استغلت جماعة الحوثي اغتيال أحد المقربين لها في توجيه التهديدات إلى الحكم في اليمن ووضع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تحت مزيد من الضغوط. وكان مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية قد نفذا يوم أمس عملية الاغتيال للرئيس السابق لتكتل احزاب اللقاء المشترك الدكتور محمد عبد الملك المتوكل في شارع الزراعة وسط العاصمة صنعاء، ثم لاذا بعدها بالفرار. والمتوكل مقرب من جماعة الحوثي التي تسيطر عسكراً على اليمن. ويعيد الحادث للأذهان عملية اغتيال الدكتور احمد شرف الدين عضو الحوار الوطني وأحد الشخصيات الفكرية لجماعة الحوثيين بداية العام الحالي، وسبقها أيضاً اغتيال البرلماني عبد الكريم جدبان الذي كان مقربا من جماعة الحوثيين في اواخر شهر نوفمبر العام الفائت. وقد ألقى الحادث بظلاله على المسرح السياسي اليمني المضطرب اصلاً. وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي: إنه سيلاحق منفذي الاغتيال. فيما استغلت جماعة الحوثي، المقربة من إيران وحزب الله اللبناني، الحادث؛ لمزيد من الضغط على هادي. وزعمت الجماعة أن الاجهزة الامنية تتغاضى عن نشاط القاعدة. ويعتقد أن مزاعم الحوثيين بتراخي الأجهزة الأمنية غير ذي معنى، إذ تهيمن جماعتهم على الحكومة اليمنية وتسيطر أيضاً على أجهزتها الأمنية والعسكرية. وهدد الحوثيون بتصعيد الأوضاع في اليمن رداً على عملية الاغتيال. يواصل تنظيم القاعدة في اليمن تصفية من يراهم "حلفاء ايران"، واعترف التنظيم في صفحته على موقع "توتير" أنه قد صفى القيادي الحوثي محمد عبدالملك المتوكل في صنعاء مساء أمس الأحد. وطالبت ابنة محمد عبد الملك المتوكل بتحقيق جاد يكشف عن منفذي اغتيال والدها بعيداً عن التراشقات السياسية. وقالت رضية المتوكل -وهي عضو سابق في اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني وناشطة حقوقية وسياسية-: إن أربع رصاصات اخترقت جسد والدها الذي كان يسير مترجلاً في حي الزراعة وسط العاصمة صنعاء. وتابعت في منشور لها في صفحتها على موقع التوصل الاجتماعي "الفيسبوك" قائلة: "ليت تلك الدماء التي انسكبت من جسده تكون آخر دم يسفك في اليمن". وأثار استيلاء الحوثيين على صنعاء يوم 21 سبتمبر الماضي وتوسعهم إلى وسط وغرب اليمن غضب رجال القبائل والتكتلات الوطنية التي تعارض حكم الميلشيات، خاصة بعد الممارسات الطائفية والتصرفات غير المسؤولة التي ارتكبتها ميلشيات الحوثيين في المناطق التي احتلتها. وتواجه ميلشيات الحوثيين المدعومة من إيران مقاومة مسلحة في محافظات عديدة في اليمن، وتعهد رجال قبائل وفاعليات وطنية، في محافظات البيضاء والحديدة وأب، بمنع الحوثيين من التحكم في مصائر مناطقهم. وقتل 20 جنديا يمنيا وثلاثة من المشتبه في انتمائهم للقاعدة في اشتباكات جرت يوم السبت في بلدة جبل راس في محافظة الحديدة في غرب اليمن. الرئيس هادي يتعهد بتجاوز الأزمة قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي: إن بلاده ستخطو خطوات إلى الأمام وستتجاوز تحدياتها الراهنة بفضل تكاتف وتعاون جميع أطرافها وقواها السياسية، وأشاد هادي -خلال لقائه، في صنعاء أمس، السفير الفرنسي لدى اليمن جين مارك جروجران- بدعم فرنسا والدول العشر الراعية لاتفاق التسوية السياسية لاستكمال تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وبحث الجانبان بصفو خاصة تنفيذ بنود اتفاقية السلم والشراكة المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وتفويض المكونات والأحزاب السياسية لهادي، ورئيس الوزراء المكلف محفوظ بحاح بتشكيل الحكومة الجديدة. وجدد السفير الفرنسي من جهته، وقوف بلاده إلى جانب اليمن ودعمها في مواجهة التحديات على الصعيد الأمني والاقتصادي، معربا عن ترحيبه بالخطوات التي توصلت إليها الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية في إطار تشكيل الحكومة المقبلة.