وجه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انتقادات حادة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقال في تصريحات ل"الوطن": "الحكومة الإسرائيلية تحاول أن تحول الصراع إلى صراع ديني، بحيث تحدث رئيسها عن تنظيم الدولة الإسلامية ومخاطره، وتناسى أنه بالمقابل يقود تنظيم الدولة اليهودية". وأضاف "تل أبيب هي التي أسست لتحويل الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني، وذلك من خلال دعمها وإصرارها على تسمية إسرائيل دولة يهودية، وتعزيز ودعم القوى الإرهابية اليهودية المتطرفة من المستوطنين وغيرهم، الذين يستمرون في ممارسة الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني بحماية الجيش الإسرائيلي، والتي توجت بإحراق الفتى محمد أبوخضير، إضافة إلى حرق المساجد والكنائس والأشجار، والاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة وقتل الفلسطينيين بدم بارد". وفي إشارة إلى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال عريقات "نتنياهو أغلق الأبواب بخطابه أمام حل الدولتين، حيث أعلن أن إسرائيل لن تنسحب إلى حدود 1967". واعتبر عريقات أن الخطاب "تضليل ومحاولة تحميل المسؤولية لضحايا العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة". وكان عريقات يشير إلى استيلاء جماعة (العاد) الاستيطانية الإسرائيلية على 7 مبان تضم 23 شقة في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، في القدسالشرقية صباح أمس. من جانبه، أشار الخبير في شؤون الاستيطان الإسرائيلي بالقدس، المحامي دانيال سيدمان إلى أن المستوطنين استولوا على 7 مبان في سلوان تضم قرابة 23 وحدة سكنية بحماية الشرطة الإسرائيلية، وقال "هذه العملية هي أكبر اجتياح منذ بدء الاستيطان الإسرائيلي في سلوان في 1991، ويأتي الاستيلاء الجديد في الوقت الذي يزداد فيه التوتر في مدينة القدس وبشكل كبير". وأضاف "الادعاء بأن الاستيلاء هو عبارة عن تصرفات خاصة هو كلام فارغ، فالحكومة متورطة من رئيس الوزراء الإسرائيلي وحتى أصغر الموظفين". وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينه قد دان بشدة ما أقدم عليه المستوطنون من استيلاء على أملاك المواطنين الفلسطينيين، وقال "العدوان الإسرائيلي السافر على القدس والمسجد الأقصى لا يترك أي خيار أمام القيادة الفلسطينية سوى التوجه إلى المنظمات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها وإجبارها على وقف الاستيطان". من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون عدم نية بلاده الانسحاب من الضفة الغربية، وقال "لا يمكن الحديث عن خروج إسرائيل من الضفة الغربية، لأنه لا يمكن السماح بنشوء كيان إرهابي في هذه المنطقة، مثلما حدث في قطاع غزة" وأضاف "لا نستطيع القبول بوضع تطلق فيه قذائف هاون من الضفة الغربية باتجاه مطار بن جوريون الدولي، أو أن يتم شل قدرة طائرات سلاح الجو على الإقلاع من مطار رمات دافيد". وتابع "الأفق السياسي للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين يكمن في التغييرات في منطقة الشرق الأوسط، وليس في مفاهيم قديمة انهارت مرة تلو الأخرى على مدى 20 عاماً".