هدد الانفصاليون الموالون لروسيا في أوكرانيا باستعادة السيطرة على مدينة "ماريوبول" من القوات الحكومية، عشية الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون والمقررة غدا الأحد. وألمح الكسندر زاخارتشينكو، رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، إلى أن الانفصاليين سيستولون على المدينة الساحلية بالقوة، إذا لم تنسحب القوات الحكومية. ووفقاً لوكالة الأنباء الروسية، فإن زاخارتشينكو، قال أمام مؤتمر في مدينة نوفوازوفسك التي يسيطر عليها الانفصاليون: إننا نخوض محادثات بشأن ماريوبول، لكنهم لن يسلمونها لنا، سنأخذها بالقوة. وقد نددت أوكرانيا وحكومات غربية، بالانتخابات ووصفتها بأنها غير قانونية وتشكل تهديداً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، مشددين على أنها تتعارض مع بروتوكول "مينسك"، الذي يقضي بالحفاظ علي سيادة أوكرانيا. ووصلت قافلة المساعدات الإنسانية الروسية الجديدة المكونة من 100 شاحنة إلى مدينتي دونيتسك ولوجانسك شرقي أوكرانيا صباح امس الجمعة بعد إكمال الإجراءات الجمركية على الحدود. ونقلت هذه القافلة حوالي ألف طن من الأغذية ومواد البناء إلى المناطق المتضررة من القتال في شرق أوكرانيا، وبعد عبورها الحدود الأوكرانية انقسمت إلى جزءين، الأول ذهب إلى دونيتسك والثاني إلى لوجانسك. وكانت اوكرانيا وروسيا والاتحاد الاوروبي توصلوا الخميس في بروكسل الى مخرج مؤقت للخلاف حول تسليم الغاز الروسي يضمن امدادات كييف وكذلك اوروبا قبل فصل الشتاء. وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو: ان الاتفاق جاء ثمرة ل"روح المسؤولية السياسية ومنطق التعاون والحس الاقتصادي السليم". وأضاف: "انها لحظة مهمة لأمننا في مجال الطاقة". وأكد باروزو انه "ليس هناك اي سبب ليشعر الناس بالبرد هذا الشتاء في اوروبا" التي يمر الجزء الاكبر من وارداتها من الغاز الروسي عبر اوكرانيا. وبعد يومين من المفاوضات الشاقة، وقع الاتفاق وزيرا الطاقة الروسي الكسندر نوفاك والاوكراني يوري برودان والمفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غونتر اوتينغر. واستتبع الاتفاق ب"ملحق" وقع عليه بالأحرف الاولى رئيس مجموعة الغاز الروسية غازبروم اليكسي ميلر، ورئيس مجموعة الغاز الاوكرانية نفتوغاز اندري كوبوليف. ويتعلق الاتفاق بتسوية متأخرات يفترض ان تسددها اوكرانيا وطرق دفع ثمن شحنات الغاز حتى آذار/مارس 2015. وسيتم تسديد مبلغ 3,1 مليار دولار على دفعتين، الاولى تبلغ 1,45 مليار تدفع فورا، والثانية وقيمتها 1,65 مليار دولار ويفترض ان يتم تسديدها قبل نهاية السنة. ويقدر الروس المتأخرات ب5,3 مليار دولار، لكنهم وافقوا على اللجوء الى هيئة تحكيم للبت في مسألة ال2,2 مليار المتبقية. والنقطة الحاسمة في الاتفاق هي تحديد سعر الغاز طوال فترة الاتفاق المرحلي، وهو "385 دولارا على الاقل لكل الف متر مكعب". وسيدفع المبلغ سلفا لكل شهر بشهره. وقال اوتينغر: ان نفتوغاز يمكنها "استخدام عائداتها" لدفع وارداتها المقبلة. ولم يضمن الاتحاد الاوروبي رسميا الالتزامات المالية لكييف، لكن اوتينغر قال: ان المساعدات الكبرى التي قدمها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي ستساعد كييف في تسديد ديونها. وأعرب باروزو عن "الامل في ان يعزز هذا الاتفاق الثقة بين اوكرانيا وروسيا"، مشددا على ان "الأولوية الآن يحب ان تكون لتطبيق اتفاقات مينسك" حول وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا الانفصالي. وقال وزير الطاقة الروسي: "نحن واثقون ان علاقات ستكون بناءة في المستقبل والاتفاقات بيننا ستحترم". من جهته، اكد نظيره الاوكراني ان "هذه القرارات ستضمن امن الطاقة لأوكرانيا ونقل شحنات الغاز الى اوروبا".