أعلن وزير الطاقة الأوكراني يوري برودان أمس، أن روسيا أعطت «موافقتها الأولية» على استئناف المفاوضات حول ملف الغاز مع بلاده، متوقعاً بدء المفاوضات خلال ساعات. وقال: «نأمل بأن تعقد هذه المفاوضات اليوم (أمس) في كييف. الجانب الروسي أعطى موافقته الأولية على المشاركة فيها». والأربعاء، فشلت المفاوضات الأخيرة برعاية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل بعدما رفضت أوكرانيا اقتراحاً «نهائياً» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقضي بتحديد سعر كل ألف متر مكعب من الغاز ب 85 دولاراً بحسم يبلغ مئة دولار. وأمهلت مجموعة «غازبروم» الروسية أوكرانيا حتى غد لتسديد دينها الذي يناهز بليوني دولار تحت طائلة وقف إمدادها بالغاز. وكان المفوض الأوروبي للطاقة غونتر أوتينغر أمل الجمعة بإجراء مفاوضات جديدة حول الغاز في نهاية هذا الأسبوع. لكن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك ألمح أول من أمس إلى أن كييف لا تزال على موقفها وأمر الحكومة بالاستعداد غداً الإثنين لوقف إمداد الغاز الروسي. ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو بوتين الجمعة إلى تغيير سياسته تجاه أوكرانيا، مؤكداً في الوقت نفسه أنه يريد التباحث معه في المشكلة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا والتي كانت السبب في اندلاع هذه الأزمة. وخلال مكالمة هاتفية بين باروزو وبوتين، ذكر رئيس المفوضية الأوروبية الرئيس الروسي بموقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أنه يتعين على موسكو أن تبدأ عملية نزع فتيل التوتر وأن تساعد في نزع سلاح الانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا وان توقف تدفق الأسلحة والمقاتلين من أراضيها إلى أوكرانيا. وأوضح بيان للمفوضية الأوروبية، أن باروزو أكد لبوتين أيضاً استعداده للبحث معه في قضية اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والمقرر التوقيع عليه خلال قمة أوروبية ستعقد في 27 حزيران (يونيو) الجاري، وهو الاتفاق الذي أشعل فتيل الأزمة الراهنة. وكان الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش رفض في آخر لحظة التوقيع على هذا الاتفاق ما أدى إلى موجة احتجاجات في أوكرانيا ضد حكمه انتهت بفراره من البلاد واندلاع الأزمة الراهنة. من جهة أخرى، قال الكرملين في بيان تناول فيه المكالمة نفسها، إن الرئيس الروسي اكد لرئيس المفوضية الأوروبية ضرورة وقف العملية العسكرية في أوكرانيا ودفع كييف ديون شحنات الغاز الروسي، مؤكداً الاتفاق على لقاء ثلاثي. وأوضحت الرئاسة الروسية في بيانها ان بوتين «أكد خصوصاً ضرورة وقف عملية كييف العسكرية في جنوب شرق البلاد بلا تأخير». كما أثار الرئيس الروسي مع باروزو «مسألة تسديد كييف لديونها ثمن الغاز الروسي»، مشيرا إلى «اتفاق على إجراء مشاورات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا على مستوى الخبراء والوزارات في سياق التوقيع الجاري التحضير له لاتفاق شراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا». وأعلنت حكومة كييف أول من أمس أنها تستعد لانقطاع الغاز الروسي غداً، وهو ما يخشاه الأوروبيون، بعد تعذر الاتفاق حول ديونها المترتبة لموسكو، واستعادتها السيطرة على مدينة استراتيجية في شرق البلاد من الانفصاليين. ووصلت المفاوضات حول الطاقة في النزاع بين كييف وموسكو إلى مأزق منذ رفض أوكرانيا الأربعاء قبول شروط موسكو، وأكدت أول من أمس تمسكها بموقفها. وكتب ياتسينيوك على موقعه على «تويتر»: «كلفت الوزراء المعنيين الاستعداد لقطع إمدادات الغاز من روسيا الإثنين»، موعد انتهاء المهلة التي حددتها شركة «غازبروم» النفطية الروسية لتسديد أوكرانيا ديناً يبلغ نحو بليوني دولار. وطلب من وزارة العدل الانتهاء من إعداد ملف من اجل الدفاع عن مصالح أوكرانيا في اطار العلاقات بين «نفتوغاز» الأوكرانية الحكومية و «غازبروم» أمام محكمة التحكيم في ستوكهولم».