اقتحم 217 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك صباح الثلاثاء بحراسة مشددة من قوات كبيرة من الشرطة والقوات الخاصة، واقتحم مستوطنون جمعية العاد الاستيطانية واستولوا على 23 شقة سكنية لمقدسيين، صباح امس، في حي وادي، وحارة بيضون ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك بحراسة قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود، وتوعدت رام الله بمحاسبة اسرائيل دوليا، لاجبارها على وقف الاستيطان، فيما اعلن وزير الأمن الإسرائيلي أن إسرائيل لن تنسحب من الضفة الغربية بادعاء أنه يمكن إطلاق صواريخ وقذائف هاون منها باتجاه مطار اللد أو مدينة تل أبيب. التوجه الدولي وقال مسؤول فلسطيني ان استمرار النشاطات الاستيطانية لا يترك اي خيار للقيادة الفلسطينية سوى التوجه للمنظمات الدولية لمحاسبة اسرائيل واجبارها على وقف الاستيطان. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة امس لرويترز ردا على اقتحام مستوطنين يهود لعدد من المباني في بلدة سلوان "ندين هذا بشدة ولا خيار امامنا سوى التوجه الى المنظمات الدولية لمحاسبة اسرائيل واجبارها على وقف نشاطاتها الاستيطانية". وقال مركز (معلومات وادي حلوة) في بيان له "استولت جمعية العاد الاستيطانية على 23 شقة سكنية في وادي وحارة بيضون في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى". وأضاف البيان: "ان قوات الاحتلال برفقة مستوطني جمعية العاد الاستيطانية اقتحموا عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليلة الماضية بلدة سلوان وبعد الانتشار الواسع في احيائها وحاراتها شرعوا بالاستيلاء على المنازل الخالية من سكانها باستثناء احد المنازل اخلي منه سكانه عنوة". وأشار المركز في بيانه الى حدوث عمليات نقل لملكية بعض هذه العقارات بشكل مستتر. وقال: "حتى لو تم تسريب هذه المنازل فهي عملية استيلاء غير شرعية على المنازل العربية". وقال احمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس في اتصال هاتفي مع رويترز "إنه مع عملية الاستيلاء الجديدة وهي الأكبر منذ العام 1991 يرتفع عدد البؤر الاسيتطانية في سلوان الى 47 بؤرة". ودعا الرويضي الجميع الى تحمل مسؤولياته وتقديم المساعدة لسكان القدس قائلا: "هناك عدوان على القدس وهذا العدوان أخطر من العدوان الذي يحدث على غزة، وبالتالي أنا كأحد ابناء سلوان اقول ان الكل مسؤول عما يجري في سلوان والقدس". وأضاف: "البيوت التي تم الاستيلاء عليها في سلوان تبعد 200 الى 300 متر هوائي عن المسجد الاقصى المبارك". وتابع قائلا "بالتالي الجميع مسؤول عما يحدث على الارض سواء الجهاز الرسمي او الفصائل الوطنية والاسلامية والقطاع الخاص والعرب والمسلمين". وقال الرويضي "للأسف فقدنا البوصلة فيما يتعلق بالقدس هذه دعوة في هذه القضية الخطيرة وهذا الهجوم الاستيطاني الكبير على بلدة سلوان، على الجميع أن يتحمل المسؤولية على المستوى العربي والفلسطيني والاسلامي والدولي". وأضاف "اسرائيل لن تعجز، الوسيلة والقضاء والحكومة والمستوطنون جزء من المنظومة، والجمعيات الاستيطانية البلدية والوزارات كلها تتعاون للسيطرة على العقارات في محيط المسجد الاقصى". ودعا جواد صيام مدير مركز معلومات وادي حلوة السلطة الفلسطينية الى تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على كيفية حدوث عملية التسريب. وقال لرويترز "أحد من سرب هذه المنازل كان معتقلا لدى السلطة وأطلق سراحه وعاد لتسريب منزل آخر". وأضاف "من يتحمل مسؤولية ما جرى هو العالم العربي والاسلامي عندما تعرض عقارات للبيع، الدول العربية والاسلامية ترفض شراءها لانها تحسب الجدوى الاقتصادية لها". وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان الناشط المقدسي فخري أبو دياب: إن المستوطنين اقتحموا المنازل التي كانت خالية باستثناء أحد المنازل التي تم دهمها عنوة والاعتداء على من فيها. وأوضحت التقارير أن المنازل تعود لعائلات بيضون والكركي وأبو صبيح والزواهرة والعباسي والخياط وقراعين واليماني. وأضاف أبو دياب ان عددا كبيرا من المواطنين أصيبوا خلال مواجهات صاحبت عملية الاستيلاء على المنازل وتم نقل بعضهم للمشافي للعلاج. وأوضح أبو دياب أن البنايات والمنازل المستهدفة تقع في منطقة استراتيجية قرب باب المغاربة توصل للقبور اليهودية الوهمية بمنطقة وادي الربابة، وبات السكان يخشون من عمليات تهويد كاملة في المنطقة وإمكانية لجوء الاحتلال وجمعيات الاستيطان اليهودية لفتح طريق يمتد من الشارع الرئيسي من جهة باب المغاربة مرورا بهذه المنازل ووصولا إلى القبور الوهمية، وبالتالي التنغيص على سكان المنطقة وتهديد المزيد من منازلها. من جانبها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن شرطيا و"عددا من المشاغبين الفلسطينيين" أًصيبوا في مواجهات اندلعت صباح امس "في أعقاب دخول يهود عدة مبان في حي سلوان للسكن فيها". لا انسحاب من الضفة من جهته، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، امس، أن إسرائيل لن تنسحب من الضفة الغربية بادعاء أنه يمكن إطلاق صواريخ وقذائف هاون منها باتجاه مطار اللد أو مدينة تل أبيب. وقال يعلون في خطاب خلال يوم دراسي في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، إنه "لا يمكن الحديث عن انسحاب من يهودا والسامرة (الضفة الغربية) في سياق أفق سياسي. وينبغي البحث عن اتجاهات جديدة". وأضاف يعلون انه "سوف نعطي استقلالية للجيش الإسرائيلي في (يهودا والسامرة)، بعد أن اعتقل 93 حمساوي من شبكة إرهابية جندتها وأعدتها حماس، والسلطة الفلسطينية لم تعتقل أفرادها. فهل تتحدثون عن انسحاب من يهودا والسامرة؟" على حد زعمه. وتابع يعلون أن الشرق الأوسط المتغير أوجد "اتجاهات جديدة ولم يعد بالإمكان أن نبقى أسرى التوجهات القديمة التي انهارت مرة تلو الأخرى. إذ أي رد بإمكاننا توفيها ضد إطلاق النيران من تلال (يهودا والسامرة)، باتجاه مطار بن غوريون أو نحو تل أبيب أو أماكن أخرى". وأضاف ان "الحديث لا يدور عن حماس فقط وإنما عن الجهاد الإسلامي أيضا. ولن نتمكن من السماح لأنفسنا بوضع كهذا في (يهودا والسامرة)". وقال يعلون إنه "عندما نتحدث عن أفق سياسي، ومن يتوق للسلام أكثر منا، ومن الدخول في خطاب كهذا أو ذاك، ثمة ميل لتمزيق الوثيقة فوق وجه أحد ما. لن نسمح بوجود كيان جديد في (يهودا والسامرة)، وينبغي البحث عن اتجاهات أخرى جديدة ألمح رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) إليها أمس الاول".