أصبح منتخب قطر للشباب أحد منتخبات القارة التي ستشارك في كأس العالم للشباب بنيوزيلندا 2015، بعد تحقيقه لقب القارة بعد فوزه على منتخب كوريا الشمالي الشاب والطموح، وهو حدث طبيعي لا يستحق تسليط الأضواء عليه إعلامياً، إلا أن المهم في الموضوع هو الخطة الزمنية التي وضعها الاتحاد القطري لكرة القدم للدخول على خط المنافسة في القارة الآسيوية متمثلا في هذا الجيل، الذي تم زرع بذور إبداعه قبل ما يقارب الأعوام العشرة، وأصبح واضحاً للعيان نجاح البرنامج الزمني القطري لأن يصبح المنتخب القطري الأقوى في القارة في المستقبل القريب، خاصة حينما تعلم أن العاملين على قطاع الناشئين والشباب قد رسموا طريقاً واضحاً ومحدداً متمثلاً بالمشاركة الفعالة في كأس آسيا 2019 وكأس العالم 2022 والتي ستنظمها قطر والفوز بكأس آسيا 2023. من أجل ذلك، قام الاتحاد القطري لكرة القدم عام 2002 أي قبل أكثر من عشر سنوات برسم ذلك على خارطة المستقبل، فاستحدثوا فكرة دوري النجوم بأن تكون قطر قبلة اللاعبين العالميين المخضرمين من أجل دخول الدوري القطري لخط الشهرة لا أقل ولا أكثر، فكان باتيستوتا وهييرو وبيب جوارديولا وفرانك ديبور وغيرهم من أساطير الكرة العالمية قد اختتموا مشوارهم القطري هناك، بعدها أصبح الدوري القطري واجهة لكبار اللاعبين العالميين. بعدها، أعلن رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم عام 2003 أنذاك وهو الشيخ خليفة بن حسن آل ثاني الخطة المستقبلية لكرة القدم القطرية للعشر سنوات القادمة، فتزامنت تلك المرحلة بالمطالبة بالفوز بكأس الخليج لكرة القدم وتنظيم الأولمبياد الآسيوي والفوز بالذهبية لرياضة كرة القدم، واستضافة كأس آسيا بعد كأس العالم 2010، فكان له ما أراد من توفير البيئة المناسبة والأرضية الصلبة لتلبية تلك الاحتياجات، ومن ثم تحقق كل ما تم الإفصاح عنه، وذلك بالفوز بكأس الخليج عام 2004 واستضافة الاولمبياد والفوز بها عام 2006 أمام منتخب العراق، ومن ثم استضافة كأس آسيا عام 2011 والذي أصبحت تلك النسخة أحد أفضل البطولات القارية في التاريخ. عند ذلك أعلن الاتحاد القطري عام 2004 إنشاء الأكاديمية العالمية (إسباير) لتنفرد برؤية خاصة ترسخ مكانتها كمنارة لعالم التميز الرياضي، وهذا ما حدث بالفعل، حيث أصبحت تلك الأكاديمية الأبرز على مستوى العالم، والتي تقدم خدمات جليلة في الارتقاء في مجالات الاكتشاف والتغذية والصحة والمواهب الرياضية لجميع الرياضات المختلفة، فأصبحت تلك الاكاديمية الحلم الذي انتظره القطريون كثيراً؛ من أجل الدخول على خط المنافسة. وتتابعت الإنجازات المتزامنة مع الجدول الزمني الذي تم وضعه من قبل صناع القرار في رياضة كرة القدم القطرية، فأصبح الدوري القطري أحد اكثر الدوريات الآسيوية انضباطاً والأكثر احترافية من بين جميع نظرائه من الجيران في المنطقة، وحقق السد القطري كأس دوري أبطال آسيا عام 2011 وحصل على المركز الثالث في كأس العالم للأندية، وخرج من البطل في كأس آسيا 2011 والتي استضافتها الدوحة، وحققت الحلم العربي بإعلانها استضافتها لكأس العالم عام 2022، والنهوض ببنية تحتية رياضية هي الأفضل في القارة من حيث جودة الملاعب، كل تلك المؤشرات، وما تم الإعلان عنه من قبل القائمين على كرة القدم القطرية، تدل وتعلن بأن القطريين لا يهرولون عبثاً في الساحة الرياضية الإقليمية. أخيراً، ما أعلنه رئيس بعثة منتخب قطر للشباب في مينامار الاستاذ عبد الله الخنزاب بأن المنتخب القطري الحالي الذي سيخوض به غمار بطولة كأس آسيا للشباب، هو المستقبل الذي تم توضيح النقاط السابقة من أجله، فكأس العالم 2022وكأس اسيا 2019 و 2023 هما الاختبار الحقيقي لكل ما تم جدولته من قبل الاتحاد القطري لكرة القدم. أخيراً، إن ما تم رسمه من قبل الاتحاد القطري لكرة القدم يتطابق شكلاً ومضموناً مع ما تم فعله سابقاً من قبل الاتحاد الياباني لكرة القدم، فخلال خطة عشرينية اصبح المنتخب الياباني الرقم الصعب في قارة آسيا، ولكن يبدو أن ذلك سيصبح ماضياً جميلاً للكرة اليابانية، فالتجربة اليابانية الرائدة، والتي صنعت منها منتخباً قد وضع النجمة الرابعة له في قميصه خلال عشرين سنة فقط، قد تطورت بشكل أو بآخر لكن من طرف واحد فقط يرتكز في غرب القارة الصفراء، فالمنتخب القطري نظير ما تم توفيره من خدمات ومتطلبات عصرية وترتيب زمني دقيق لجميع الاحتياجات والامكانات سيكون يوماً ما البعبع القادم للكرة الآسيوية.