اندلعت أمس، مواجهات عنيفة بين مسلحي جماعة الحوثي ومقاتلين من تنظيم القاعدة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، وتجدد القتال بعد معارك دامية أوقعت نحو خمسين قتيلاً من الطرفين، فيما من المقرر أن يفرض مجلس الأمن خلال أيام عقوبات على ثلاثة شخصيات يمنية بتهمة عرقلة العملية السياسية في البلاد، ستشمل الرئيس السابق علي عبد الله صالح , من جهته، دعا الحراك الجنوبي ل«يوم غضب» اليوم في عدن؛ بهدف الانفصال عن الشمال . ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن سكان برداع أن ثلاثة انفجارات قوية هزت المدينة، صباح أمس. وأضافت، أن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة اندلعت عقب التفجيرات واستمرت مدة ساعة تقريباً قبل أن يسود الهدوء المدينة. وأعلن تنظيم "أنصار الشريعة" المرتبط بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن عناصره قتلوا ثلاثين من مسلحي جماعة الحوثي في معارك، الثلاثاء، بمدينة رداع ومحيطها. وفي محافظة البيضاء أيضاً، ذكرت مصادر أمنية ومقاتلون، أن القاعدة أعلنت مسؤوليتها عن هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش أدى لمقتل خمسة جنود. وفي مديرية العدين بمحافظة إب جنوبي صنعاء، نصب مسلحو القاعدة نقاط تفتيش على الطريق الرئيسية التي تربط إب بالحديدة. سياسياً، من المقرر أن يفرض مجلس الأمن خلال أيام عقوبات على ثلاثة شخصيات يمنية بتهمة عرقلة العملية السياسية في البلاد. ونقل عن مصادر دبلوماسية دولية أن العقوبات ستشمل الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وكشفت مصادر يمنية عن تورط صالح مع المتمردين الحوثيين وتعاونه معهم لبسط سيطرتهم على المدن اليمنية. ومن المقرر أن ينص القرار على عقوبات شديدة ضد المتمردين الحوثيين وصالح، ومن بين العقوبات تجميد الأرصدة المالية، التي حدد مجلس الأمن أماكن تواجدها حول العالم. وكشفت مصادر يمنية عن تورط صالح مع المتمردين الحوثيين وتعاونه معهم لبسط سيطرتهم على المدن اليمنية. وكشفت المصادر أن أتباع صالح رفعوا أعلام القاعدة السوداء، وسط الحشود لتأليب الرأي العام المحلي والدولي، وإقناعهم بأن المتظاهرين المناوئين للحوثيين هم من أتباع القاعدة، إضافة إلى أن الرئيس السابق أصدر توجيهات إلى القادة الموالين له في تلك المناطق العسكرية التي تسقط بيد الحوثي بعدم المقاومة وتسليم المعسكرات والأسلحة إلى المتمردين الحوثيين. وقالت مصادر: إن جماعة الحوثي لم تضع ضمن مخططها السيطرة على أي من المحافظات الجنوبية الثماني لأسباب عدة، في مقدمتها تجنب الغرق في مستنقع حرب طويلة الأمد مع تنظيم القاعدة الذي يتواجد على نطاق واسع في المحافظات الجنوبية وخاصة أبين وشبوة وحضرموت، وحتى لا تصبح الجماعة الشيعية هدفاً للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال. الحراك الجنوبي ويستعد الحراك اليمني الجنوبي لتصعيد احتجاجاته المطالبة بالانفصال عن الشمال، إذ دعا ل"يوم غضب" اليوم في عدن، فيما انضمت فصائل جديدة الى الاعتصام المستمر في كبرى مدن الجنوب، بحسب ما افاد ناشطون في الحراك لوكالة فرانس برس الخميس. وتزداد يوما بعد يوم خيم المحتجين من انصار الحراك الجنوبي الذين بدأوا في 14 اكتوبر اعتصاما مفتوحا للمطالبة ب"فك الارتباط"، إذ رأوا في توسع انتشار المتمردين الحوثيين الشيعة في الشمال والفراغ الحكومي وهشاشة الدولة في صنعاء فرصة ثمينة لصالح مطالبهم. وانضم الآلاف من موظفي المؤسسات الحكومية والنقابات العمالية والمهنية في عدنوالمحافظات المجاورة لها الى ساحة الاعتصام الواقعة في حي خور مكسر بمدينة عدن، ونصبوا خياما للمشاركة في الاحتجاج والمطالبة بالانفصال. وبحسب الناشطين، فإن مطلب الانفصال يتمتع بتأييد شعبي غير مسبوق؛ بسبب توسع الحوثيين وتراجع دور الدولة في صنعاء. وانضمت الى الاعتصام نقابات موظفي شركة مصافي عدن وميناء عدن وشركة النفط والاتصالات والتربية والتعليم وإذاعة وتليفزيون عدن وصحيفة 14 أكتوبر الرسمية وغيرها. وترفرف أعلام دولة الجنوب السابقة فوق معظم المخيمات. ومساء الاثنين حضر الزعيم الجنوبي حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي مع قيادات أخرى من فصيل مجلس الثورة الجنوبية للتحرير والاستقلال الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، وتم الإعلان عن "اندماج الفصيلين" في مكون واحد اطلق عليه اسم المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب. وأصدر هذا المكون الجديد بيانا مساء الثلاثاء أكد فيه هدف "التحرير والاستقلال واستعادة وبناء دولة الجنوب بهويتها الجنوبية في اطار نظام برلماني فيدرالي تعددي وشرعية الرئيس علي سالم البيض". ودعا البيان أبناء الجنوب إلى "الخروج والمشاركة في جمعة الغضب" في ساحة الاعتصام المفتوح بمدينة عدن؛ "من اجل تحرير واستعادة الدولة" السابقة. كما دعا المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي من اسماهم "أبناء الجنوب" الذين يعملون لدى السلطات المحلية، لا سيما المنضوين في صفوف القوات المسلحة والامن للانضمام الى المتظاهرين. وخلال اليومين الماضيين اعلن في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت تأسيس مخيم لاعتصام مفتوح مماثل لمخيم عدن للمطالبة بالانفصال. وذكر الشهود ان العشرات يرابطون في مخيم الاعتصام الذي نصب في حي الديس بمدينة المكلا. ويرى جنوبيون كثر ان ما تشهده صنعاء منذ سيطرة مسلحين حوثيين في 21 ايلول/سبتمبر على مقرات عسكرية وامنية ومؤسسات حكومية وعدم قيام اجهزة الدولة بالدفاع عنها وانشغال النظام بالصراع الدائر بين القوى الشمالية، كلها عوامل تؤمن فرصة سانحة لاستعادة دولتهم الجنوبية السابقة التي كانت قائمة حتى العام 1990.