اعترف الرئيس الأمريكي بوجود فترات تقدم وانتكاس في مواجهة تنظيم "داعش"، فيما اتفقت الدولتان العظميان الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا على التعاون في محاربة تنظيم "داعش" استخباراتيا، في حالة من التقارب الأمريكي الروسي صنعتها الأحداث في العراقوسوريا بعد أن بات التنظيم المتطرف على تخوم العاصمة العراقيةبغداد عقب إحكامه السيطرة على أغلب محافظة الأنبار غرب العاصمة، وفيما وصفت القيادة الأمريكية الميليشيا الكردية بأنها "ما زالت متماسكة"، سقط نحو 60 من تنظيم "داعش" في مواجهات جرت قرب مصفاة بيجي. «داعش» تجمع الأمريكي والروسي اتفق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف على تبادل المزيد من معلومات المخابرات بين موسكووواشنطن عن مقاتلي "داعش"، في تركيز على عدو مشترك رغم الانقسامات العميقة بينهما بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال كيري بعد اجتماع في باريس مع لافروف أول أمس الثلاثاء: إن القوتين العظميين عليهما "مسؤولية كبيرة" في التوصل إلى سبل للعمل معا في القضايا العالمية رغم الخلافات الشديدة بينهما في عدد من القضايا. ووصلت العلاقات بين واشنطنوموسكو إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الدور الذي تلعبه روسيا في أوكرانيا. ورغم أن كيري لم يهون من تدني الثقة المتبادل بين الولاياتالمتحدةوروسيا فقد أكد على ضرورة البحث عن أرض مشتركة بينهما في مواجهة "داعش" التي سيطرت على مساحات شاسعة من العراقوسوريا في حملة دامية. وقال كيري في مؤتمر صحفي: "ندرك معا أهمية الحاجة إلى تدمير وإلحاق الهزيمة في نهاية المطاف ب"داعش" في العراق والشام"، مستخدما الاسم القديم للدولة الإسلامية. وأضاف: "ما من دولة محترمة بأي تعريف يمكنها ان تساند الأهوال التي يرتكبها "داعش"، وما من دولة متحضرة يمكنها ان تتقاعس عن مسؤوليتها للتصدي والمشاركة في جهود القضاء على هذا المرض". اعتراف أمريكي بمكاسب «داعش» إلى ذلك، أبلغ الرئيس الأمريكي باراك اوباما قادة عسكريين من أكثر من 20 دولة تعمل مع واشنطن لهزيمة تنظيم "داعش" انه يشعر بقلق بالغ بشأن التقدم الذي حققته الجماعة المتشددة في عين العرب بشمال سوريا وفي غرب العراق. لكن اوباما لم يلمح الى اي تغييرات فيما يعتبره استراتيجية طويلة الأمد حتى مع تزايد الضغوط على الائتلاف لمنع التنظيم من السيطرة على مزيد من الأراضي. وأبلغ اوباما القادة العسكريين اثناء اجتماع أول أمس الثلاثاء في قاعدة اندروز الجوية خارج واشنطن "هذه ستكون حملة طويلة الامد". وقال: ان التركيز في هذه المرحلة ينصب على القتال في الأنبار بغرب العراق. واضاف قائلا: "ونحن نشعر بقلق عميق بشأن الوضع في بلدة عين العرب السورية ومحيطها والذي يبرز التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" في كل من العراقوسوريا". وقال اوباما: "الضربات الجوية للائتلاف ستستمر في كل من هاتين المنطقتين". والاجتماع مع قادة عسكريين من 22 دولة رأسه الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة. وأبلغ مسؤول عسكري امريكي رويترز بعد الاجتماع انه كان هناك اعتراف بأن تنظيم "داعش" يحقق بعض المكاسب على الأرض على الرغم من الضربات الجوية، لكنه اضاف: انه كان هناك ايضا شعور بأن الائتلاف من خلال العمل معا ستكون له الغلبة في نهاية المطاف. وقال اوباما: ان الحملة ما زالت في مراحلها الأولية. واضاف قائلا: "ستكون هناك ايام للتقدم وستكون هناك فترات من الانتكاسات". لكنه قال: "ائتلافنا متحد وراء هذا المسعى طويل الامد". وقالت القيادة العسكرية الوسطى الامريكية: ان الضربات التي وجهت الى مناطق تجمع ومجمعات ومركبات مسلحة للمتشددين استهدفت ضرب خطوط الإمداد ومنع التعزيزات، مشيرة إلى أن الوضع غير مستقر لكن الميليشيا الكردية "ما زالت متماسكة". وقال البيت الابيض: ان ممثلين من استراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدانمارك ومصر وفرنسا والمانيا والعراق وايطاليا والاردن والكويت ولبنان وهولندا ونيوزيلندا وقطر والسعودية واسبانيا وتركيا ودولة الامارات العربية والولاياتالمتحدة شاركوا في الاجتماع المغلق. الجيش العراقي وحماية بغداد قال قائد الأركان الأمريكي الجنرال راي أوديرنو: إنه متأكد "نوعا ما" من قدرة الجيش العراقي على القيام بالمهمة المناطة به ضد تنظيم "داعش" وخاصة الدفاع عن العاصمة بغداد، ولكنه قال: إن العراق ينتظر ويراقب ما يجري على الأرض. ونقلت شبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية عن أوديرنو القول: إن التهديدات التي يفرضها تنظيم "داعش" والممارسات العسكرية الروسية "قد تؤخر خطط واشنطن لتقليص حجم قواتها المسلحة"، قائلا خلال مؤتمر عسكري لرابطة المحاربين في واشنطن :"المشكلة أن العالم يتبدل.. نحن نرى العدوانية الروسية في شرق أوروبا، وكذلك تنظيم "داعش"، وهناك توترات متزايدة في مناطق أخرى، ولذلك أشعر بالقلق حيال تقليص حجم الجيش. وحول تهديد تنظيم داعش، قال الجنرال الأمريكي، بالتزامن مع المعلومات حول اقتراب التنظيم من مطار بغداد :"أثق - إلى حد ما - بوجود قدرة على الدفاع عن بغداد" ، مضيفا: إن الغارات الجوية توفر الوقت المطلوب لإنجاز عمليات تدريب الجيش العراقي. أبوت يتهم العراق بعدم حماية جنوده قال رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت أمس الاربعاء: إن 200 جندي من القوات الخاصة ارسلوا لمحاربة متشددي تنظيم "داعش" في العراق لم يدخلوا البلاد؛ لأن بغداد لم تقدم لهم حماية قانونية كافية. ولم ترد السفارة العراقية في استراليا على الفور على طلبات للتعقيب. وقال أبوت: انه واثق بأنه سيتم التوصل لاتفاق. وأبلغ الصحفيين أمس الاربعاء "أوضحت لرئيس الوزراء في نيويورك قبل حوالي اسبوعين اننا حريصون جدا على المساعدة"، في اشارة الي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. واضاف قائلا: "اوضحت بجلاء ان قواتنا الخاصة مستعدة للذهاب، وان هناك قدرا هائلا من الفائدة يمكن ان يقوموا به داخل العراق. لكننا مدينون لقواتنا الخاصة بألا ننشر جنودها إلا إذا وجدت الحماية القانونية المناسبة". مقتل 60 من «داعش» في بيجي ذكرت مصادر من الشرطة العراقية أمس الأربعاء أن القوات العراقية تمكنت من قتل 60 من عناصر "داعش" في معركة على محيط مصفاة التكرير في بيجي. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن "تنظيم "داعش" شن مساء أول أمس هجوما عنيفا على مصفاة التكرير في بيجي ودارت معركة عنيفة تمكنت القوات العراقية من خلالها صد الهجوم وفر عناصر التنظيم من ساحة العركة تاركين جثث 60 من عناصرهم في أرض المعركة".