في وقت يستعد فيه الحراك اليمني الجنوبي لتصعيد احتجاجاته المطالبة بالانفصال عن الشمال، داعيا ل"جمعة غضب" اليوم في عدن، فإن أزمة إعلان الحكومة اليمنية الجديدة ما زالت تراوح مكانها، بعد تعثر التوصل إلى اتفاق بشأن نصيب الأطراف السياسية فيها، خاصة جماعة الحوثي، التي يضغط قادتها للحصول على 12 حقيبة وزارية من أصل 34 حقيبة، ليتمكنوا من تعطيل قرارات حكومة خالد بحاح، الذي تم التوافق على اختياره بين مختلف القوى السياسية الفاعلة في البلاد. وذكرت مصادر سياسية، أن الحوثيين يناورون من أجل الحصول على "الثلث المعطل" في الحكومة بواقع 12 حقيبة وزارية، مدعين أنهم لا يرغبون المشاركة في الحكومة الجديدة، وأنهم سيدعمون الأكفأ للوصول إلى الوزارات المستهدفة. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء المكلف خالد بحاح، قد تواصلا مع ممثلي الأطراف السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر الماضي، بحيث يحصل حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح على 9 حقائب، ومثلها ستذهب إلى أحزاب اللقاء المشترك وعددها 6 أحزاب، فيما سيحصل الحوثيون على 6 حقائب بالتساوي مع الحراك الجنوبي. وربط مراقبون مطالب الحوثيين بالحصول على "الثلث المعطل" بقدرة الحوثيين على إفشال تشكيل الحكومة الجديدة، كما أنها تعتبر بمثابة محاكاة لأسلوب حزب الله في لبنان. من ناحية ثانية، دعا الحراك الجنوبي ل"جمعة غضب" اليوم لتصعيد احتجاجاته المطالبة بالانفصال عن الشمال، فيما انضم الآلاف من موظفي المؤسسات الحكومية والنقابات العمالية والمهنية في عدن والمحافظات المجاورة لها إلى ساحة الاعتصام الواقعة في حي خور مكسر بمدينة عدن ونصبوا خياما للمشاركة في الاحتجاج، كما أعيد رفع أعلام دولة الجنوب السابقة فوق معظم المخيمات. وبحسب الناشطين، فإن مطلب الانفصال يتمتع بتأييد شعبي غير مسبوق بسبب توسع الحوثيين وتراجع دور الدولة في صنعاء. في غضون ذلك، سقط عشرات القتلى والجرحى في معارك ضارية بين مسلحي الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء، الواقعة وسط البلاد، في إطار مسعى كل طرف للاستيلاء على مواقع جديدة في المنطقة. وسمعت أصوات انفجارات تهز مدينة رداع بالمحافظة صباح أمس أعقبتها اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين مسلحي الطرفين، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، واعترف الحوثيون بسقوط العديد من مسلحيهم في مواجهة رداع، إلا أنهم قالوا إنهم تمكنوا من التقدم في منطقة المناسح، التي تعتبر واحدة من المعاقل المهمة للتنظيم، فيما نفى الحوثيون الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام بشأن اعتقال القيادي بالجماعة قاسم الريمي في صنعاء، وإن كانوا أكدوا إلقاءهم القبض على خلية للجماعة تضم 5 أشخاص بمنطقة سعوان. ودفعت مخاوف الحوثيين من استهدافهم من قبل "القاعدة" بواسطة السيارات المفخخة إلى رفع مخيمات اعتصاماتهم في العاصمة، فبعد إزالة وتفكيك مخيم شارع المطار، قام الحوثيون أمس برفع وإزالة مخيمات الاعتصام أمام جامعة صنعاء. من جهة أخرى، نفت وزارة الداخلية الأنباء التى تحدثت عن وضع وزير الداخلية اللواء الركن عبده حسين الترب تحت الإقامة الجبرية، من قبل مسلحي الحوثي، مشيرة إلى أن الوزير الترب يمارس مهامه الطبيعية. وفي صنعاء أخضعت جماعة الحوثي في مطار صنعاء الدولي حقائب دبلوماسية أميركية للتفتيش في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الدبلوماسية اليمنية الأميركية. وذكرت مصادر مطلعة، أن الحوثيين أعادوا إحدى الحقائب إلى الطائرة التي حملتها بحجة أنها لم ترد ضمن الكشف المقدم من السفارة.