قالت مصادر أمنية إن القوات العراقية نفذت عملية عسكرية مكثفة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في ثلاث مدن بوسط العراق أمس في معركة لاستعادة السيطرة على أراضٍ احتلها التنظيم. وقالت مصادر أمنية في الرمادي والفلوجة وحديثة في محافظة الأنبار الغربية إن الهجمات وقعت في المدن الثلاث قبل الفجر. وثارت العشائر السنية في تلك المناطق في أواخر 2013 عندما نشر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي قواته في تلك المدن لقمع حركة احتجاجية مناهضة للحكومة استمرت على مدى عام. ودخل مقاتلو «داعش» تلك المدن بعد ذلك، وأصبحوا القوة المهيمنة على مدى عدة أشهر من القتال مع الحكومة. ووعد رئيس الوزراء حيدر العبادي الأسبوع الماضي بإنهاء الضربات على المدن لتقليل عدد الخسائر في صفوف المدنيين. ووقعت هجمات أمس في ضواحي على مشارف المدن الثلاث. وذكرت المصادر الأمنية أن الفرقة الثامنة في الجيش العراقي قصفت مناطق في غرب الرمادي بقذائف مورتر ومدفعية وصواريخ. وقال مصدر في مستشفى بالرمادي إن مقاتلي العشائر السنية المتحالفة مع الحكومة اشتبكوا أيضاً مع متشددي «داعش» في الرمادي، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص. وفي الفلوجة، قال مسعفون إن قصفاً عنيفاً وضربات جوية أصابت منطقة السجر على مشارف المدينة ما أدى إلى مقتل 12 مدنياً. وقال مصدر أمني إن مقاتلي «داعش» حاولوا السيطرة على البروانة، وهي منطقة سكنية على بعد خمسة كيلو مترات جنوبي حديثة أمس ما أدى إلى وقوع اشتباكات مع قوات موالية لبغداد. سياسياً يستعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقاء كبار العسكريين في بلاده لوضع اللمسات الأخيرة على إستراتيجيته لمواجهة هذا التنظيم المتطرف. وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة الماضية الجنرالات، الذين يخططون للحملة العسكرية الأمريكية ضد تنظيم «داعش» في سورياوالعراق. وسيجتمع أوباما بالجنرال لويد أوستن رئيس القيادة الوسطى لمنطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في مقرها في فلوريدا. وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست بأن أوباما «ينوي مناقشة خطة تشكيل ائتلاف دولي لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية وتدميره». وكان قد حصل لغط الثلاثاء في واشنطن إثر تصريح لقائد الجيوش الأمريكية مارتن ديمبسي، الذي لم يستبعد إرسال مستشارين عسكريين أمريكيين إلى أرض المعركة في العراق في حال دعت الحاجة لذلك. إلا أن آد توماس المتحدث باسم الجنرال ديمبسي عاد وصحح كلام الأخير قائلاً إنه «لا يعتقد أن هناك حاجة عسكرية تبرر مرافقة مستشارينا الجنود العراقيين إلى أرض المعركة». وبعد سنتين ونصف السنة على انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق يكرر أوباما دائماً القول إنه من غير الوارد إرسال قوات أمريكية إلى الأرض في العراق.