أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في مؤتمر صحفي السبت في غزة ان الاتحاد الاوروبي "يريد اقامة دولة فلسطينية". في وقت اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلي الشاب خير الدين حمدان في قرية كفر كنا بمنطقة الجليل. وقالت موغيريني في المؤتمر الصحفي الذي عقدته في مدرسة البحرين للاجئين الفلسطينيين التي تؤوي اكثر من الف نازح بمنطقة تل الهوى غرب مدينة غزة: "نحن نريد عمليا دولة فلسطينية. هذا موقف الاتحاد الاوروبي، انه يريد دولة فلسطينية"، مؤكدة ان "العالم لا يمكن ان يحتمل حربا رابعة في غزة". وانتقدت موغيريني مواصلة بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية. وقالت: إن "المستوطنات الجديدة تشكل عقبة بنظرنا"، واستدركت قائلة: "لكن هناك أيضا أو يمكن أن يكون هناك إرادة سياسية.. باستئناف المفاوضات والحرص خصوصا على أن تؤدي إلى تحقيق نتائج"، مشيرة إلى تصريح يؤكد ذلك أدلى به وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي استقبلها في القدسالمحتلة الجمعة. وتشهد القدسالشرقيةالمحتلة اضطرابات منذ الصيف الماضي تصاعدت حدتها في الأسابيع الأخيرة. اغتيال من جهة اخرى، استشهد فجر السبت، الشاب خير الدين رؤوف حمدان 22 عاما، بعد إصابته بجروح بالغة في صدره برصاص جنود الاحتلال. وأفاد اهالي كفر كنا بأن قوات الاحتلال اطلقت الرصاص على حمدان خلال محاولتها اعتقال ابن عمه. وادعت شرطة الاحتلال في بيانها أن حمدان كان بحوزته سكين، وحاول طعن أحد أفراد الشرطة أثناء محاولته تنفيذ اعتقال لأحد اقاربه. وأعلن صباح السبت عن اضراب شامل بالبلدة عقب اعلان استشهاد حمدان. وطالب "مجلس كفر كنا المحلي" وزير الأمن الداخلي بالتحقيق الجدي ومعاقبة المجرمين. وبعد استشهاد خير الدين، شهدت قرية كفر كنا في منطقة الجليل مواجهات عنيفة بين أهالي القرية والشرطة الإسرائيلية. وقالت مصادر إسرائيلية: إن العشرات من شبان القرية تجمعوا على مدخل القرية وأشعلوا الإطارات لإغلاق المدخل، واشتبكوا مع الشرطة التي حاولت تفريقهم بالقوة. وعقد المجلس المحلي جلسة طارئة، بمشاركة اللجنة الشعبية في القرية ندد فيها بجريمة قتل خير الدين وقرر العديد من الخطوات التصعيدية في مقدمتها لجنة تحقيق في ظروف استشهاد خير الدين، ومعاقبة المجرم، وتهاون الشرطة بأرواح المواطنين. وأظهر شريط مصور أنه كان بإمكان الشرطة اعتقال الشاب دون إطلاق النار عليه، الأمر الذي أكده عدد من السكان المحليين في كفر كنا. كما علم أن الشرطة نشرت قوات كبيرة على مداخل كفر كنا وعلى الطرقات المؤدية إليه التي تشهد ازدحامات مرورية. بلا مبرر من جانبه، أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، السبت، ان عناصر الشرطة اغتالت الشاب من كفر كنا بدم بادر، دون أن يكون أي مبرر لمجرد أن تطلق الشرطة النار، وفق سلسلة من الشهادات التي سمعها النائب بركة خلال تواجده حاليا في قرية كفر كنا. وقال بركة، بعد مشاهدته شريط فيديو لجريمة القتل في كفر كنا: إن القائد الجديد للشرطة في منطقة الشمال، يريد كما يبدو، أن يبني مجده من خلال تعامله الفظ والإجرامي مع العرب، فهو "الكاوبوي الجديد"، الذي ترسله الشرطة لنا، وهذا ليس منفصلا عن الجو العام في الشرطة، بدءا من الوزير المكلف بالشرطة "الأمن الداخلي"، يتسحاق أهارنوفيتش، الذي أطلق تصريحا في القدسالمحتلة هذا الأسبوع، يبرر فيه قتل كل فلسطيني لمجرد الاشتباه به، وهذا تصريح يعزز الضوء الأخضر الذي تراه عناصر الشرطة، لقتل كل عربي في أي ظروف كانت. وقال بركة: إن الشرطة وبإيعاز من سياسة عليا، تواصل التعامل معنا نحن العرب، من منطلق عدائي، وأصابعها خفيفة جدا على الزناد، فمنذ العام 2000، وحتى يومنا قتل برصاص الشرطة بدم بادر، ما يقارب 40 عربيا فلسطينياً، في سلسلة من الحوادث، ولم يلتفت واضعو السياسة العليا للشرطة، حتى لتقرير لجنة التحقيق بعد هبّة أكتوبر "لجنة أور"، التي تكلمت بوضوح عن أن الشرطة تتعامل مع العرب من منطلقات عدائية. وقال بركة: إنه من غير المجدي أن تحقق الشرطة مع نفسها، فوحدة التحقيقات مع عناصر الشرطة والأمن "ماحش"، تثبت المرّة تلو الأخرى، أنها وحدة للتستر على عناصر الأمن، وليس استبيان الحقائق وملاحقة الجناة، ودعا بركة الى انشاء لجنة تحقيق مستقلة، يشارك فيها حقوقيون من خارج المؤسسة الرسمية، وخاصة حقوقيين عرب، وآخرين عُرف عنهم توجهاتهم الصادقة، للتحقيق في كل ممارسات الشرطة تجاه المواطنين العرب، بما فيها جريمة اغتيال حمدان. جدار الفصل على صعيد آخر، تمكنت مجموعة من نشطاء المقاومة الشعبية في قرى شمال غرب القدس صباح السبت، من فتح ثغرة في الجدار العنصري المحيط بمدينة القدس قرب بلدة بيت حنينا بالقدسالمحتلة. وقال عدد من النشطاء: "إن هذه الفعالية تأتي للتأكيد على عروبة القدسوفلسطينيتها، وإرسال رسالة بأن الجدار والتعزيزات العسكرية لن تثني الشعب الفلسطيني عن الوصول والتواصل مع القدس والاقصى". وأشاروا الى ان الفعالية تأتي بالتزامن مع الذكرى ال25 لانهيار جدار برلين، مذكرين العالم بأنه مهما علت الجدران أو تحصنت فإنها سوف تنهار، فكما انهار جدار برلين فإن الجدار في فلسطين سوف ينهار، وينهار معه الاحتلال وكل رموزه. ودعت اللجان الشعبية جماهير الشعب الفلسطيني إلى التوحد والانخراط في معركة القدس والدفاع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مشيرة إلى إقامة المزيد من الفعاليات النوعية في الأيام القادمة والتي تتزامن مع الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس (أبو عمار) وذكرى اعلان الاستقلال وتصعيد الهبة الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان.