريع الدولية، كما سيتم ضخ كميات من البنزين وسولار المواصلات وغاز الطهي. ومعبر كرم أبو سالم هو المعبر التجاري الوحيد الذي تدخل منه البضائع والوقود إلى قطاع غزة، وتغلقه سلطات الاحتلال يومي الجمعة والسبت، من كل أسبوع.