كشف مدير عام الإدارة العامة للبرامج التطويرية بوزارة التعليم العالي الدكتور حمد المحرج، تنظيمات جديدة سيتم تطبيقها على 124 جمعية علمية من أجل تحقيق أهدافها، مبينا أن معظم الجمعيات العلمية في الجامعات السعودية تعاني من بعض الإشكاليات التي تسببت في انخفاض مستوى مشاركتها. وقال «هناك مبادرة ترمي إلى تعزيز إسهام الجمعيات العلمية في بناء مجتمع المعرفة، وتفعيل الأنشطة العلمية والتعليمية، والمهارات القيادية لمنسوبي الجمعيات والعاملين بها، ودور الجمعيات العلمية في التواصل مع المجتمع، واقترحت المبادرات خمسة مجالات للتطوير، وهي برامج التواصل العلمي والتعاون الدولي، برامج تنمية الموارد الذاتية ومصادر التمويل، برامج التطوير المهني والتخصصي، برامج التواصل المجتمعي ونشر المعرفة، وبرامج تطوير البيئة الإدارية والتنظيمية مبينا أن 37 جمعية علمية تابعة لثماني جامعات تقدمت بمقترحات تطويرية بلغ عددها 137 مقترحاً». وشهد «يوم الجمعيات السعودي» الذي عقد في إطار المنتدى السعودي الثاني للمؤتمرات والمعارض، الذي تقام فعالياته في فندق ريتز كارلتون بالرياض أمس، العديد من المقترحات والرؤى التطويرية للجمعيات العلمية السعودية، من خلال استثمار بيئة النهضة التي تشهدها المملكة، والبنية التحتية المتوافرة، وتهيئة الجمعيات لاستيعاب الشباب، وتعزيز الصفة القانونية لهذه الكيانات المهمة، إلى جانب تطوير أسلوب دعمها وتمويلها، لتضطلع بأدوارها التنموية في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والصحية. من جانبه، قدم الأستاذ المشارك بكلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود الدكتور محمد العبيداء، عدداً من التوصيات لتطوير أداء الجمعيات، وقال «تشهد المملكة حراكاً علمياً هائلاً بالتوسع الكبير في انشاء الجامعات الحكومية والخاصة وبما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين بالابتعاث وبأعداد غير مسبوقة والذي ينبغي أن يتزامن معه توسع في أنشطة هذه الجمعيات العلمية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المبتعثين. وذكر أن الجمعيات يناط بها الدور الرئيس بإشراك الشباب العائد إلى الوطن في النهضة الشاملة المأمولة. واقترح العبيداء إيجاد صفة قانونية حكومية تُتيح للجمعيات فتح حساب لها في أجهزة الدولة، ودعم الجمعيات مالياً وخاصة الجمعيات النشطة الفاعلة وحفز الجمعيات غير النشطة والبحث بأسباب ضعف أدائها، مشددا على أهمية التغيير في الفكر في تقديم الدعم المادي حيث إنه ما زالت الجمعيات تتلقى سُلفا باسم رئيس الجمعية. وعرض خلال المنتدى «دور البرنامج الوطني للمعرض والمؤتمرات في تنمية اجتماعات الجمعيات»، وقدم المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات المهندس طارق العيسى، رؤى مستقبلية للنهوض بإسهامات الجمعيات في قطاع المعارض والمؤتمرات. وشارك المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة، عضو مجلس الجمعيات العلمية الصحية بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية بورقة عمل حول دور الجمعيات في تطوير النظام الصحي بالمملكة، تناولت جهود الهيئة السعودية للتخصصات الصحية في تطوير الجمعيات العلمية التابعة لها. واستعرضت الورقة دور الجمعيات الصحية وكونها العمود الفقري للمجتمع المدني في تنفيذ الأهداف الإنمائية للتنمية، وعرج على الدور التطوعي لهذا النوع من الجمعيات. وخلصت ورقة د. خوجة إلى تأكيد أهمية دراسة النماذج الناجحة لجهود الجمعيات الصحية في تحسين أداء البرامج والنظم الصحية في المناطق والمحافظات، وإلقاء الضوء على القصص الناجحة، والاعتبارات التي كفلت نجاح هذه الجهود، والعمل على بناء قدرات الجمعيات الصحية الأهلية، بهدف ابتكار الأبنية المؤسسية الناجحة، التي توفر فرصا أكبر لنجاح جهود الجمعيات. وفي المؤتمر، قدم مدير الإدارة القانونية في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور فيصل الفاضل، تجربة الهيئة في تكوين الجمعيات المهنية السياحية، مشيراً إلى أن الهيئة عملت بالشراكة والتعاون مع القطاع الخاص ووزارة التجارة، على إعداد مشاريع أنظمة ثلاث جمعيات مهنية تشكل اللبنة الأساسية لإشراك القطاع الخاص في تنمية السياحة الداخلية وتطويرها. وأوضح أن إنشاء الجمعيات السياحية يسهم في تفعيل دور القطاع الخاص في تنظيم الأنشطة التي يمارسها، وجذب استثمارات القطاع الخاص إلى هذا المجال، وتحويل مفهوم المنافسة غير العادلة إلى مفهوم التعاون لتحقيق النجاح لجميع الممارسين، وكذلك حماية النشاط من سيطرة المستثمرين الكبار في السوق وإتاحة الفرصة لكافة المستثمرين بشكل عادل، إلى جانب ترسيخ قيم وأعراف ومبادىء ممارسة النشاط والمحافظة عليها لخلق السمعة التي يطمح اليها المنتسبون لهذا القطاع، مؤكدا أن إنشاء الجمعيات يطور المهن المتعلقة بمرافق الإيواء السياحي والمرشدين السياحيين والسفر والسياحة. يذكر أن جلسة افتتاح «يوم الجمعيات السعودي» تضمنت 4 محاضرات وأوراق عمل هي: «دور البرنامج الوطني للمعرض والمؤتمرات في تنمية اجتماعات الجمعيات»، ورقة عمل للمهندس طارق عبدالرحمن العيسى، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمر. وقدم روبن لوكرمان رئيس مجموعة (أم سي أي)، محاضرة بعنوان «دور الجمعيات في التنمية الاقتصادية وتطوير قطاع الأعمال». فيما قدم د. محمد العبيداء ورقته بعنوان «واقع وتطلعات الجمعيات السعودية». وعرض جون جراهام الرئيس التنفيذي للمنظمة الأمريكية للمديرين التنفيذيين في الجمعيات، رؤية في تطبيق الأساليب الإدارية المتطورة للمديرين التنفيذيين وأثر ذلك في إنجاع أعمال الجمعيات، علما بأن فعاليات المنتدى تستمر حتى 18 محرم الجاري.