يستعد الحراك اليمني الجنوبي لتصعيد احتجاجاته المطالبة بالانفصال عن الشمال إذ دعا ل«جمعة غضب» اليوم في عدن فيما انضمت فصائل جديدة إلى الاعتصام المستمر في كبرى مدن الجنوب بحسب ما أفاد ناشطون في الحراك. ويزداد يوماً بعد يوم عدد خيام المحتجين من أنصار الحراك الجنوبي الذين بدأوا في 14 أكتوبر الجاري اعتصاما مفتوحاً للمطالبة ب «فك الارتباط»، إذ رأوا في توسع انتشار المتمردين الحوثيين في الشمال والفراغ الحكومي وهشاشة الدولة في صنعاء فرصة ثمينة لصالح مطالبهم. وانضم آلاف من موظفي المؤسسات الحكومية والنقابات العمالية والمهنية في عدن والمحافظات المجاورة لها إلى ساحة الاعتصام الواقعة في حي خور مكسر بمدينة عدن ونصبوا خياماً للمشاركة في الاحتجاج والمطالبة بالانفصال. وبحسب الناشطين، فإن مطلب الانفصال يتمتع بتأييد شعبي غير مسبوق بسبب توسع الحوثيين وتراجع دور الدولة في صنعاء. وانضمت إلى الاعتصام نقابات موظفي شركة مصافي عدن وميناء عدن وشركة النفط والاتصالات والتربية والتعليم وإذاعة وتليفزيون عدن وصحيفة 14 أكتوبر الرسمية وغيرها. وترفرف أعلام دولة الجنوب السابقة فوق معظم المخيمات. ومساء الإثنين الماضي، حضر الزعيم الجنوبي رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي، حسن باعوم، مع قيادات أخرى من فصيل مجلس الثورة الجنوبية للتحرير والاستقلال الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، وتم الإعلان عن «اندماج الفصيلين» في مكون واحد أُطلِقَ عليه اسم المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب. وأصدر هذا المكون الجديد بيانا مساء الثلاثاء أكد فيه هدف «التحرير والاستقلال واستعادة وبناء دولة الجنوب بهويتها الجنوبية في إطار نظام برلماني فيدرالي تعددي وشرعية الرئيس علي سالم البيض». ودعا البيان أبناء الجنوب إلى «الخروج والمشاركة في جمعة الغضب» في ساحة الاعتصام المفتوح في مدينة عدن «من أجل تحرير واستعادة الدولة السابقة». كما دعا المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي من أسماهم «أبناء الجنوب» الذين يعملون لدى السلطات المحلية لاسيما المنضوين في صفوف القوات المسلحة والأمن للانضمام إلى المتظاهرين. وخلال اليومين الماضيين، أعلن في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت تأسيس مخيم لاعتصام مفتوح مماثل لمخيم عدن للمطالبة بالانفصال. وذكر الشهود أن العشرات يرابطون في مخيم الاعتصام الذي نصب في حي الديس بمدينة المكلا. ويري جنوبيون كثر أن ما تشهده صنعاء منذ سيطرة مسلحين حوثيين في 21 سبتمبر الماضي على مقرات عسكرية وأمنية ومؤسسات حكومية وعدم دفاع أجهزة الدولة عنها وانشغال النظام بالصراع الدائر بين القوى الشمالية، كلها عوامل تؤمن فرصة سانحة لاستعادة دولتهم الجنوبية السابقة التي كانت قائمة حتى العام 1990.