ينتظر الكثير من المثقفين وعشاق القراءة كل عام تنظيم معارض الكتاب، والذي يعتبر أحد الموضوعات الهامة التي قد يعزف البعض عن التطرق إليها، وهي أهمية القراءة والثقافة، ومدى اقترانها بمعارض الكتب التي تنظم في مختلف عواصم العالم. حيث يأتي معرض الرياض للكتاب في أوائل شهر ديسمبر أيضاً، ولا ننسى أيضاً معرض فرانكفورت للكتاب، ومعرض القاهرة للكتاب، والكثير من معارض الكتب الأخرى في مختلف أرجاء العالم. وتعتبر معارض الكتاب في الدول العربية، فرصة حقيقية لتلاقي الأفكار وتبادلها، ويحفل العالم العربي بالمعارض التي يشارك فيها أهم الكتاب والمثقفين العرب بالإضافة إلى أهم دور النشر ومؤسسات الإنتاج الثقافي. وولدت فكرة إقامة معارض الكتب من رؤيتين، الأولى: اقتصادية وتقوم على تضييق المساحة الجغرافية أمام طالب الكتاب والباحث عن الجديد في عالم الثقافة، وبالتالي إتاحة الفرصة أمام الناشر؛ لعرض جديده أمام أكبر شريحة ممكنة من الناس. والثانية: ثقافية، فتخلق جوا من التفاعل الفكري أولا بين رواد المعرض، ويشكل منبرا مفتوحا على كل الثقافات، فتظهر الإبداعات الأدبية بكل مجالاتها الشعرية والروائية والنقدية والفكرية والسياسية والعلمية، فيقدم نتاجات النخب المخضرمة مع الأجيال الصاعدة في هذه المجالات. ومن أبرز معارض الكتاب العربية: بيروت كانت الرائدة في إقامة هذا النوع من المعارض، حين انطلق النادي الثقافي العربي من عام 1956 بأول معرض للكتاب في بيروت، والثاني على مستوى العالم العربي بعد معرض القاهرة. معرض القاهرة الدولي فيعد من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وقد بدأ في عام 1969، ووقتها كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيا، فكان بإقامة أول معرض للكتاب. وهناك أيضا معرض الرياض الدولي الذي يتميز بقسم كبير مخصص لكتب الأطفال، ويسعى دوما لتشجيعهم على القراءة من خلال إقامة فعاليات خاصة بهم تشمل ألعابا فكرية وثقافية. وتخطو أبوظبي خطوات سريعة؛ كي تصبح مركزا رئيسيا لتجارة الكتب العربية، وأصبحت نقطة مرجعية لبائعي الكتب والناشرين والموزعين في منطقة الخليج العربي. أما أكبر المعارض العالمية فهو معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، هو أكبر تظاهرة دولية ثقافية تعنى بالكتاب والأدب بصفة عامة، المعرض يعد الأهم في العالم والذي يبلغ عمره الآن أكثر من خمسة قرون، في كل عام يلتقي هنا عشرات الألوف من المثقفين والكتاب والباحثين والناشرين من كل البلدان، وتلتقي أيضا عشرات الألوف من عناوين الكتب من كل الثقافات، وفي كل عام أيضا يحل على هذا المعرض ضيف شرف. وعلى الرغم من أنه قيل قديماً «إن خير جليس في الزمان كتاب»، ولكن يبدو أن الزمان قد تبدل ليصبح فيه الكتاب بالعالم العربي مهجوراً، لصالح التقنيات الحديثة التي سهلت طرق الحصول على المعلومات، ولكن رغم ذلك إلا أن بعض المدارس تحرص على إقامة معارض متخصصة بالكتب وتتيح المجال أمام طلبتها؛ لزيارتها والاستمتاع بالكتب المعروضة والحصول عليها بأسعار رمزية تتناسب مع ميزانياتهم الصغيرة. ويعتبر هذا المقال دعوة لكافة المدارس على أن تفكر في إقامة معرض للكتاب داخل مدرستها، بحيث تنظم دور النشر المختلفة تلك المعارض داخل المدارس والجامعات وتجلب الكتب التي تعود بالنفع على أبنائنا الطلاب، وأن يتم تنظيم تلك المعارض مرتين. مرة في بداية العام الدراسي، ومرة عند انتهاء العام الدراسي. ولقد تقدمت بمقترح في السنة الماضية لمعالي الدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام في إحدى المناسبات بطلب احتضان المنطقة الشرقية معرض الرياض الدولي للكتاب. وأن يكون المعرض متنقلا بين المدن الكبرى بالمملكة؛ حتى نستطيع تحقيق الرقي بالمستوى الثقافي والفكري بين مختلف شرائح المجتمع، أو يكون الشباب مركز الاهتمام. لكي يعود الكتاب دائماً وأبداً صديقاً للإنسان مهما اختلف عمر الإنسان من الصغير وحتى الكبير. * خبير الشؤون الإعلامية والعلاقات العامة