تواصلت الغارات الجوية لقوات التحالف ضد تنظيم "داعش" يوم أمس منفذة 9 ضربات في كركوك في الوقت الذي تسعى وزارة الدفاع الأمريكية إلى إطلاق اسم على العملية العسكرية لقوات التحالف ضد التنظيم، فيما اتهمت منظمة العفو الدولية الميليشيات الشيعية بارتكاب جرائم حرب. 9 ضربات في كركوك أفادت مصادر أمنية عراقية بأن طيران التحالف الدولي شن أعنف غارات جوية على مواقع وأوكار "داعش" في مناطق غربي مدينة كركوك (250 كم شمال بغداد). وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :" شنت طائرات التحالف الدولي تسع ضربات موجهة على تجمعات المسلحين وآليات عسكرية تابعة لهم ومواقع يتحصنون بها في قضاء الحويحة وناحيتي الملتقى والرياض غربي كركوك وقرى الكواز ما أسفر عن وقوع خسائر كبيرة فيهم ". وأضافت أن طائرات التحالف الدولي كثفت طلعاتها وضرباتها الجوية على مناطق جنوب وغرب كركوك ومواقع التماس مع قوات البيشمركة عقب ورود معلومات عن وجود مخطط لمهاجمة المدنية من قبل المسلحين وتأكيدات عن وجود حشود لهم . تسمية العملية العسكرية كشفت مصادر عسكرية أمريكية لشبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية أن وزارة الدفاع قررت إطلاق اسم على العملية العسكرية التي تخوضها على رأس تحالف دولي ضد تنظيم "داعش" ، مضيفة أن واشنطن حريصة على أن يكون الاسم "مقبولاً" في سائر اللغات وألا يتسبب بمشاكل عند ترجمته. ونقلت الشبكة، أمس الثلاثاء، عن المصادر التي طلبت عدم كشف اسمها القول: إن وزارة الدفاع "البنتاجون" ستعلن عن الاسم قبل نهاية الأسبوع الجاري، وذلك بعد صدور "أمر تنفيذي" بنشره بمقتضى قرار من قيادة الأركان الأمريكية. وتعتبر عملية تسمية العمليات العسكرية "إجراء بيروقراطياً" ولكن أهميته تتزايد بحال كانت العملية واسعة النطاق، إذ تسمح التسمية بتسهيل الإشارة إلى العملية في الوثائق الرسمية ومناقشات الكونجرس والميزانية، وكذلك في توزيع الميداليات التذكارية على المشاركين بوقت لاحق. ومن المنتظر أن يشير "الأمر التنفيذي" إلى كل هذه التفاصيل، كما سيحدد هوية الجهة المسؤولة عن قيادة العملية وطبيعة الهدف المنشود منها، أما الموعد المحدد لصدور "الأمر التنفيذي" فهو غدا الأربعاء. وذكرت المصادر التي تحدثت للشبكة أن واشنطن حريصة على أن يكون اسم العملية "مقبولاً" في سائر اللغات عند ترجمته عن الإنجليزية، وألا يتسبب بالإساءة لأي جهة. ويبدو أن تسمية العملية لا تقل أهمية عن تحديد واشنطن لاسم الجهة التي ستقاتلها، إذ يطلق البعض على التنظيم اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، في حين يستخدم البعض الآخر اسم "الدولة الإسلامية" ، إلى جانب التسمية الثالثة للتنظيم وهي "داعش". الميليشيات وجرائم الحرب يأتي ذلك في الوقت الذي أصدرت منظمة العفو الدولية، أمس الثلاثاء، تقريراً لها أكد على أن عمليات قطع الرؤوس التي يقوم بها تنظيم "داعش" والإعدامات الجماعية جعلت الجماعة تحظى باهتمام كبير في الأشهر الأخيرة، لكن هناك ميليشيات شيعية تدعم الحكومة العراقية تمتلك هي أيضاً، سجلاً مروعاً. وقالت الجماعة الحقوقية الدولية: إن الميليشيات "خطفت وقتلت عشرات المدنيين السنة في الأشهر الأخيرة وإنها تتمتع بإفلات تام من العقاب عن جرائم الحرب هذه". ويروي تقرير منظمة العفو محنة مدنيين اختفى أقاربهم. ففي كثير من الحالات لا تزال مصائرهم مجهولة، وذلك بعد أسابيع أو أشهر من اختفائهم. وأضافت المنظمة: إن الميليشيات المسؤولة تم دعمها وتسليحها من قبل الحكومة العراقية. وأخبر عاملون في مجال الصحة، منظمة العفو عن "استقبالهم عشرات الجثث لرجال مجهولي الهوية مصابين بأعيرة نارية في الرأس وأيديهم، وغالباً ما تكون أيديهم مقيدة معاً بأصفاد معدنية أو بلاستيكية أو بحبل أو قطعة من القماش". وتكشف صور لجثث تم إطلاع منظمة العفو الدولية عليها من قبل أقارب الضحايا، وغيرها مما شوهد في مشرحة بغداد، عن وجود نمط ثابت من قتل متعمد بأسلوب الإعدام، بحسب الجماعة الحقوقية. وقالت المنظمة: إن الميليشيات تستهدف مدنيين سنة في عمليات انتقام طائفية، وأحياناً ما تشارك في ابتزازهم. وحذر مراقبون من أن تصرفات الميليشيات تساعد في زيادة تأجيج مشاعر الأقلية السنية العراقية المهمشة، والتي ينال مسلحو "داعش" دعمها. وقالت المنظمة: إن هذا يجب أن يتغير لأن "الفشل في محاسبة الميليشيات عن جرائم الحرب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة، يعني أن السلطات العراقية أطلقت العنان لهم بشكل فعال ليستمروا في سلوكهم العنيف ضد السنة". وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات في المنظمة: إن الحكومة العراقية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي: "يجب أن تتحرك الآن لكبح جماح الميليشيات وإرساء سيادة القانون". 180 ألف شخص يفرون من هيت قالت الأممالمتحدة، أول أمس الإثنين: إن نحو 180 ألف شخص نزحوا بسبب القتال الدائر داخل وحول مدينة هيت بمحافظة الأنبار غرب العراق منذ أن سقطت المدينة في يد تنظيم "داعش" في وقت سابق هذا الشهر.